معظم رؤساء السلطات المحلية بشمال إسرائيل يعارضون هدنة مقابل حزب الله
رئيس بلدية حيفا يؤيد هدنة: “ينبغي الدخول لمحادثات قبل تصعيد الوضع. ما الفرق إذا نفذنا ذلك بعد شهر أو الآن؟ الآن أفضل”* رئيس بلدية كريات شمونة: “هم يتحدثون الآن عن وقف إطلاق نار. واتفاق كهذا لن يعيد كريات شمونة”
صواريخ “القبة الحديدية” في خليج حيفا تعترض صواريخ من لبنان، السبت الماضي (Getty Images)
عارض رؤساء بلديات ومجالس محلية في شمال إسرائيل اليوم، الخميس، التوصل إلى هدنة مع حزب الله، وطالبوا باستمرار الحرب بادعاء أنها ستؤدي إلى إعادة سكان البلدات الحدودية إلى بيوتهم، وسيعقدون اجتماعا طارئا لرؤساء السلطات المحلية في الشمال.
وعارضت الغالبية العظمى من الوزراء وقف إطلاق نار ولو مؤقت مقابل حزب الله، فيما نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينامين نتنياهو، الأنباء المتداولة حول وقف إطلاق النار، مشددا على أنها معلومات “غير صحيحة”. وأوضح، في بيان، أن الحديث يدور حول مقترح أميركي-فرنسي، “لم يرد عليه نتنياهو حتى الآن”.
وأشار البيان إلى أن “المعلومات المتعلقة بتوجيهات مزعومة لتخفيف حدة القتال في الشمال، ليست صحيحة”، وأن نتنياهو أوعز للجيش الإسرائيلي، “بمواصلة القتال بكل قوة، وفقًا للخطط المعروضة عليه”. وتابع البيان أن “العمليات العسكرية في قطاع غزة ستستمر حتى تحقيق جميع أهداف الحرب”.
إلا أن رئيس بلدية كريات شمونة، أفيحاي شطيرن، اعتبر أن الاستعداد لإجراء مفاوضات حول هدنة “يظهر نفاق الدولة كلها وحسب. وبعد أن نفذت الدولة أخيرا واجبها الأساسي وتقوم بحمايتنا هم يتحدثون الآن عن وقف إطلاق نار. واتفاق كهذا لن يعيد كريات شمونة”، التي خلت من سكانها منذ بداية الحرب على غزة وتتعرض لقصف مكثف من جانب حزب الله.
وادعى شطيرن أنه “حتى اليوم لم يُزل أي اتفاق هذه التهديدات. هل نريد العودة إلى المكان نفسه؟ ولنفترض أنه يوجد وقف إطلاق نار، ماذا سنفعل ضد ناشطي (وحدة) الرضوان الذين يسكنون تحت غطاء مدنيين؟ والصواريخ موجودة داخل بيوت مواطنين. كيف سنتعامل مع هذا التهديد على السكان الذين يعودون إلى أماكنهم؟”.
من جانبه، أيد رئيس بلدية حيفا، يونا ياهاف، التوصل إلى هدنة، وقال لموقع “واللا” الإلكتروني إن “ثمة حاجة إلى وقف إطلاق نار وآمل أن الجميع يدرك ذلك. ومثلما قلت طوال الأسابيع الأخيرة، ينبغي الدخول إلى محادثات قبل تصعيد الوضع، لأنه في جميع الأحوال ستكون محاولات وستكون تسوية. فما الفرق إذا نفذنا ذلك بعد شهر أو الآن؟ الأفضل الآن”.
وأضاف ياهاف أن “اللبنانيين يمارسون ضغطا هستيريا على حزب الله، وهم يشاهدون الدمار الحاصل هناك، وهم يشاهدون الدمار في غزة ولا يريدون الأمر نفسه عندهم. لقد استهدفنا حزب الله بشكل جيد جدا، واللبنانيون يمارسة قوة إقناع وهذا سينجح. وينبغي استغلال الأجواء لدى الإيرانيين، والجمهور هناك لا يحب النظام وحقيقة هي أنهم لا يتدخلون”.
وتابع أنه “يجب استغلال هذا الوضع. نعم، حزب الله سيبقى في لبنان ونحن لا يمكننا بالطبع الاعتماد على أي أحد في هذه المنطقة باستثناء أنفسنا، لكنا هذا هو المكن الذي اخترنا السكن فيه. والآن يجب وقف الحرب، وينبغي إعادة الأولاد إلى بيوتهم وينبغي إنقاذ اقتصادنا. فقد توقفت الحياة في مدينة حيفا. وبالإمكان أن تشاهد أثناء جولة في المدينة أن لا أحد يتجول في الشوارع”.
وقال رئيس المجلس الإقليمي للبلدات الصغير في المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية وخليج حيفا، موشيه دافيدوفيتش، إن “سكاننا قد اعتادوا على إطلاق صواريخ، وهم يتواجدون قرب الغرف الآمنة وكانوا مستعدين نفسيا لفتح جبهة هنا في الشمال انطلاقا من علمهم أن هذه الطريقة الوحيدة لإعادة سكان خط المواجهة إلى بيوتهم بعد سنة كانوا مهجرين خلالها. ووقف إطلاق النار الآن سيؤدي إلى فقداننا الزخم. ونحن ملزمون بإبعاد خلايا الرضوان وحزب الله إلى ما وراء الليطاني”.
واعتبر رئيس بلدية كريات بيالك في خليج حيفا، إيلي دوكورسكي، أن “الشمال يتعرض لهجوم منذ 11 شهرا، والبلدات مهجرة ومهدمة، وقُتل جنود ومواطنون والعالم المتنور لم يضغط من أجل وقف إطلاق نار. وعندما توجه إسرائيل ضربات إلى حزب الله، نهض العالم ليضغط من أجل وقف إطلاق نار، الذي سيوقف القضاء على قدرات المنظمة الإرهابية وإعادة السكان إلى الشمال. نتنياهو، هذا ليس الوقت الملائم للتوقف. لا تخيب أمل سكان الشمال”.
المصدر: عرب 48