Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

الحرب تغيّب الفرح والسعادة عن العائلات العربية في موسم قطف ثمار الزيتون

انعكست الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان سلبا على العائلات العربية التي تنشغل بموسم قطف ثمار الزيتون، هذا العام، وغابت مشاعر الفرح والسعادة عن هذه العائلات في هذا الموسم بفعل الحرب.

غيّبت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ولبنان مشاعر الفرح والسعادة عن العائلات العربية في موسم قطف ثمار الزيتون، هذا العام.

ينتظر الفلسطينيون كل عام موسم قطف ثمار الزيتون الذي يجمع الأقارب والجيران ويتعاونون فيه على قطف ثمار الزيتون ما يعزز أواصر الحياة الاجتماعية.

يعني هذا الموسم الكثير للفلسطيني الذي تربطه شجرة الزيتون بالأرض التي ينتمي إليها، كما أكد المزارع عمر الحجة محاجنة من مدينة أم الفحم في حديثه لـ”عرب 48“.

على الرغم من أن موسم قطف ثمار الزيتون يعد مميزًا وكالعيد بالنسبة للفلسطينيين، إلا أنه منقوص ومنغّص في هذا العام وفقًا للأهالي الذين لا يخلى حديثهم خلال قطف الثمار عما يتعرض له أبناء شعبهم بفعل الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وكذلك في لبنان.

يعد الموسم هذا العام أفضل من الموسم الماضي الذي كان شحيحا من حيث إنتاج كميات الزيت، وفقا للمزارعين.

يبدأ الأهالي في منطقة وادي عارة والمثلث، على سبيل المثال، عادة بقطف الثمار مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر، على خلاف مناطق أخرى في البلاد، والذين يقطفون الثمار منتصف وأواخر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام.

يتراوح سعر تنكة زيت الزيتون التي تحتوي على 16 لترًا بين 600 – 650 شيكلا، حيث ارتفع سعر التنكة هذا العام مقارنة مع العام الماضي الذي كانت تتراوح فيه سعر التنكة ما بين 500 – 550 شيكلا، وذلك إثر منع العمال من الضفة الغربية من الدخول إلى البلاد، وتأثيرات الحرب التي أدت إلى رفع الأسعار.

قطف الزيتون موسم عيد

قال المزارع عمر الحجة محاجنة من أم الفحم لـ”عرب 48” إنه “بدايةً، هذا الموسم أفضل من الموسم السابق، ولكن ليس أفضل من الموسم الذي كان قبل ثلاث سنوات، حيث أن ارتفاع درجات الحرارة أدت إلى جفاف ثمرة الزيتون وسقوطها عن الشجرة قبل قطفها، ولكنه موسم جيد والحمد الله رب العالمين”.

عمر الحجة محاجنة

وأضاف أنه “في هذا الموسم حقيقةً قطف أولادي الزيتون مبكرا نوعًا ما حيث أن الزيتون لم يكن ناضجًا كما يجب، وبالتالي هذا أدى إلى عدم إنتاج الزيت كما يجب في القطفة الأولى، ولكن اليوم مع مرور الأيام بدأ يتحسن إنتاج الزيت”.

الشجرة تربطنا بالأرض

تطرق المزارع محاجنة إلى الربط بين الزيتون والأرض، ورأى أن “الزيتون مع مرور الأيام وتحديدًا بعد منتصف شهر تشرين الأول/ أكتوبر يبدأ بالتحسن، وذلك لعدة أسباب أهمها الندى الذي يكون خلال ساعات الليل على الأشجار، هذا بالتالي يتغلغل بالأرض ويجعل الشجرة والثمار رطبة، بالتالي يكون إنزال الزيتون أفضل”.

وعن موسم الزيتون بالنسبة للفلاح وصاحب الأرض أوضح أن “هذا الموسم بالنسبة لنا ولي تحديدًا هو عيد، فكما أنتظر العيد انتظر هذا الموسم الذي يسود فيه الفرح وتجتمع العائلة والأحباب فيه، ولكن للأسف هذا الموسم منقوص هذه السنة وليس كما الأعوام السابقة بسبب الحرب”.

