ترامب يستخدم ورقة “العملات المشفّرة” في الانتخابات الأميركيّة
في حين أنّ الانتخابات الأميركية ستجذب انتباه الجمهور، فإنّ القصّة الحقيقيّة لأسواق العملات المشفّرة هي الطوفان الوشيك للسيولة في الأسواق العالميّة، والّذي من المرجّح أن يدفع البيتكوين والأصول الأخرى إلى الارتفاع…
بكثير من التصفيق، استقبل مستثمرو العملة المشفّرة الأبرز “بيتكوين” المرشّح الجمهوريّ للانتخابات الأمريكيّة دونالد ترامب، الّذي حضور مؤتمر بيتكوين السنويّ في يوليو/تمّوز الماضي بمدينة ناشفيل بولاية تينيسي.
في ذلك المؤتمر، أظهر ترامب تغييرًا بـ 180 درجة بوجهة نظره من الاستثمار بالعملات المشفّرة، بعد أن كان من ألدّ أعدائها عندما كان رئيسًا للولايات المتّحدة في الفترة من 2016 حتّى عام 2020.
وقال ترامب خلال المؤتمر: “السبب الّذي دفعني إلى اتّخاذ قرار بمخاطبة مجتمع البيتكوين اليوم يمكن تلخيصه في بضع كلمات فقط: أميركا تأتي أوّلًا”، وأردف بالقول: “إذا لم نقم بقيادة هذه الصناعة، فإنّ الصين وغيرها ستفعل ذلك، ولا يمكننا تحمّل هذا السيناريو“.
وظهرت البيتكوين واحدة من “صفقات ترامب” الّتي عزّزها اعتقاد السوق بأنّ رجل الأعمال الملياردير سيفوز في الانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
80 ألف دولار
ويظهر تحليل صادر الأربعاء، عن مؤسّسة بيرنشتاين لإدارة الثروات ومقرّها الولايات المتّحدة، أنّ بيتكوين قد تصل إلى 80 ألف وربّما 90 ألف دولار إذا فاز ترامب بالانتخابات الرئاسيّة الأمريكيّة في نوفمبر.
وعلى العكس من ذلك، إذا فازت كامالا هاريس نائبة الرئيس جو بايدن، يقترح المحلّلون أنّ بيتكوين قد “تختبر مستوى منخفضًا جديدًا في نطاق 40 ألف دولار”.
لكن يحافظ محلّلو بيرنشتاين على نظرة إيجابيّة طويلة الأجل للبيتكوين بغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات، مشيرين إلى عوامل مثل انخفاض أسعار الفائدة، واستمرار العجز الماليّ الأميركي ومستويات الديون المرتفعة، جميعها عوامل ستدعم العملة المشفّرة.
في التعاملات المبكّرة اليوم الجمعة، بلغ سعر وحدة بيتكوين 60.7 ألف دولار، وهو رقم يقلّ عن القمّة التاريخيّة للعملة المسجّلة في مارس/آذار الماضي عند قرابة 73 ألف دولار أمريكيّ، بحسب بيانات منصّة كوين ماركت كاب.
في الشهر الماضي، توقّع بنك ستاندرد تشارترد أن يصل سعر البيتكوين إلى 125 ألف دولار بحلول نهاية عام 2024 إذا فاز ترامب، و75 ألف دولار إذا فازت هاريس.
ويواصل ترامب وضع نفسه كمرشّح مؤيّد للعملات المشفّرة، حيث يقبل تبرّعات بالعملات المشفّرة ويقترح سياسات لجعل الولايات المتّحدة “قوّة تعدين بيتكوين”.
على النقيض من ذلك، تناولت هاريس مؤخّرًا العملات المشفّرة في حملتها، حيث قدّمت تعليقات أوسع نطاقًا حول تشجيع أعمال العملات المشفّرة مع حماية المستهلكين.
ويتوقّع محلّلو بيرنشتاين وآخرون في منصّة كوين ماركت أن تستمرّ عملة البيتكوين في الاستجابة لاحتمالات الانتخابات، وأن تصبح أكثر إيجابيّة إذا زادت فرص ترامب في الفوز.
وفقًا لأحدث البيانات، يتقدّم ترامب على هاريس بنسبة 7 بالمئة على موقع بولي ماركت للمراهنات الأمريكيّ الشهير، بنسبة 53.2 بالمئة للفوز مقارنة بنسبة 46.2 بالمئة لهاريس.
ويشير محلّلون في شبكتي CNBC وCNN إلى جانب موقع التنبّؤات بوليّ ماركت، إلى أنّ ترامب يتقدّم أيضًا في العديد من الولايات المتأرجحة الرئيسيّة، رغم أنّ استطلاع رأي جديد أجرته صحيفة تايمز وجد أنّ هاريس تتقدّم بأربع نقاط مئويّة على المستوى الوطنيّ.
رأي آخر
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسيّة، يتكهّن الكثيرون بكيفيّة تأثير النتيجة على الأسواق، في وقت ظهر المرشّح ترامب داعمًا علنيًّا ومع ذلك، بالنسبة للعملات المشفّرة، قد لا يهمّ من يفوز وفق بيانات صادرة عن منصّة باينانس.
والسبب في ذلك أنّ هبوط التضخّم الأمريكيّ والعالميّ مدفوعًا بالسيولة والسياسات النقديّة العالميّة يعني أنّ الأصول المشفّرة ستستفيد من موجة التيسير النقديّ عبر بدء رحلة خفض أسعار الفائدة، وبالتّالي من المرجّح أن ترتفع بيتكوين وبقيّة العملات المشفّرة، بغضّ النظر عمّا إذا كان ترامب أو هاريس سيفوز.
وتؤدّي تخفيضات أسعار الفائدة، إلى تدفّق السيولة النقديّة على شكل استثمارات إلى السوق، وسيدفع إلى انتعاش الاستثمارات عالية المخاطر بصدارة الأسهم والعملات المشفّرة.
هذا التدفّق، وفق تقرير نشره موقع أكسيس الأمريكيّ من المرجّح أن يدفع أسعار جميع الأصول تقريبًا إلى الارتفاع، من الذهب إلى النفط الخامّ، ولكنّ البيتكوين والعملات المشفّرة الأخرى قد تشهد مكاسب كبيرة بشكل خاصّ.
ففي حين أنّ الانتخابات الأميركية ستجذب انتباه الجمهور، فإنّ القصّة الحقيقيّة لأسواق العملات المشفّرة هي الطوفان الوشيك للسيولة في الأسواق العالميّة، والّذي من المرجّح أن يدفع البيتكوين والأصول الأخرى إلى الارتفاع بغضّ النظر عن من يفوز بالرئاسة.
المصدر: عرب 48