Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

اقتلاع وتهويد.. مخطط إسرائيلي لترحيل سكان 14 قرية عربية بالنقب

في النقب 38 قرية مسلوبة الاعتراف يسكنها نحو 80 ألف عربي، يستهدف مخطط الترحيل 14 قرية يسكنها 10 آلاف مواطن، نصف القرى الـ14 على الأقل سيتم توطين سكان يهود فيها مكان السكان العرب.

قرية عربية في النقب (أرشيفية)

أقل من شهر تبقى للبدء بالتنفيذ الفعلي لمخطط تهجير المئات من أهالي أم الحيران في منطقة وادي عتّير بصحراء النقب، وهي قرية مسلوبة الاعتراف إسرائيليا، تسعى السلطات لتوطين يهود مكانهم على أراضي قريتهم.

يهدد المخطط حياة ومسكن 450 نسمة في أم الحيران وقرابة 10 آلاف نسمة في القرى مسلوبة الاعتراف التي يستهدفها المخطط، إذ يقضي باقتلاع السكان العرب الفلسطينيين من أرضهم وتوطين يهود على أرضهم، ونقل العرب وتركيزهم في بلدات عربية مجاورة.

يتعرض الأهالي في هذه القرى لمضايقات واقتحامات مستمرة من قِبل الشرطة الإسرائيلية التي تسلمهم بين الفينة والأخرى أوامر إخلاء، على الرغم من عدم صدور قرار بخصوص مصير باقي القرى.

وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف، عطية الأعسم، لـ”عرب 48” إن “هذا المخطط غير معلن عنه بشكل رسمي، لكن استطعنا أن نفهم ما يهدف إليه من خلال الممارسات ضدنا، المخطط يسمى (التبادل السكاني) لكن على أرض الواقع لا يوجد أية تبادل، هناك ترحيل لجهة وتوطين لجهة أخرى، ترحيل وقلع العرب البدو من أرضهم، وتوطين اليهود مكانهم”.

وتابع الأعسم أن “المخطط بدأ بالتنفيذ فعليا، والمهلة الأخيرة لكي يخلي أهالي أم الحيران قريتهم بحسب قرار المحكمة، بتاريخ 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وهذا لتوطين سكان يهود وإقامة مستوطنة (حيران)، وهناك عدد من القرى المهددة بالإخلاء خلال الأشهر المقبلة، لكن حتى الآن لم يصدر قرار محكمة بحقها، مثل رأس جرابة، وهذا بهدف توسيع أحياء يسكنها يهود في مدينة ديمونا، وقرية السرّ لتوسعة أحياء في مدينة بئر السبع، وأيضا أجزاء من القرى بالقرب من شارع 25، قرى المذبح وأم رتام وأم متنان، بالإضافة لقرية تل عراد التي تم توزيع أوامر إخلاء لسكانها، وقرى كركور والبقيعة ووادي الخليل والباط الغربي وأم البدون ووادي عتّير”.

عطية الأعسم

وأشار إلى أنه “توجد في النقب 38 قرية مسلوبة الاعتراف يسكنها قرابة 80 ألف مواطن، ويستهدف مخطط الترحيل 14 قرية من مجمل عدد القرى، ويسكنها قرابة 10 آلاف مواطن، نصف القرى الـ14 على الأقل سيتم توطين سكان يهود فيها مكان السكان العرب، فيما ستتم إقامة مشاريع ضخمة على أراضي باقي القرى”.

وشدد على أنه “بدأ يتضح لنا هذا المشروع منذ 4 سنوات، نرى أنه مشروع استيطاني يهودي ووسيلة لتهويد أرض النقب، تزايدت وتيرته مع الحكومة الحالية المتطرفة”.

وختم الأعسم بالقول إنه “منذ سنوات ونحن نناضل بمختلف الطرق القانونية والشعبية، لكن تبيّن أنه يوجد انسجام تام بين عمليات الترحيل والمحاكم. في الأيام الأخيرة أقمنا خيمة اعتصام في تل أبيب لشرح وتوضيح قضيتنا على نطاق واسع، وندرس تنظيم خطوات احتجاجية أخرى في الأيام المقبلة”.

وقال النائب السابق عن التجمع الوطني الديمقراطي والقيادي في لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، جمعة الزبارقة، لـ”عرب 48” إن “هذا مشروع فاشي بكل معنى الكلمة، مشروع يتحدث عن إخلاء قرى كاملة وتوطين يهود مكان السكان العرب، وأكبر مثال قرية أم الحيران التي ستقام مكانها مستوطنة (حيران)، ورأس جرابة التي ستتوسع مدينة ديمونا على حساب أراضيها وباقي القرى المهددة”.

جمعة الزبارقة

وأشار الزبارقة إلى أنه “نقوم، الآن، باستخدام المسار القانوني بكافة تشعباته ورفع القضية للمحكمة العليا، حيث تدّعي الحكومة أن ما تسمى سلطة توطين البدو التي أبرمت اتفاقات مع الأهالي في القرى مسلوبة الاعتراف ليس لديها صلاحية إبرام الاتفاقات”.

وأكمل أن “الاتفاق مع سلطة توطين البدو يقضي بإخلاء القرى تدريجيا وتسليم الأهالي قسائم بناء في القرى المجاورة مثل حورة، لكن الحكومة تريد الآن ترحيل السكان بشكل مباشر وقسري، دون حتى تأمين قسائم أراضي لكل الأهالي، ولهذا السبب تدعي أن سلطة توطين البدو ليس من صلاحيتها إبرام اتفاقات”.

وختم الزبارقة بالقول إن “الأهالي هنا في حالة من الصدمة، لا يعقل بين ليلة وضحاها أن يوضع شخص وعائلته بين السماء والطارق دون مأوى، وفي حال استنفاذ المسار القانوني ولم يكن نتائج مرضية، من المؤكد أنه سيكون حراك شعبي احتجاجي ضد هذه السياسيات العنصرية الفاشية”.

وقال المركز الميداني لمجلس القرى مسلوبة الاعتراف، معيقل الهواشلة لـ”عرب 48” إن “الأوضاع في القرى المهدد أهلها بالترحيل صعبة جدا. الوزير بن غفير يستغل هذه الفرصة ليضرب عرب النقب كي يحصل على أصوات أكثر، نحن وعائلاتنا ومنازلنا ضحية لهذه السياسات، حيث تسعى

الحكومة للضغط على السكان البدو وإسكان أكبر عدد منهم على أصغر مساحة ممكنة”.

معيقل الهواشلة

وأردف أن “مساحة منطقة النقب تبلغ 0,2041 كم مربع. العرب البدو في النقب يتجاوزون 320 ألف نسمة ويسكنون على 400 ألف دونم، ما يعني 3% من مجمل أراضي النقب، ومع كل هذا تستمر السلطات الإسرائيلية في الضغط على الناس في محاولات الترحيل، خلال 2024 لوحدها هدمت السلطات الإسرائيلية 4 آلاف منزل ومبنى في تصعيد واضح وتمهيد لترحيل السكان”.

وختم الهواشلة حديثه بالقول إنه “منذ يومين اختتمنا خيمة الاعتصام التي أقمناها في تل أبيب لمحاولة التأثير وإحداث تغيير في القضية ومسارها، والآن نحاول دراسة ما يمكن أن نفعله، لكن وللأسف الصورة قاتمة جدا”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *