رأس السنة العبرية: اقتحام الأقصى وإغلاق الإبراهيمي بالخليل
“الاقتحامات للمسجد الأقصى التي يرافقها أداء طقوس تلمودية وصلوات ازدادت بشكل ملحوظ منذ تسلم الحكومة الإسرائيلية الحالية لمهامها في كانون الأول /ديسمبر 2022 وتتواصل وبوتائر متزايدة منذ بداية العام الجاري 2024”.
(مستوطنون بالمسجد الأقصى بمناسبة رأس السنة العبرية / الأناضول)
اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الخميس، المسجد الأقصى وأدوا صلوات وطقوسًا تلمودية بمناسبة رأس السنة العبرية.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، بأن “183 متطرفًا اقتحموا المسجد الأقصى خلال نحو ساعتين”، فيما نقلت “الأناضول” عن شهود عيان أن الاقتحامات مستمرة وتتواصل بحراسة الشرطة الإسرائيلية.
كما وأظهرت مقاطع فيديو تداولها مستوطنون قيامهم بأداء طقوس تلمودية بما فيها ما يسمى “السجود الملحمي”، حيث يلقون بأجسادهم على الأرض لناحية قبة الصخرة، بالإضافة إلى مقاطع تم التقاطها في الناحية الشرقية من المسجد، تظهر قيام بعضهم بصلوات يهودية.
دائرة الأوقاف الإسلامية أوضحت أن أحد المستوطنين “قام بالنفخ بالبوق في ذات المنطقة”، وشددت، في بيانها، على أن مثل هذه الأعمال تعتبر انتهاكات صارخة للوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى.
جدير بالذكر، في السياق، أن الأردن يحتفظ بحق الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس بموجب اتفاقية وادي عربة عام 1994، والتي تحدد بأن “المسجد الأقصى المبارك وبكامل مساحته البالغة 144 دونمًا هو مكان عبادة خالص للمسلمين”.
الانتهاكات سجلت رقمًا قياسيًا في 2024
تجدر الإشارة إلى أن وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى التي يرافقها أداء طقوس تلمودية وصلوات، ازدادت بشكل ملحوظ منذ تسلم الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة، بنيامين نتنياهو، لمهامها في كانون الأول /ديسمبر 2022، وتتواصل، وبوتيرة متزايدة، منذ بداية العام الجاري 2024.
وتتم الاقتحامات من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وتزداد أعداد المقتحمين خلال فترات الأعياد اليهودية.
ويحتفل في إسرائيل، مساء الأربعاء ويومي الخميس الجمعة، بِـ”عيد رأس السنة العبرية” الجديدة والذي تبدأ به سنة 5785 حسب التقويم العبري، وبه تبدأ “10 أيام التوبة التي تختتم بصوم الغفران”، وفق هيئة البث الرسمية الإسرائيلية.
المسجد الإبراهيمي
وبموازاة اقتحام الأقصى، أغلقت إسرائيل، اليوم الخميس، المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة أمام المصلين، وشددت إجراءاتها العسكرية في محيطه بينما فتحته أمام المستوطنين بمناسبة عيد رأس السنة العبرية.
وأفاد مدير المساجد في مديرية أوقاف الخليل، أكرم التميمي، في تصريحات لوكالة “الأناضول” بأن “المسجد مغلق طوال هذا اليوم وحتى ساعات متأخرة من المساء”.
وأوضح أن جيش الاحتلال “يمنع دخول موظفي الأوقاف الإسلامية وإدارة المسجد ويفرض إجراءات عسكرية مشددة على دخول الفلسطينيين إلى البلدة القديمة من الخليل، بمناسبة حلول عيد رأس السنة العبرية”.
وتابع: “المسجد مستباح اليوم أمام المستوطنين لأداء طقوس دينية تلمودية ورقصات واحتفالات في انتهاك لحرمته”، مذكّرًا بأن “المسجد حق خالص للمسلمين ولا حق لليهود فيه”.
كما ولفت إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية “تمنع رفع أذان الفجر في المسجد الإبراهيمي لليوم الـ22 على التوالي”.
يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية تغلق المسجد الإبراهيمي بالكامل أمام المسلمين عشرة أيام في السنة، تتوافق مع الأعياد اليهودية.
ويوجد الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة من الخليل التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
ومنذ عام 1994، قسّمت إسرائيل المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن أسفرت عن اشتشهاد 29 مصلٍ.
المصدر: عرب 48