في خضم البحث عن عمل، قد تبدو فترة البطالة كفترة ركود، لكن هل فكرت يوماً كيف يمكن تحويل هذا الركود إلى نقطة انطلاق؟ بدلاً من رؤية الوقت كعدو، تخيل أنه أداة ذهبية تتيح لك إعادة تشكيل مهاراتك وبناء نفسك من جديد، كل لحظة تمر يمكن أن تكون فرصة لتعلم شيء جديد، أو استكشاف شغف مخفي، أو حتى تطوير مهارات لم تكن تفكر في صقلها من قبل، تقدم الخبيرة في مجال تطوير الذات وعلم النفس سوزانا آتشك كوز خمس خطوات مبتكرة لتعزيز مهاراتك واستغلال فترة البطالة لصالحك، لتكون مستعداً لمواجهة التحديات القادمة بكل ثقة واحترافية، ولاستكشاف إمكانيات جديدة وتجديد شغفك بالعمل.
كيف تصنع فرصتك للعمل في فترة البطالة؟
استكشاف شغف جديد
استغل فترة البطالة لاكتشاف اهتمامات جديدة قد تكون لديك، يمكنك تجربة نشاطات مثل الرسم، الكتابة، أو حتى الزراعة، قم بجدولة وقت محدد يومياً لتجربة هذه الأنشطة، حيث يمكنك مثلاً تخصيص ساعة للرسم أو الكتابة في يومياتك، هذا لا يعزز فقط مهاراتك الشخصية، بل يمنحك أيضاً شعوراً بالإنجاز والرضا، كما يمكنك الانضمام إلى ورش عمل محلية أو دورات تعليمية في هذه المجالات لتبادل الأفكار مع الآخرين واستلهام الإلهام.
تعرف.. 4 أسئلة رئيسية يطرحها الموظفون الأذكياء عند تكليفهم بمهام جديدة
بناء شبكة علاقات
قم بتوسيع دائرة معارفك من خلال حضور ورش العمل والندوات المحلية، تواصل مع الأشخاص في مجالك أو في مجالات أخرى تهمك، حاول أن تكون نشطاً في الانخراط بالمحادثات، ولا تتردد في مشاركة خبراتك وأفكارك، اجمع بطاقات العمل، واحتفظ بسجل لأشخاص قابلتهم، وتابعهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تكون هذه اللقاءات فرصة لتبادل الأفكار واكتساب رؤى جديدة، وقد يكون أحد هؤلاء الأشخاص مفتاحاً لفرصة عمل مستقبلية أو شراكة مفيدة.
إنشاء محتوى ملهم
استخدم مهاراتك أو اهتماماتك لإنشاء محتوى يساهم في إثراء المجتمع، يمكنك كتابة مقالات، أو إنشاء فيديوهات تتحدث عن موضوعات تهمك؛ مثل تجاربك الشخصية، أو نصائح مفيدة، أو قصص ملهمة من حياتك أو حياة الآخرين، استخدم وسائل التواصل الاجتماعي أو منصات المدونات لنشر محتواك، وكن على اتصال مع جمهورك من خلال الرد على التعليقات والأسئلة، من خلال ذلك، لا تعزز فقط وجودك الرقمي، بل تساهم أيضاً في مساعدة الآخرين وخلق مجتمع من المتابعين المهتمين بمحتواك.
تطوير مهارات القيادة
استغل هذه الفترة لتطوير مهاراتك القيادية من خلال الانخراط في المبادرات المجتمعية أو المنظمات غير الربحية، ابحث عن فرص للقيادة في الأنشطة التطوعية أو في الفرق المحلية، العمل كقائد يمنحك خبرة عملية قيمة ويساعدك في فهم كيفية إدارة الفرق وتحفيز الأفراد، تواصل مع أفراد الفريق، واستمع إلى آرائهم، وحاول خلق بيئة عمل إيجابية، يمكنك أيضاً قراءة كتب عن القيادة أو حضور دورات تدريبية لتعزيز مهاراتك في هذا المجال.
التخطيط لمستقبل مشرق
اجلس مع نفسك وحدد أهدافك الشخصية والمهنية، استخدم ورقة وقلماً لتدوين أفكارك، وضع خطة واضحة تشمل خطوات صغيرة لتحقيق تلك الأهداف، حدد ما تحتاج إلى تعلمه أو تحسينه، مثل مهارات معينة أو معرفة جديدة، على سبيل المثال إذا كنت ترغب في تحسين مهارة معينة؛ فقم بتحديد الوقت الذي ستخصصه للتعلم والتطبيق، من خلال التخطيط والتنظيم، ستكتسب دافعاً أكبر وستشعر بالسيطرة على مسار حياتك؛ مما يزيد من ثقتك بنفسك وقدرتك على مواجهة التحديات المقبلة.
كيف تستفيد من فترة البطالة؟
تعزيز الصحة العقلية
استغل فترة البطالة لتحسين صحتك العقلية من خلال ممارسة التأمل، واليوغا، أو تقنيات الاسترخاء، خصص وقتاً يومياً لممارسة هذه الأنشطة، حيث تساعد على تخفيف القلق والتوتر؛ مما يعزز من قدرتك على التفكير الإبداعي واتخاذ القرارات، يمكنك أيضاً الانخراط في أنشطة تحبها مثل القراءة أو ممارسة الرياضة؛ مما سيساعدك في الحفاظ على نمط حياة صحي ويعزز من معنوياتك.
استكشاف مجالات جديدة
استخدم هذه الفترة لاستكشاف مجالات جديدة قد تهمك، جرب التعلم عن مجالات لم تفكر فيها من قبل، مثل البرمجة، التصميم، أو حتى التصوير الفوتوغرافي، يمكنك الالتحاق بدورات تعليمية عبر الإنترنت أو حضور ورش عمل محلية، هذا لا يساعد فقط في توسيع مهاراتك، بل يمكن أن يفتح لك أبواباً جديدة في حياتك المهنية، ويمنحك أفكاراً جديدة لتطبيقها في مجالك الحالي.
تطوير العلاقات الاجتماعية
استثمر وقتك في بناء علاقات جديدة مع الأصدقاء والعائلة، تواصل معهم من خلال الانضمام إلى فعاليات اجتماعية أو الترفيه في أنشطة مشتركة، تعزز هذه العلاقات من دعمك العاطفي وتفتح أمامك فرصاً جديدة للتواصل مع أشخاص قد يكون لديهم تجارب أو معارف مفيدة، قد تكون هذه العلاقات أيضاً مصدراً للإلهام؛ مما يساعدك في الحصول على رؤى جديدة حول مجالك أو أفكار لمشاريع مستقبلية.
العمل على مشاريع شخصية
قم بتخصيص وقت لمشاريعك الشخصية، سواء كانت متعلقة بالهوايات أو الأعمال الصغيرة، استغل فترة البطالة لتطوير مهاراتك في مجالات تهمك، مثل كتابة المدونات، إنشاء فيديوهات، أو حتى بدء مشروع تجاري صغير، هذه المشاريع يمكن أن تكون منفذاً لإبداعك، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى فرص عمل مستقبلية أو شراكات مهنية، كما أن العمل على هذه المشاريع يمنحك شعوراً بالإنجاز ويعزز من ثقتك بنفسك.
هام للعاملين.. لماذا يستقيل الموظفون؟ 4 أسباب تدفعهم للتفكير في ترك وظائفهم