وأشار إلى أن “المميز في الموسم شجرة الزيتون والأرض، إذ أنني أُشبّه التراب بالحنة التي يتزّين بها العرسان في الأفراح، عدا عن قطف ثمار الشجرة التي زرعاها لتنمو وتكبر. مهما كانت كمية الزيت التي تعطيها الزيتونة قليلة أم كثيرة فهي بالنسبة لي كنز، خاصةً أن معظم الأسواق امتلأت بالزيت المغشوش، لذلك مهما كانت الكمية من شجرتك وأرضك فأنت تعلم أنها أصلية وثمرة تعبك”.

وعن قطف ثمار الزيتون في ظل الحرب على غزة ولبنان، قال محاجنة إنه “حقيقةً لا يمر ساعة ونحن نقطف الثمار إلا ونتحدث عن الحرب والغصة التي في القلب بفعل الحرب. صحيح أننا منذ أن ولدنا ونحن في هذه الأجواء، ولكن ما يحصل اليوم في غزة لا يصدق ولم يحصل في تاريخ البشرية، أعجب مِمَن يقومون بهذه الأعمال الوحشية، وأستغرب كيف ينظرون إلى المرآة كل صباح”.

الموسم الحالي أفضل

قال صاحب معصرة للزيتون في قرية معاوية، أحمد حبيطي إغبارية، لـ”عرب 48” إنه “بدايةً، موسم الزيتون السنة الحالية أفضل من السابقة من حيث الثمار وكميتها على أشجار الزيتون، إذ أن الموسم في السنة الماضية كان أقل إنتاجا من هذه السنة”.

أحمد حبيطي إغبارية

وعن بدء الموسم، أوضح إغبارية أن “الأهالي باشروا قطف ثمار الزيتون في هذا الموسم في وقت مبكر وليس كما في السنوات السابقة، حيث أن الأهالي بدأوا هذه السنة بقطف الثمار مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بينما سابقًا كان الأهالي في منطقة وادي عارة تقريبًا يفتتحون الموسم في اليوم العاشر أو منتصف الشهر وليس في بدايته كما في هذا العام”.

أهالي وادي عارة يبدأون الموسم مبكرًا

وعن سبب بدء قطف الثمار في وقت مبكر في منطقة وادي عارة، أوضح إغبارية أن “السبب الأهم والرئيسي هو تعطش الأهالي لموسم الزيتون وقطف الثمار، لذلك هناك قسم كبير يبدأ بقطف الثمار مبكرًا، وأيضًا الميزة التي يحبها أهالي وادي عارة والمثلث الزيت الحار، حيث أن قطف الثمار مبكرًا يعطي طعمًا حارًا للثمار، وهذا المذاق الذي يحبه أهالي المثلث، وأيضًا لون الزيت الأخضر، بينما عندما يتأخر الأهالي بقطف الثمار يصبح لون الزيت أصفر، وهو يكون ناضج بشكل جيد”.

وعن ميزة زيت الزيتون في منطقة الروحة، قال صاحب معصرة الزيتون في قرية معاوية إن “ما يميز الزيتون في منطقة الروحة أن الزيتون ينضج بها في وقت مبكر مقارنة مع المناطق الأخرى، حيث أن درجة الحرارة المرتفعة طوال السنة تؤدي إلى نضوج الزيتون قبل المناطق الأخرى كالجليل والشمال، إذ يبدأ الأهالي بقطف الثمار هناك منتصف وأواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر”.

وعن أسعار تنكة الزيت هذه السنة، قال إنه “في بداية الموسم عدد من الفلاحين باع التنكة 650 شيكلا، ولكن اليوم، سعر التنكة استقر على 600 شيكل، وهذا السعر أعلى من العام السابق، وباعة الزيت يرفضون خفض السعر، وذلك بسبب الصعوبات بقطف الثمار”.

وعن أسباب ارتفاع سعر تنكة الزيت، أوضح إغبارية أن “أحد أهم الأسباب اندلاع الحرب وأيضًا منع دخول العمال الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى مناطق الـ48، وعدم وصول أهالي الداخل إلى الضفة، حيث أنه بات الجميع يشتري الزيت من الداخل، وكل هذه الأسباب أدت إلى ارتفاع أسعار الزيت”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *