لا مساعدات لشمال غزة والمجاعة تزداد تفاقمًا
الجيش الإسرائيلي يزعم “نقل 50 شاحنة محملة بالغذاء والماء والمعدات الطبية إلى شمال قطاع غزة”؛ مسؤول فلسطيني نفى تلك المزاعم، مبينا أن 12 شاحنة فقط محملة بدقيق دخلت محافظة غزة وليس الشمال.
في خضم الحصار القاسي والمجاعة التي تضرب شمال قطاع غزة، زعمت إسرائيل، يوم الأربعاء، نقل 50 شاحنة محملة بالغذاء والماء والمعدات الطبية إلى المنطقة. إلا أن مصادر فلسطينية نفت، اليوم الخيس، هذه الادعاءات، مؤكدة أن 12 شاحنة فقط دخلت القطاع محملة بالدقيق، ولم تصل إلى شمال غزة كما تدعي إسرائيل، في وقت يستمر فيه الحصار والمجاعة في حصد أرواح المدنيين وسط تجاهل دولي.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وفي مواصلتها لتضليل الرأي العام، تصدر إسرائيل بيانات تعلن فيها عن سماحها بإدخال مساعدات إغاثية إلى شمال قطاع غزة، وذلك لذر الرماد في العيون وللتغطية على الإبادة الجماعية التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وعلى خلفية التهديدات التي حذّرت إسرائيل بأنها يجب أن تعمل على تحسين الوضع الإنساني في غزة وإلا ستواجه قيودا محتملة على المساعدات العسكرية.
ومنذ 13 يوما يشدد الجيش الإسرائيلي حصاره على شمال قطاع غزة، ويرتكب فظائع بحق الفلسطينيين بنسف البيوت على رؤوس ساكنيها وقصف المباني واستهداف كل ما يتحرك، ومنع وصول الماء والغذاء والدواء إلى المحاصرين داخل المنطقة. ومساء الأربعاء أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان “نقل 50 شاحنة محملة بالغذاء والماء والمعدات الطبية إلى شمال قطاع غزة”، دون تحديد الأماكن التي وصلتها والجهة التي استلمتها.
لكن مصدرا بوزارة التنمية الاجتماعية بقطاع غزة، نفى المزاعم الإسرائيلية، وقال إن “ما تم إدخاله هو 12 شاحنة فقط محملة بالدقيق”، وهي لا تعادل نقطة من المساعدات في محيط الاحتياجات. وأوضح المصدر، مفضلا عدم نشر اسمه، أن ما دخل وصل محافظة غزة فقط وليس محافظة الشمال – كما يزعم الجيش الإسرائيلي – فضلا عن أن هذه الكمية لا تلبي شيئا من احتياجات عشرات آلاف الفلسطينيين المحاصرين في غزة والشمال.
وبيّن المصدر الذي تحدث لوكالة “الأناضول” أن “12 شاحنة دقيق لا تغير شيئًا في الواقع الصعب، حيث يتفاقم الحصار وحالة المجاعة، فالفلسطينيون هناك بحاجة ماسة إلى مواد غذائية متنوعة ووقود وغاز الطهي”. وأضاف أن الدقيق يتلف في بيوت الفلسطينيين، بسبب نقص وسائل إعداده، من ماء صالح وغياب الوقود اللازم لإيقاد النار.
وتتكون محافظة شمال غزة من 3 بلدات رئيسية هي بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، ويعمل الجيش الإسرائيلي على تهجير الفلسطينيين منها إلى محافظة غزة ومنها إلى منطقة “المواصي” الممتدة غرب محافظات الوسطى وخان يونس ورفح. وفي حال تمكن أي من الفلسطينيين بالشمال من الوصول إلى محافظة غزة للحصول على دقيق، فإنهم لن يتمكنوا من العودة به إلى الشمال بسبب الحصار الإسرائيلي المطبق.
وفي 6 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري اجتاحت إسرائيل محافظة الشمال، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها بالمنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إنها تعمل على تهجير المواطنين واحتلال المنطقة وفصلها عن بقية القطاع.
وأفاد رئيس بلدية بيت لاهيا، اليوم الخميس، بأن مناطق شمال غزة تعاني من حصار مطبق، مما يمنع دخول الغذاء والدواء، في مسعى لدفع السكان للنزوح. وأكد أن جيش الاحتلال يمنع أيضًا دخول المياه الصالحة للشرب والسولار، مما يزيد من معاناة السكان.
وأوضح أنه لا يوجد وقود لتشغيل المستشفيات أو سيارات الإسعاف أو محطات ضخ المياه في المنطقة. ومع ذلك، أشاد رئيس البلدية بجهود أطقم الصحة والإسعاف التي لا تزال صامدة وتقدم خدماتها رغم قلة الإمكانات والاستهداف المتكرر من قبل جيش الاحتلال.
ومع تزايد التقارير الإعلامية عن المجاعة شمال القطاع، أرسلت واشنطن إلى تل أبيب رسالة موقعة بواسطة وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، تلوح بفرض قيود على المساعدات العسكرية في حال عدم إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة في غضون 30 يوما. ويرى مراقبون أن رسالة واشنطن تمنح حليفتها إسرائيل حيزا زمنيا لاستكمال تنفيذ “خطة الجنرالات” التي تهدف إلى “تحويل شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة، وإجلاء سكانها خلال أسابيع قليلة”.
المصدر: عرب 48