Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

معضلات أميركية بين مهاجمة إيران و”صفقة إقليمية” تبدأ بغزة

محللون إسرائيليون: بلينكن قال لنتنياهو إنه “حققت جميع أهدافك العسكرية في غزة. وفقط التعاون بين السعودية وإسرائيل سيمنع صعود حماس مجددا”* “نقترب من نقطة تقلص النجاعة العسكرية في لبنان كلما ينجح حزب الله بالانتعاش”

نتنياهو وبلينكين، أمس (Getty Images)

يبدو أن وزير الخارجية الأميركية، أنتوني بلينكن، استعرض خلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، معضلات إدارة بايدن والحزب الديمقراطي بشأن تأثير حروب إسرائيل في المنطقة على انتخابات الرئاسة الأميركية، بعد أسبوعين، حسبما أفاد محللون في الصحف الإسرائيلية اليوم، الأربعاء.

والموضوع المركزي في لقاء بلينكن ونتنياهو كان توقيت الهجوم الإسرائيلي المتوقع ضد إيران. وأشار المحلل السياسي في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، ناحوم برنياع، إلى أن “إدارة بايدن تطلب تقليص الهجوم إلى أحجام رمزية أو تأجيله إلى ما بعد الانتخابات الأميركية. والدافع سياسي. فهجوم إسرائيلي واسع يتبعه رد إيراني متوقع من شأنه أن يضر باحتمالات فوز المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، في الولايات المتأرجحة. والإدارة تقترح على إسرائيل في المقابل دفاعا وذخيرة”.

وأشار إلى أن “المعضلة الصعبة هي أن موافقة إسرائيل من شأنها أن تثير غضب المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، الذي اختار نتنياهو أن يراهن على فوزه في الانتخابات”.

وطرح بلينكن أمام نتنياهو خطة لإنهاء حروب إسرائيل، على شكل “صفقة إقليمية تبدأ من غزة”، وفقا لبرنياع: “تشمل الصفقة المقترحة إعادة جميع المخطوفين، إخراج قوات الجيش الإسرائيلي كلها من غزة، تسليم الأمن الداخلي في غزة إلى قوة شُرطية تابعة للسلطة الفلسطينية ونشر غلاف من قوة دولية على طول الحدود بين إسرائيل ومصر، وأن توافق إسرائيل على استئناف المفاوضات مع أبو مازن وتحصل على تطبيع علاقات مع السعودية”.

واستدرك برنياع أن “السؤال حول ما إذا كان يوجد اليوم جهة في غزة بإمكانها إعادة جميع المخطوفين ما زال مفتوحا. ولا يزال مفتوحا أيضا السؤال حول حجم قوة دول الوسطاء. ولا شيء متفق عليه بشكل نهائي. والثمن المطلوب من إسرائيل باهظ، من الناحية الموضوعية وكذلك عندما يقارن بتعهدات نتنياهو لقاعدته الانتخابية طوال السنة”.

وأضاف أن “البديل هو فقدان المخطوفين، واستمرار سفك دماء الجيش الإسرائيلي في حرب بدون هدف، وتعميق الأزمة مع الديمقراطيين وإهدار الاحتمال لتشكيل حلف إقليمي… ونتنياهو يؤيد التطبيع مع السعودية برعاية بايدن، لكنه ليس مستعدا لدفع الثمن”.

وحسب برنياع، فإن بلينكن قال لنتنياهو إنه “حققت جميع أهدافك العسكرية في غزة. حماس فقدت قوتها العسكرية؛ السنوار قُتل؛ تم تصفية معظم قيادة الحركة. وفقط التعاون بين السعودية وإسرائيل سيملئ الفراغ الحاصل ويمنع صعود حماس مجددا”.

وأضاف أن “الأميركيين يعتقدون أن الأنظمة العربية السنية ستنفذ الملقى عليها في الاتفاق، لكن ليس بشكل قاطع. لذلك يواصل بلينكن جولته إلى الأردن والسعودية. ولديه أساس للاعتقاد أن أبو مازن والسلطة الفلسطينية سينضمان (للصفقة). وهذا كله بشرط أن يضمن موافقة إسرائيل”.

وبحسبه، فإن “قيادة الجيش الإسرائيلي تؤيد تسوية في غزة، وكذلك قسم كبير من المؤسسة السياسية والرأي العام في إسرائيل يؤيدون التسوية. ومعارضة بن غفير وسموتريتش هي مجرد ذريعة، درع واق للاختباء خلفه. القرار بأيدي نتنياهو”.

وأشار برنياع إلى أن “الصفقة المقترحة لا تشمل لبنان في هذه المرحلة. ويدرك الأميركيون أن الجيش الإسرائيلي لا يزال بحاجة إلى مزيد من الوقت كي يطهر القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل والقضاء على مراكز قوة حزب الله في الضاحية”.

وحسب المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، فإن “ضباطا كبار في الجيش الإسرائيلي يقولون إنهم يستعدون لأسابيع قليلة أخرى من العمليات البرية في جنوب لبنان، حتى إنها المهمة التي كُلفوا بها، وهي تمشيط وتدمير البنية التحتية التي بناها حزب الله قرب الحدود وفي قرى خط التماس”.

وأضاف أن “إنهاء الاجتياح البري المكثف يُفترض أن يرتبط بحياكة تسوية سياسية، بوساطة أميركية. لكن عنصرا آخر بالغ الأهمية يتعلق بمدى ثقة السكان الإسرائيليين الذين تم إخلاؤهم من البلدات الحدودية في الشمال بالجيش الإسرائيلي والحكومة”.

فقد أدرك رؤساء سلطات محلية في المنطقة الشمالية، بعد محادثات مع ضباط كبار، أن الجيش يعتزم إعادة السكان إلى بيوتهم القريبة من الحدود بعد الأعياد اليهودية، التي تنتهي غدا. وأشار هرئيل إلى أنه “بإمكان الجيش الإسرائيلي الادعاء قريبا بتحقيق نجاح كبير في إبعاد تهديد توغل قوات حزب الله إلى البلدات الحدودية وتقليص مخاطر إطلاق قذائف مضادة للمدرعات. وما ليس بإمكانه تأكيده هو أن خطر القذائف الصاروخية والصواريخ قد انتهى”.

وأردف أنه “بالرغم من التقديرات في هيئة الأركان العامة أنه تم القضاء على ثلثي ترسانة القذائف الصاروخية لدى حزب الله، لكن لا يزال بحوزته عشرات آلاف القذائف الصاروخية وقذائف الهاون قصير المدى، وآلاف لأمدية متوسطة وطويلة، التي تشكل تهديدا محتملا على المنطقة الشمالية كلها وحتى منطقة مرج بن عامر وجنوب حيفا”.

ولفت هرئيل إلى أن “بدء سلاح الجو، هذا الأسبوع، مهاجمة مواقع مرتبطة بالذراع المالية لحزب الله يدل على ما يبدو أيضا على تقلص الغايات في ’بنك الأهداف’ العسكرية. وبعد سلسلة النجاحات العسكرية والاستخباراتية الكبيرة، مثل تفجير أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال وتدمير قذائف صاروخية واستهداف قيادة حزب الله، ثمة شك إذا ستسنح لإسرائيل صورة انتصار مقنعة أكثر”.

وشدد على “أننا نقترب من نقطة ستبدأ فيها النجاعة العسكرية من استمرار القتال بالتقلص كلما ينجح حزب الله بالانتعاش. ورغم الضربات التي تلقاها، لا شك لدى عناصر الاستخبارات الإسرائيليين في أن عملية الانتعاش في صفوفه قد بدأت”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *