سباق مع الزمن لمنع الاقتلاع والتهجير
تسابق قريتا أم الحيران وراس جرابة وعدة قرى عربية في منطقة النقب الزمن، في سعيها لمنع الاقتلاع والتهجير وتشريد أهاليها، أمام مخططات السلطات الإسرائيلية لتهويد النقب.
أم الحيران، تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 (عرب 48)
يواجه أهالي أم الحيران وراس جرابة و10 قرى أخرى في منطقة النقب، جنوبي البلاد، خطر الاقتلاع والتهجير في الأيام القريبة، إذ تسعى السلطات الإسرائيلية لتوطين يهود في بلدات ستقام على أنقاض القرى العربية هناك.
وأمهلت السلطات الإسرائيلية أهالي أم الحيران لإخلائها لغاية 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، وذلك من أجل إقامة بلدة يهودية سيطلق عليها اسم (درور) على أنقاض قريتهم، فيما ستكون قرية راس جرابة حسب المخطط الإسرائيلي حارة ضمن نفوذ مدينة ديمونا.
ورفضت السلطات الإسرائيلية طلبات أهالي راس جرابة وأم الحيران أن يكونوا جزء من المجمعات السكنية التي ستبنى على أنقاض بلداتهم، وطالبت الأهالي بإخلاء أم الحيران بشكل فوري من أجل بناء بلدة يهودية يسكنها اليهود فقط.
وقال رائد أبو القيعان من أم الحيران لـ”عرب 48” إن “الجميع يعلم أن قرية أم الحيران منذ نهاية التسعينيات وهي تحت تهديد التهجير، وذلك بعد تهجير أهلها ثلاث مرات في السابق، حيث كان موقع القرية الرئيسي قضاء رهط في منطقة وادي سُبالة، وحتى اللحظة القرية تتعرض لذات التهديدات، والمختلف هذه المرة أن التهديدات شديدة ومن الممكن أن تحصل خلال أي لحظة”.
ولفت أبو القيعان إلى أنه “في 18 كانون الثاني/ يناير عام 2017 قُتل يعقوب أبو القيعان من أجل توطين يعكوف اليهودي مكانه، ومنذ ذلك الحين يعملون على تطوير البنى التحتية في المستوطنة التي ستقام على أنقاض أم الحيران، والتي سيطلق عليها اسم (درور) من أجل توطين اليهود مكان العرب”.
وبخصوص المهلة التي حددتها السلطات الإسرائيلية لأهالي أم الحيران حتى إخلاء القرية، أوضح أن “السلطات الإسرائيلية أمهلت أهالي أم الحيران من 10 – 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري لإخلاء القرية بالكامل، وإلا سيتم اقتلاعنا بالقوة”.
وعن الاتفاقية التي كانت بعد استشهاد يعقوب، أوضح أنه “بعد مقتل يعقوب تعهدت الدولة أن تعد مكانا لأهالي أم الحيران في حي 12 في بلدة حورة والذي أطلقنا عليه حي يعقوب نسبةً ليعقوب، ولكن الدولة أيضًا انقلبت على هذا الاتفاق، حيث أنهم لا يريدون أن نعيش في حورة ولا في أم الحيران، يريدون أن نرحل عن هذه الأرض”.
وأكد أنه “نتسابق مع الزمن من أجل إبرام اتفاق أو منعهم من تهجيرنا. لا يوجد لنا أي مكان بحال تهجرنا من هنا، والحي الذي كان من المفترض أن يكون بديلاً لنا في حورة اتضح أنه أيضًا مهدد بالتهجير والهدم”.
وختم رائد أبو القيعان حديثه بالقول إن “السلطات الإسرائيلية لا تكتفي بالتهديد، إنما تقتحم القرية بشكل يومي لترهيب الأهالي ومنهم النساء والأطفال بشكل دائم، وذلك للضغط عليهم من أجل تهجيرهم، إذ أنه خلال الشهر الأخير تواجدت الدوريات الشرطية بشكل يومي من أجل ترهيب الأهالي، وإذا نجحت السلطات بتهجير أهالي أم الحيران فسيكون الدور على 13 قرية أخرى مهددة بالتهجير”.
وقالت مريم أبو القيعان لـ”عرب 48” إنه “أسكن في أم الحيران منذ أكثر من 14 عاما، أنا أم لأربع طفلات، والعائلة والأهالي يسكنون القرية منذ أكثر من 70 سنة، والقرية مهددة بالتهجير منذ سنوات طويلة”.
وأضافت أن “المختلف عن التهديدات السابقة أن هذا التهديد بالإخلاء والهدم الفوري. من المفترض أننا نعيش في هذه الدولة ولدينا جزء من الديمقراطية التي تتغنى بها الدولة، ولكننا كعرب يسلبون حقنا في الديمقراطية التي يتغنون بها”.
ولفتت إلى أن “بيتنا مهدد بالهدم، وخلال الأيام القريبة من الممكن أن يتم هدم المنزل، ولا نعرف إلى أين سنذهب إذا هُدم المنزل، إذ أنهم قالوا سابقًا إنه علينا التوجه إلى حورة، ولكن الحي الذي تم اقتراحه هناك أيضًا مهدد بالهدم”.
وختمت مريم أبو القيعان حديثها بالقول إنه “حقيقةً لا نعلم إلى أين سنذهب، وماذا سنفعل؟ المكان المقترح مهدد بالهدم وأم الحيران مهددة بالهدم، هم يريدون أن نختفي عن هذه الأرض فقط دون إيجاد حل لنا. الواقع مؤلم جدا في هذه الدولة التي ترى بأنها تستطيع السيطرة على العالم وكل الناس”.
وقال المركّز الميداني للمجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف، معيقل الهواشلة لـ”عرب 48” إن قرية أم الحيران مهددة بالتهجير وأيضًا 10 أخرى، ولكن أم الحيران تواجه التهديد بالاقتلاع والتهجير الفوري، إذ أن المهلة التي تم منحها للأهالي في أم الحيران فقط 10 أيام، وذلك لإقامة بلدة يهودية على مكان أم الحيران”.
وأضاف أن “الخطر الثاني الذي يتهدد القرية الأخرى راس جرابة التي تقع شرق مدينة ديمونا، إذ أنهم يريدون تهجير أهالي راس جرابة المقامة قبل قيام الدولة، من أجل بناء حارة تُضم لديمونا”.
وأكد الهواشلة أن “الأهالي في أم الحيران وراس جرابة طالبوا أن يكونوا جزءا من القرية التي ستقام على أنقاض قريتهم، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت ذلك، إذ أن الدولة تريد تجميع أكثر عدد من العرب على أضيق مساحة أرض، وذلك بهدف الضغط من أجل تهجير الأهالي”.
المصدر: عرب 48