كيف تتجنبين انتقال الفيروسات إلى الأطفال الرضع؟
عندما يكون لديك طفل رضيع، فإن إبعاده عن مخاطر الجراثيم أمر صعب بما فيه الكفاية، فالأوساخ تأتي حتى من وعاء الماء الخاص بالكلب الذي تربينه في البيت، ومن سطح طاولة تغيير الحفاضات، وغيرها من الأمور التي يمكن السيطرة عليها باتخاذ احتياطات التنظيف الكامل، ولكنّ هناك مصدراً محتملاً للجراثيم يصعب السيطرة عليه كثيراً: الناس، وعلى وجه التحديد، في اجتماعات العائلة والأصدقاء والغرباء الذين يبدو أنهم يحيطون دائماً بالأطفال الصغار، فالجدات المبتسمات والأطفال في سن ما قبل المدرسة على حد سواء يندفعن نحو طفلك الأعزل، مادّين أذرعهم، يرغبون في حمله أو لمسه أو تقبيله.
وهذا ما قد يجعل الحفاظ على صحة طفلك أمراً صعباً، ومن المؤسف أن كل هذا الاتصال بالأشخاص المليئين بالجراثيم قد يجعل الأطفال مرضى، وخاصة الرضع حيث يمكن أن تكون العدوى لدى الأطفال الصغار خطيرة للغاية، ويمكن أن يمرضوا بسرعة كبيرة.
فكيف يمكنك إذن أن تحافظي على صحة طفلك وتجعلي الآخرين يحتفظون بجراثيمهم لأنفسهم؟ وكيف يمكنك أن تفعلي ذلك دون أن تكتسبي سمعة سيئة بأنك شخص عصبي ومهووس بالوسواس القهري؟ إليك بعض النصائح.
حماية الطفل من الجراثيم
ضعي في اعتبارك أن الجراثيم مثل فيروسات البرد والإنفلونزا التي تعتبر حميدة إلى حد كبير لدى البالغين قد تسبب مشاكل لدى الأطفال الصغار، ولهذا السبب، على الآباء والأمهات أن يكونوا حريصين للغاية على حماية الأطفال من الجراثيم في الأشهر الثلاثة الأولى، وإذا أمكن خلال الأشهر الستة الأولى.
لكن من المؤكد أن التعرض للجراثيم يجعل الجهاز المناعي أكثر ذكاءً، فعندما يصاب الجسم بفيروس، عادة ما يكتشف الجهاز المناعي كيفية الدفاع عن نفسه، ثم في المرة التالية التي تلامس فيها هذا الكائن الدقيق المحدد، تكون الخلايا المناعية مستعدة، وغالباً ما يمكنها محاربته دون أن تمرض.
ولكن هذا لا يعني أن تعريض طفلك للجراثيم عمداً أمر ذكي، إن طفلك سيحصل على كل التعرض للجراثيم الذي يحتاجه بشكل طبيعي، ولا تحتاجين إلى المساعدة في هذه العملية من خلال جعل عمك يعطس على طفلك.
أي عندما يمرض طفل صغير، قد يكون الأمر صعباً للغاية على الوالدين، فقد يضطر أحد الوالدين إلى أخذ إجازة من العمل للبقاء في المنزل مع الطفل، وقد يتسبب ذلك في الكثير من المشاكل.
علاوة على ذلك، بمجرد إصابة طفلك بالمرض، تزداد احتمالات إصابة شخص آخر في الأسرة بالمرض أيضاً، وقد يكون لنزلة البرد التي يمكن الوقاية منها عواقب تستمر لأيام أو حتى أسابيع.
طفلك يمرض كثيراً في الشتاء، إليك أهم النصائح لتقوية مناعة الطفل
كيفية إبعاد هؤلاء المتطفلين المعجبين
لذا، لحماية طفلك وعائلتك، عليك أن تلعبي دور الدفاع، إليك بعض النصائح حول كيفية الحفاظ على صحة طفلك وكيفية إبعاد هؤلاء المتطفلين المعجبين، أو على الأقل جراثيمهم، عن طفلك.
اجعلي غسل اليدين قاعدة أساسية
إن الطريقة الأكثر شيوعاً لانتشار الأمراض المعدية بين الأطفال هي عن طريق اللمس، لذا يجب عليك دائماً غسل يديك قبل حمل طفلك أو تحضير الطعام، وبعد تغيير الحفاضات، أو استخدام الحمام، أو الدخول إلى المنزل، أصري على أن أي شخص يريد حمل طفلك يجب أن يلتزم بالمعايير نفسها.
