من الرائع أن يكون الحب هو بوابة الزواج، ولكن الحياة الزوجية ليست عشقاً وحباً وهياماً ورومانسية بكافة أشكالها وفنونها فقط، بل إنها تفاهم واحترام متبادل، وسكن ومودة، ورحمة، فالحب الحقيقي هو الحب المتبادل، الذي يولد ويتوالد، ويكبر بمرورالأيام والسنين، ويستمر بقوة رغم تغيرات الزمان وظروف الحياة.
“سيدتي” استضافت استشاري العلاقات الأسرية نرمين كميل؛ لتجيب على سؤال هل يتغير الحب بعد الزواج؟..
الحب لا ينتهي مع مرور الزمن
تقول استشاري العلاقات الأسرية نرمين كميل لسيدتي: الحب الحقيقي ليس سلعة تنتهي صلاحيتها أو ينتهي أمرها عند إستهلاكها، بل هو الحب الذي تنقيه الأيام، وتثبته المواقف، وهو ليس بالكلمات المنمقة والرقيقة التي تقال قبل الزواج، فهو لا يؤثر فيه موقف أو خلاف، فالحب بعد الزواج حب مرتبط بحياة أسرية، ومن ثمّ يكون شعوراً صادقاً وعميقاً يدوم إلى الأبد ولا يضعف أو يقل مع مرور الزمن، على الرغم من تغيرات الحياة وتحدياتها، فيعكس هذا الحب الصادق، التوازن والتفاهم بين الشريكين، ويجعلهما يسعيان لبناء علاقة دائمة مبنية على الثقة والصدق والاحترام، فيتطور وينمو، وهذا يعني أنه لا ينتهي بالضرورة بل يتطور وينضج مع مرورالزمن أي بعد الزواج، ولكن قد تتلاشى الرومانسية والعواطف الإيجابية التي كانت تصاحب العلاقة في البداية، وفي بعض الأحيان، ولكن يمكن إحياؤه وإعادة بنائه من خلال محاولة تغيير العوامل التي تؤثر سلبًا على العلاقة وإعادة إحياء الرومانسية والاهتمام بها.
قد ترغبين في التعرف على: فوائد الزواج التي لا يعرفها العزاب!
عوامل تؤكد صدق الحب واستمراريته
تقول نرمين كميل عندما يكون الحب مبنيًا على أسس قوية مثل الاحترام والثقة والتواصل، فإنه يمكنه تحمل التحديات والصعوبات التي قد تواجه العلاقة، وهناك عدة عوامل تؤكد على تطور واستمرارية الحب وهي :
الثقة والصدق
يعتمد الحب الصادق على الثقة والصدق، والمشاركة في التجارب الحياتية بين الطرفين، فالثقة بين الطرفين هي المحبة، ويتطلب الحب الحقيقي أن يكون الشريكان صادقين وقادرين على الثقة والاعتماد على بعضهما البعض، وتقدير قيمة الثقة بين الطرفين والتعامل بوضوح وصراحة تزيدها صلابة وترسخها وتخلق أجواء هادئة وحياة زوجية مستقرة، حيث يشعران بأنهما يمكنهما الاعتماد على بعضهما البعض والتحدث بصراحة دون خوف من الحكم أوالانتقاد.
الاحترام والتقدير
الاحترام والتقدير مرتبطان بشكلٍ رئيسي بالحب، فلا وجود للحب بدونهما، حيث إنّ انعدام الإحترام والتقدير يؤدي إلى حدوث خللٍ وشرخ في العلاقة، ويمكن للاحترام أن يخلق الحب، ويتضمن الحب الصادق الاحترام والتقدير للشريك الآخر وقبوله كما هو، وبدون محاولة تغييره أو تشكيله حسب الرغبات الشخصية.
التواصل الفعال
يعتبر التواصل الفعال أساساً فاعلاً في الحب الصادق، ومن ثم يجب أن يكون أحد سمات الحب بعد الزواج وهو يعني إيجاد سبل مفتوحة لجعل الأفكار والمشاعر تتدفق دون تردد أو خوف من أي إنتكاسة مفاجئة، وهو قائم على احترام وفهم متبادلين، ويمكن من خلاله بناء جسور للوصول إلى شريك الحياة، فبالتواصل الفعال والاحترام المتبادلين يعتبران من العوامل الأساسية لإستمرار الحب بعد الزواج، فبه يبقي الحب مشعاً في الحياة الزوجية.
التفاهم والتسامح
يتطلب لاستمرارية الحب بعد الزواج التفاهم المتبادل والتسامح في التعامل مع بعضهما البعض، بالرغم من وجود اختلافات وصعوبات قد تواجه العلاقة، وإذا كان الزوجان غير قادرين على التعاون والتسامح فقد يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقة بغض النظر عن وجود الحب.
تقديم الدعم والمساعدة
دعم الشريك في أصعب اللحظات وتقديم العون والمساعدة في تحقيق أهداف الشريك وتطلعاته، تعتبر من أسس تحقيق الوصول إلى الحب بعد الزواج، أي يكون الشريكان موجودين لدعم بعضهما البعض في الأوقات الصعبة دائماً، ويمكنهما الاعتماد على بعضهما البعض، والوثوق في الدعم المتبادل فبذلك يستطيعان التغلب على التحديات بشكل أفضل ويحافظان علي الحب بينهما.
التوافق والانسجام
يجب أن يتوافق الزوجان في العديد من الجوانب الشخصية، كالقيم والمبادئ والأهداف والرؤي في الحياة، فإن كان هناك عدم توافق في الكثير من هذه الجوانب فقد يصعب على الحب وحده الحفاظ على العلاقة. والعكس.
الالتزام والصبر
الحب الحقيقي هو الإحساس بالالتزام والصبر والمسؤولية تجاه الشريك، فالمشاعر تأتي وتذهب، لكن الالتزام والصبر عليه هو الذي يدوم للأبد، لذلك تحتاج العلاقة الزوجية إلى الالتزام المستمر والصبر، فيجب أن يكون الزوجان على استعداد للعمل على تطوير العلاقة ومواجهة التحديات معًا، وأن يكونا صبورين في فهم وتقبُّل بعضهما البعض.
الإخلاص
يعد الإخلاص سبب استمرار الحب بعد الزواج، والإخلاص بين الزوجين مدى العمر من أكثر الصفات الهامة لزواج متين وسعيد، والإخلاص يشمل، إخلاص العين، والعقل، والقلب، والروح، فيتطلب الإخلاص دائماً الانضباط الذاتي، والوعي بالعواقب، والشريك المخلص لا يستسلم أبداً للملل الزوجي الذي يحدث بعد فترة من الزواج بل يقوم بالبحث عن كل ما هو جديد ليطور وينمي به الحب، لذلك يجب رفض أي شيء من شأنه أن يضر بإخلاص أي من الزوجين للآخر، من أجل الحفاظ على مشاعر الحب بعد الزواج.
نحو المزيد يمكنك متابعة الرابط: خطوات للحفاظ على الحب بعد الزواج
