Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

صواريخ ودوي صافرات.. ماذا عن الجهوزية والملاجئ في جسر الزرقاء؟

جسر الزرقاء، كسائر البلدات العربية في البلاد، لا تتوفر فيها الملاجئ والأماكن الآمنة بشكل كاف، ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة الأهالي.

جسر الزرقاء (عرب 48)

توالى دوي صافرات الإنذار في جسر الزرقاء المُطلة على البحر الأبيض المتوسط، خلال الأيام الأخيرة، وذلك بعد إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه المنطقة المحاذية لمدينتي قيسارية والخضيرة.

ولا تتوفر في جسر الزرقاء، كسائر البلدات العربية في البلاد، الملاجئ والأماكن الآمنة بشكل كاف، ما يشكل خطرا حقيقيا على حياة الأهالي.

وقال رئيس مجلس جسر الزرقاء المحلي، مراد عماش، لـ”عرب 48” إنه “ليس جديدًا أن تدوي صافرات الإنذار في بلدة جسر الزرقاء، إذ أن الصافرات دوّت مرات عدة منذ بداية الحرب. جسر الزرقاء تقع بين مكانين إستراتيجيين وحسّاسين، حيث تم الحديث عنهما بشكل كبير من قبل الجبهة الداخلية الإسرائيلية، من الجهة الشمالية للقرية محطة الغاز في البحر الأبيض المتوسط قبالة شواطئ البلدة، ومن الجانب الآخر والجهة الجنوبية محطة توليد الكهرباء بالقرب من الخضيرة”.

وأضاف عماش أنه “خلال السنوات السابقة تمحور حديث الجبهة الداخلية حول أن هذه المواقع قد تستهدف في يوم من الأيام، بحال اندلعت حرب أو حدوث تصعيد، لذلك يتم استهداف هذه المنطقة منذ بداية الحرب، حيث كنا نقوم ببعض التمارين في السابق، وذلك بسبب التخوفات من استهداف هذه المنطقة، ودوي صافرات الإنذار لم يكن مفاجئًا بالنسبة لنا”.

وأشار إلى أن “جسر الزرقاء وعلى الرغم من تواجدها في منطقة مستهدفة إلا أنها كغيرها من البلدات العربية لا توجد فيها ملاجئ عمومية. الملاجئ الموجودة هي فقط في المؤسسات والمدارس، أما بخصوص المنازل فأكثر من 50% لا تتوفر فيها ملاجئ، حيث أننا قمنا بعملية توعية وتدريب للناس بحال سماع دوي الصافرات عن الطريقة التي يجب التعامل بها والأماكن التي يحتمي بها المواطن في أوقات الطوارئ”.

مراد عماش

وعن مدى حماية وتوفير الاحتياجات لجسر الزرقاء من قبل السلطات، قال رئيس المجلس إن “الصواريخ تستهدف كل البلدات، ولكن الواضح وكما هو الحال فإن الأخطار التي يتعرض لها المواطنون العرب والبلدات العربية أكبر على مجتمعنا من غيره، لأن البلدات العربية تفتقر للملاجئ والعديد من الاحتياجات اللازمة في زمن الحرب”.

وحول تلبية احتياجات البلدات العربية، قال إنه “من المعروف لدى الجميع البلدات العربية ينقصها العديد من الاحتياجات والنقص الكبير، قمنا بإرسال طلباتنا إلى المسؤولين والمؤسسات الحكومية، والدولة تعلم بالاحتياجات التي بحاجة لها البلدات العربية والتي نطالب بها منذ أكثر من 75 عامًا والدولة تعرف كل هذه النواقص، ونحن لا زلنا نعمل على طرق الأبواب والمطالبة بتوفير المستلزمات الضرورية”.

وختم عماش بالقول إنه “بكلمات بسيطة جدًا إذا أردنا تقدير الدعم من الجهات الحكومية للبلدات العربية فهو ضئيل جدًا، وذلك مقارنةً بالمجتمعات الأخرى التي تحصل على دعم أكبر”.

وقالت الناشطة منيرة تركمان لـ”عرب 48” إن “صافرات الإنذار دوّت مرات عدة في البلدة، وذلك عندما يكون الخطر قريب جدًا على جسر الزرقاء، ولكن في المقابل في قيسارية أو زخرون يعكوف مثلاً تعمل الصافرات بشكل أكثر”.

وعن التخوفات من استمرار دوي صافرات الإنذار في المنطقة قالت تركمان إن “الوضع مقلق ومخيف في ظل الحرب الدائرة واستهداف المنطقة”.

وعن عدم توفر الملاجئ بشكل كاف، قالت إن “بلدتنا تفتقر للملاجئ بشكل كبير جدًا، وتكاد تكون معدومة. في المناطق العامة لا توجد ملاجئ، ومعظم المنازل قديمة ولا تتوفر فيها ملاجئ، وأيضًا المؤسسات العامة كالمدارس معظم الملاجئ عبارة عن مخازن. نطالب بتوفير حلول جذرية، وعدم الانتظار لوقوع كارثة، لا سمح الله”.

منيرة تركمان

وختمت تركمان بالقول إنه “على الأهالي توخي الحيطة والحذر وعدم الاستهتار بالأحداث التي تحصل. نحن نعيش وسط أجواء صعبة، ويجب علينا التعامل مع الأمور بجدية وعدم الاستهتار”.

وقال مسؤول قسم الطوارئ في مجلس جسر الزرقاء المحلي، محمد جربان، لـ”عرب 48” إنه “في ظل الظروف الاستثنائية التي نعيشها والحرب المستمرة منذ عام، نعمل بكل جهد في المجلس المحلي على تقديم الخدمة لأهلنا في القرية، على الرغم من كل الصعوبات التي نواجهها في الفترة المعقدة، حيث أننا نعمل على التحضير قبل وقوع أي حالة طارئة”.

وعن الخطوات التي يعمل عليها قسم الطوارئ في ظل التوتر، أوضح أنه “نعمل على مدار العام على ترتيبات وتجهيزات لكل مديري الأقسام في المجلس المحلي، كي يتولى كل مدير قسم الجانب المختص به، وذلك لأن القرية في منطقة مستهدفة بسبب وجود محطة الغاز ومحطة توليد الكهرباء ومنزل رئيس الحكومة الذي من الممكن أن يُستهدف”.

وحول مدى عمل صافرات الإنذار في جسر الزرقاء، أوضح جربان أن “البلدة مزودة بـ3 صافرات إنذار موزعة في أماكن مختلفة، في المنطقة الشمالية والجنوبية ووسط البلدة، حيث أنها جاهزة في أي حالة لتنبيه السكان وهي مهمة خلال الطوارئ لحماية المواطنين، وتعمل فقط في الحالات التي يكون فيها الخطر قريب من البلدة”.

وعن شكوى مواطنين حول عدم عمل صافرات الإنذار في البلدة، قال إن “هذا الادعاء جاء بعد سماع المواطنين تفعيل صافرات الإنذار في منطقة زخرون يعكوف، حينها قال الأهالي إن الصافرات في جسر الزرقاء لا تعمل، ونحن نوضح لهم أن الصافرات في البلدة تعمل بشكل ممتاز، ولكن في بعض الأحيان لا يكون الخطر قرب جسر الزرقاء بل أقرب إلى زخرون يعكوف لذلك تدوي الصافرات هناك. نؤكد أن الصافرات تعمل بشكل جيد وتُسمع من مختلف مناطق القرية ومن منطقة البحر أيضًا”.

وبخصوص توعية طلبة المدارس في جسر الزرقاء، أوضح أنه “نقوم بحملات توعية في مدارس القرية المختلفة، حيث أن كل مدارس القرية توجد فيها ملاجئ مناسبة لأعداد الطلاب، لتستوعب كافة الطلاب داخلها، بالإضافة إلى التدريبات المستمرة التي نقوم بها في المدارس، ومنذ اندلاع الحرب طلبت من مركزي الأمن والأمان في المدارس بإجراء تدريبات بشكل مكثف طوال الوقت”.

محمد جربان

وعن المدة المحددة في جسر الزرقاء لدخول الملاجئ، لفت جربان إلى أن “المدة المحددة في جسر الزرقاء لدخول الملاجئ هي دقيقة ونصف، وخلال الأيام الأخيرة عندما دوت صافرات الإنذار تمكن طلاب المدارس من الدخول إلى الملاجئ خلال أقل من دقيقة ونصف، وهذا حصل بسبب التدريبات السابقة التي قمنا بها خلال الأيام الاخيرة”.

وعن توفر الملاجئ في جسر الزرقاء، قال إنه “يوجد نقص في الملاجئ العمومية في جسر الزرقاء كسائر البلدات العربية التي تعاني من ذات الأمر، وفي حالة طارئة نستطيع فتح الملاجئ العمومية في المدارس والمؤسسات حتى يستطيع الأهالي الدخول إلى الملاجئ، وبهذا نحن نحاول سد النقص بالملاجئ على الرغم من أنه غير كاف”.

وختم جربان حديثه بالقول إنه “نطالب المواطنين بعدم الاستهتار بالأحداث، وعند سماع دوي صافرات الإنذار الالتزام بالتعليمات، ومن يمتلك ملجأ عليه الدخول إليه، وبحال لم يتوفر فعلى المواطن الدخول إلى مناطق آمنة داخل المنزل، ومنها غرفة داخل المنزل لا توجد فيها نوافذ، وبحال كان المواطن يقود مركبته عليه إيقاف المركبة بشكل كامل والخروج من المركبة والانبطاح على الأرض ووضع اليدين على الرأس، وبحال أراد أي مواطن مساعدة فنحن على استعداد لتقديمها طوال ساعات اليوم عبر مركز الطوارئ”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *