الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود: سمفونيةُ الأمل خطوةٌ في طريقِ الألف ميل
مع نسمات الخريف الباردة ورائحة الفل الجيزاني الفريد، وأضواء الشموع الخافتة عاش حضور الحفل الموسيقي الفني الكبير “سمفونية الأمل” ليلة من ألف ليلة وليلة، على أنغام فرقة أوركسترا “البولشوي” و”المارينسكي” بقيادة الدكتورة هبة القواس رائدة الأوبرا العربية السوبرانو والمؤلفة الموسيقية السعودية ورئيسة المعهد العالي للموسيقى في لبنان. في الحفل الذي نظمته جمعية السلياك، برئاسة الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود آل سعود رئيسة مجلس إدارة الجمعية، وبحضور حامد بن محمد فايز نائب وزير الثقافة وشخصيات رفيعة من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، ونخبة من المجتمع السعودي وأهل الثقافة والإعلام، ليشهدوا توليفة مُبتكَرة بين الموسيقى والفنِّ التشكيلي والعطاءِ الإنساني، ودعم مرضى السلياك في السعودية الذين يشكلون النسبة الأعلى على مستوى العالم.
تغطية: عتاب نور
فكرة إبداعية
خلال احتفالية “سمفونية الأمل” عبرت الدكتورة الأميرة مشاعل بنت محمد بن سعود آل سعود في تصريح خاص” لسيدتي “عن سعادتها بنجاح الاحتفالية الموسيقية الساحرة التي كانت بعنوان “سيمفونية الأمل”، وأضافت: رغبنا من خلال هذه الفعالية في الخروج بفكرة إبداعية خارجة على المألوف للفت الأنظار إلى مرضى السلياك، وسعدنا حقيقة بهذا التفاعل الكبير الذي شهدته الأمسية من قبل الحضور الذين كانت لهم أياديهم البيضاء السباقة للخير من خلال مشاركتهم في المزاد الفني الذي سيعود ريعه لدعم مشاريع الجمعية وأهدافها؛ ما سيكون له أكبر الأثر في نشر قضيتنا وتوعية المجتمع بمرض السلياك.
تأسيس جمعية السلياك
وتابعت الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود آل سعود ، الحديث عن تأسيس جمعية السلياك حيث أوضحت أن الجمعية انطلقت عام 2018، ولكن توقف نشاطها بعد عام بسبب جائحة كورونا، ولكن العمر الفعلي للجمعية لا يتجاوز ثلاث سنوات ورغم عمرها القصير فإن الجمعية تمكنت من تحقيق الكثير من الإنجازات ونأمل مستقبلاً تحقيق المزيد من الوعي بمرضى السلياك وبمعاناتهم، وأن تصبح الجمعية هي البيت والمقصد لهؤلاء المرضى.
وعن نسبة مرضى السلياك في السعودية أكدت الأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود آل سعود أن نسبة المرض في السعودية تشكل النسبة الأعلى على مستوى العالم، وهو مرض خفي تختلف أعراضه من شخص لآخر؛ لذلك ليس من السهل التعرف إليه، وهو ما يمثل التحدي الأكبر الذي يواجه مرضى السلياك.
دعم المجتمع
وعن الرسالة التي توجهها للمجتمع أكدت الأميرة الدكتورة مشاعل أهمية تكافل المجتمع؛ “فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً”؛ لذا من المهم تعاون المجتمع والتفاته لجمعية السلياك، ولس شرطاً أن يكون ذلك الالتفات مادياً، فيمكن أن يكون ذلك من خلال نشر أخبار عن الجمعية وما تهدف له، أو حتى من خلال الدعاء لنا بأن يكلل الله مساعينا ونصل لأكبر عدد من مرضى السلياك.
مهمة خيرية وحدث وطني
وكانت للأميرة الدكتورة مشاعل بنت محمد بن سعود آل سعود كلمة خلال حفل سمفونية الأمل جاء فيها: “نجتمعُ الليلة في هذه المشهديةِ البهيَّة، التي أردناها أن تكون مختلفةً ومميزة واستثنائية. استثنائية مع لقاءٍ مبارك جمَعَنا بهذه الوجوهِ النبيلةِ والخيِّرة، واستثنائية في أبعادِها الثقافيةِ والإنسانيةِ والحضارية، التي باتت عنوانَ قضيتِنا الأولى في مملكتِنا الغالية، قِبلةِ العالم الحضاري.
نلتقي الليلة في محفلٍ خيريٍّ، ومناسبةٍ إنسانيةٍ تنظِّمُها جمعيةُ السلياك، في مهمةٍ خيريةٍ وحدثٍ وطنيٍّ نوظِّفُ فيه تلاحُمَنا الوطني، ونسخِّرُ من خلاله واجبَنا الإنساني، في حفلٍ جمعَ الثقافةَ بالخيرِ، ومزَجَ النيَّةَ بالهدفِ، بعنوان “سمفونيَّة الأمل”.
ودائماً في إطارِ سعيِنا للأمل، عمدتِ الْجمعيةُ عبر مبادراتِها وبرامجِها إلى نشرِ الوعي حول المرض.
رسالة بلون الحب والأمل
هذه الرسالةُ الأبهى، تكتبها الليلة بِنَغمٍ من نور وبِصوتِها الأَيقونيِّ، رائدةُ الأوبرا العربية والمؤلفة الموسيقية، ورئيسةُ المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان الدكتورة هبة القواس، التي كانت المبادِرةَ الأبرز في دعم الجمعية، عبر إحياءِ الحفل بِموسيقاها وأغنياتِها وحضورِها المتألق، والأوركسترا السيمفونية العالمية المرافقة لها، وعبر إنتاجِ هذا الحفل وتقديمِه إلى جمعيةِ السلياك، إيماناً منها برسالتِنا النبيلة. وهل ثَمة أعظمُ من أنْ يَحملَ الصوتُ الأوبرالي الفاتن قضيةً إنسانيةً راقيةً وهادفة على أجنحةٍ من حلمٍ وأمل؟
هذه الرسالةُ تُكتبُ الليلةَ أيضاً بلونِ الحبِّ والأملِ، رسماً وتشكيلاً في لوحاتِ الفنانين المبدعين التي زيَّنتْ حفلنا والقصر؛ لِتكتملَ مشهديةُ الفرحِ عبر هذه التوليفةِ المُبتكَرة بين الموسيقى والفنِّ التشكيلي والعطاءِ الإنساني، فنُحلِّقُ معاً في فضاءاتٍ من السحرِ والعبقِ والبهاء، ونبتكرُ معاً لوحةً نابضةً بشغفِ العطاءِ، ونعبرُ معاً إلى ضفةِ الأملِ، ونكتبُ معاً سطراً مضيئاً في سماءِ الإنسانية.
شكر وتقدير
وأضافت الأميرة الدكتورة مشاعل: أمسيتُنا الليلة هي رسالةُ حبٍّ لكلِّ نفسٍ تائقةٍ للسلام، وسمفونيَّةٌ حقيقية للأملِ المنشود، عسى أن تكونَ نموذجاً يُحتذى لأصحابِ القلوبِ النقيةِ والأيادي البيضاء الخيِّرة.
سمفونيةُ الأمل خطوةٌ في طريقِ الألف ميل، والأمل يبدأُ دائماً بأصغرِ الخطواتِ ليصلَ إلى أعمق ما في القلبِ والروح. وهذه الخطوة لم تكن لتَتِمَّ لولا جهودُ كلِّ من عمِلَ وساهمَ وشاركَ في إنجاح هذه الأمسية، من رعاة وداعمين وفنانين وفريق عمل، وأسأل الله أن يُثيب الجميع خيرَ ثواب.
وفي مسك الختام، أرفعُ آياتِ الشكرِ والتقدير لِمولاي خادم الحرمين الشريفين ووليِّ عهدِه وعرابِ الرؤية ومُلهمِ الأجيال الأمير المُلهَم محمد بن سلمان. والشكر موصول لإخواني الأعزاء الأمير عبد العزيز بن سلمان، والأمير بندر بن سعود بن خالد على الدعم والمساندة. والشكر بعد الله للداعم الأكبر ورفيق الطريق زوجي الحبيب الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، على أن نلتقي دائماً بصحة وعافية وسلام”.
نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز
وكان لنائب وزير الثقافة الأستاذ حامد بن محمد فايز كلمة خلال الحفل ثم جاء فيها: “أسعد بالوجود معكم في هذه الليلة نيابة عن راعي الحفل صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة، وذلك في أمسية من أمسيات جمعية السلياك التي نفخر في وزارة الثقافة بدعم برامجها ومبادراتها الهادفة، حيث تعزز الجمعية العمل الخيري الإنساني لمساعدة مرضى السلياك والتوعية بمخاطره على صحة مجتمعنا، ويسعدنا في منظومة الثقافة، دعم الجمعية لتحقيق أهدافها النبيلة، بالإضافة إلى نشر الثقافة والفنون الموسيقية والتشكيلية من خلال هذا الحفل الخيري.
المزاد الخيري
اختُتم الحفل بمزاد تشكيلي خُصص ريعه لجمعية السلياك، تحت إدارة الكاتبة وسيدة الأعمال الدكتورة وفاء الرشيد، وبمشاركة مجموعة متميزة من الفنانين السعوديين أصحاب الشهرة العالمية، الذين أسهموا في نشر الإبداع على المستويين المحلي والدولي، ومنهم: مها الملوح، حنان باحمدان، فهد النعيمة، نجلاء السليم، لولوة الحمود، وغيرهم من الفنانين. وذلك في سعي من “جمعية السلياك”، إلى دمج الفنون التشكيلية والموسيقية، لتقديم تجربة ثقافية وفنية غنية تساهم في نشر الفرح والأمل، وتبرز أهمية الربط بين الفنون والأعمال الخيرية كرافعة حضارية للشعوب والمجتمعات، بالإضافة إلى تعزيز روح العطاء والتكافل والتضامن في المجتمع، المتمثل في الهدف الخيريِّ للحفل، وهو دعم الجمعية لمرضى السلياك.