شهادات جديدة تكشف أساليب إذلال ممنهجة وحرمان من الرعاية
في ظل قيود قاسية على زيارات معتقلي غزة، نقلت آخر الشهادات مشاهد مرعبة عن التعذيب والتجويع والإذلال الممنهج، وسط تخوف من تفشي الأمراض مع حرمان المعتقلين من أبسط حقوقهم الإنسانية.
معتقلون من غزة (أ.ب.)
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، اليوم الخميس، عن شهادات صادمة لمعتقلي غزة في معسكر “عوفر”، توضح الانتهاكات الجسيمة وسياسات التعذيب والتنكيل التي يتعرضون لها في السجوم الإسرائيلية. ووفقًا لما أفاد به الطاقم القانوني للهيئة والنادي، فإنّ آخر زيارة لتسعة من معتقلي غزة أظهرت الأوضاع المأساوية داخل المعتقلات، بما في ذلك السلب المتواصل لحقوق المعتقلين والإذلال المستمر بهدف سلب إنسانيتهم.
التعذيب والإذلال اليومي
وأفاد المعتقلون بأن إدارة معسكر “عوفر” تُرغمهم يوميًا على الهتاف لعبارة “شكرًا للكابتن” باللغة العبرية كنوع من الإذلال؛ ومن يرفض يتعرض لعقوبات. وأشار التقرير أيضًا إلى تعرض المعتقلين لوضعيات مذلة خلال جلسات محاكماتهم عبر الهاتف، حيث يُجبرون على الجلوس على ركبهم أو بطونهم لساعات طويلة، تبدأ من السابعة صباحًا وتمتد حتى انتهاء الجلسات.
انعدام الرعاية الصحية واستغلال الظروف المناخية
ويُحرم المعتقلون من العلاج والرعاية الصحية اللازمة، حيث يعاني بعضهم من جروح وإصابات لم تلتئم بسبب هذا الحرمان، في ظل دخول فصلي الخريف والشتاء وانعدام الملابس والأغطية اللازمة لحمايتهم من البرد. وتعتبر هذه الظروف جزءًا من سياسة الاحتلال لتحويل الطقس إلى أداة تعذيب إضافية.
أزمات صحية وتفشي الأمراض الجلدية
وأبدت الهيئة والنادي تخوفهما من انتشار الأمراض الجلدية بين صفوف المعتقلين، نتيجة حرمانهم من استخدام الصابون لأشهر، ما اضطرهم للاستحمام دون أدوات نظافة، وهو ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية بين المعتقلين في سجون الاحتلال.
شهادات عن تعذيب ممنهج وإخفاء قسري
وأورد التقرير أن عدد المعتقلين من غزة في سجون الاحتلال يُقدّر بالآلاف، بينهم نساء وأطفال وطواقم طبية. وأكد أن شهادات المعتقلين تبرز مستوى “غير مسبوق” من الجرائم، بما في ذلك التعذيب والتجويع والاعتداءات الجنسية، وحتى استخدامهم كدروع بشرية.
استشهاد العشرات ومنع الصليب الأحمر من الزيارات
وأفاد التقرير باستشهاد العشرات من المعتقلين جراء التعذيب أو الإعدامات الميدانية، حيث تم الإعلان فقط عن 24 شهيدًا من معتقلي غزة من أصل 41 أسيرًا استشهدوا منذ بدء الحرب. وواصل الاحتلال منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة المعتقلين.
الاحتلال يصنف المعتقلين كمقاتلين غير شرعيين
وبحسب إدارة السجون، فإن 1618 من معتقلي غزة يصنّفون كـ “مقاتلين غير شرعيين”، في ظل حملات اعتقال واسعة استهدفت المئات، بمن فيهم طواقم طبية، لا يزال العديد منهم مجهولي المصير نتيجة سياسة الإخفاء القسري.
أسماء معتقلين محتجزين في معسكر “عوفر”
وكشف التقرير عن أسماء بعض المعتقلين الذين تم زيارتهم في معسكر “عوفر”، ومنهم: محمد رائد الرملاوي، أحمد عيسى النمس، محمود زياد عليوة، الطفل عبد الله درويش، الطفل حسن مجدي العف، وأطفال آخرون، إضافة إلى أسماء نحو 40 بالغا تم التعرف على مكان احتجازهم.
تأتي هذه الإفادات ضمن جهود الهيئة والنادي لتسليط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تواجه معتقلي غزة، في ظل استمرار الاحتلال بسياسة الإخفاء القسري وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
المصدر: عرب 48