افرضي بعض السيطرة على ما يلمسونه
إذا لم تتمكني من منع من حولك من لمس طفلك، واطلبي من الناس لمس أو تقبيل أقدام الطفل بدلاً من اليدين أو الوجه، بهذه الطريقة، سيكون الجميع سعداء، يتمكن المعجبون من لمس الطفل، لكن جراثيمهم تقتصر على منطقة من الجسم من غير المرجح أن تجعل الطفل مريضاً، وعادةً ما ينجح هذا النهج حتى حوالي 9 أشهر، في ذلك الوقت تقريباً، يبدأ الأطفال في مص أصابع أقدامهم.
احملي معك معقم اليدين
في حين يقول الخبراء إن الصابون والماء هما أفضل طريقة للتخلص من الجراثيم، فإن معقمات اليدين التي تحتوي على الكحول الطبي تعمل بشكل جيد أيضاً، احملي معك دائماً زجاجة عندما تكونين بالخارج، إذا أصر شخص ما على لمس طفلك، فاطلبي منه أن يضع القليل منه على يديه أولاً للحفاظ على صحة طفلك، لكي يعمل، يحتاج الناس إلى فركه بقوة لمدة 1520 ثانية كاملة.
لا تتواجدي بين الحشود
عندما يكون لديك مولود جديد، فإنك لا ترغبين حقاً في التواجد بين الكثير من الناس، فهناك دائماً احتمال أن يمرض بعضهم، لذا عندما يكون طفلك صغيراً، تجنبي التجمعات العائلية الكبيرة والأماكن المزدحمة مثل مراكز التسوق، وبمجرد أن يكبر طفلك قليلًا على الأقل بعد مرور 3 أشهر يمكنك البدء في أن تكوني أكثر مغامرة.
كوني صريحة مع ضيوفك
قد ينسى الناس مدى تعرض الأطفال الصغار للجراثيم، لذا لن يضر تذكير أي شخص يخطط لزيارة بأنه يجب عليه البقاء في المنزل إذا كان مريضاً، اعرضي عليه إعادة جدولة الموعد بمجرد أن يشعر بتحسن.
وإذا كنت قلقة من عدم قدرتك على منع قريب مصمم على تقبيل خدود طفلك، فاستشهدي بأوامر الطبيب، بإلقاء اللوم عليه، أخبري الناس بأن طبيب الأطفال قال لهم إنه لا ينبغي لأحد أن يلمس طفلهم لأنه صغير جداً لأنه قد يمرض.
التزمي بجدول التطعيمات
يتفق الخبراء على أن إحدى أهم الطرق لحماية أطفالك من أمراض الآخرين هي التأكد من حصولهم على جميع التطعيمات، وللأسف الكثير من الناس لا يدركون هذا، وعلى عكس ما قد تسمعينه، فإن اللقاحات لا تحمي فقط من الأمراض التي أصبحت نادرة الآن، بل تؤدي إلى انخفاض كبير في حالات التهاب السحايا، كما حصل في السنوات العشر الماضية بسبب لقاحات المكورات الرئوية ولقاح المستدمية النزلية من النوع ب، كما أن لقاح الفيروس العجلي الجديد أحدث فرقاً أيضاً، لكن إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن اللقاحات أو جدول التطعيمات، فتحدثي عنها مع طبيب الأطفال الخاص بطفلك.
كوني حريصة من جليسات الأطفال المريضات
قد تفتحين الباب لجليسة الأطفال لتجديها شاحبة وتعاني من الشخير، لذلك، وإذا كان طفلك في الحضانة، فاسألي الإدارة عن سياساتها، هل من المفترض أن يبقى المعلمون في المنزل عندما يكونون مرضى؟ إذا عملوا وهم مرضى، ما هي الاحتياطات الإضافية التي يتخذونها لحماية الأطفال؟ أحد الأشياء التي يجب مراعاتها عند اختيار حضانة الأطفال هو ما إذا كان الموظفون يحصلون على أيام مرضية مدفوعة الأجر، إذا لم يحصلوا عليها، فمن المرجح أن يعمل الموظفون وهم مرضى بدافع الضرورة.
في النهاية، عليك أن تتخذي قراراً في بعض الحالات، قد يكون من الأفضل إلغاء خططك أو أخذ يوم إجازة بدلاً من ترك شخص مريض يعتني بطفلك، لكن هذا ليس خياراً دائماً إذا كان عليك ترك طفلك مع شخص مريض، فما عليك سوى أن تطلبي منه أن يفعل ما في وسعه للحفاظ على صحة طفلك، وتأكدي من تزويده بالكثير من معقمات اليدين والمناديل.
ماذا أفعل عندما لا تنجح الاحتياطات الجرثومية؟
بالطبع، بغض النظر عما تفعلينه، فإن طفلك سوف يمرض على أية حال، هذا يحدث ببساطة، وعندما يحدث هذا، فقد تلومين نفسك وأنت تحتضنين طفلك الصغير المشاكس الذي يشخر، وتقولين آه، لو كنت قد مسحت عربة التسوق هذه بعناية أكبر! لو كنت قد طردت العمة من المنزل بمجرد أن سمعت سعالها، لكن إليك البنود الآتية:
- لا تلومي نفسك، فالجراثيم موجودة في كل مكان، ولا توجد طريقة لتجنبها، وأفضل ما يمكنك فعله هو ممارسة الاحتياطات المعقولة وقبول حقيقة أنك لا تستطيعين دائماً الحفاظ على صحة طفلك.
- لا تنشغلي كثيراً بإلقاء اللوم على الآخرين، فرغم أنك قد تكونين مقتنعة بأن ابن أخيك الذي يعاني من سيلان الأنف هو المسؤول عن ذلك، إلا أن الاحتمالات تشير إلى أن شخصاً آخر هو المسؤول عن ذلك جارك الذي لم تظهر عليه الأعراض بعد، أو شخص لم تقابليه قط وترك وراءه جراثيم على منضدة الدفع.
- إذا كان طفلك في دار حضانة، فهذا يعني اتباع سياسة دار الحضانة فيما يتصل بالمرض، صحيح أن إبقاء طفلك في المنزل وعدم الذهاب إلى دار الحضانة والتغيب عن العمل قد يكون أمراً مزعجاً للغاية، ولكن حماية الأطفال الآخرين تقع على عاتقك، تماماً كما تأملين أن يشعر الآباء الآخرون بالالتزام بحماية أطفالك.
- اعلمي أن الأطفال الصغار يصابون بالمرض طوال الوقت، وخاصة إذا كانوا بالقرب من أطفال آخرين، يصابون بمرض ما، فيمرضون لمدة أسبوع، ثم يشعرون بتحسن لمدة أسبوع أو أسبوعين، ثم يصابون بمرض آخر، يحدث هذا مع جميع مرضاي، وقد حدث في منزلي مع أطفالي أيضاً”.
احتياطات عملية قومي بها
إن غسل اليدين بشكل متكرر أمر مهم حقاً في مكافحة العدوى، إليك كيفية غسل اليدين لتقليل هذا الخطر إلى أقصى حد، عندما يتعامل أشخاص آخرون مع طفلك، اطلبي منهم غسل أيديهم بهذه الطريقة، لا تقلقي بشأن مطالبة الأشخاص بذلك، فالمقربون لن يمانعوا في المساعدة في حماية طفلك أيضاً.
اغسلي اليدين لحماية طفلك من الجراثيم
- بللي يديك ثم ضعي الصابون في راحة إحدى يديك.
- افركي يديك معاً من راحة اليد إلى راحة اليد، وافردي الصابون.
- افركي ظهر كل يد براحة اليد الأخرى مع تشابك الأصابع.
- افركي راحة اليد براحة اليد مع تشابك الأصابع.
- افركي ظهر الأصابع في راحة اليد المقابلة مع تشابك الأصابع.
- افركي كل إبهام ممسكة باليد المعاكسة وقومي بتدويره.
- الخطوة 7: افركي أطراف الأصابع في راحة اليد المقابلة في شكل دائرة.
- افركي كل معصم باليد المعاكسة.
- اشطفي يديك بالماء وجففيهما جيداً.
استخدمي المناديل الورقية
استخدمي المناديل الورقية التي يمكن التخلص منها، فهذا يساعد على تقليل خطر الإصابة بالعدوى عند الأطفال من الأسطح، استخدمي منديلاً جديداً في كل مرة تحتاجين فيها إلى مسح أنف طفلك أو عينيه، ولا تستخدمي المناديل نفسها على أجزاء مختلفة من وجهك، لتجنب انتشار العدوى، تأكدي من أن الأشخاص المحيطين بطفلك يلتقطون أيضاً عطسهم وسعالهم في مناديل ورقية يمكن التخلص منها، ثم تخلصي منها.
حافظي على نظافة البيئة التي يعيش فيها طفلك
نظفي الألعاب والكراسي المرتفعة وأسطح العمل بانتظام، حيث يمكن للجراثيم أن تعيش لمدة تصل إلى 48 ساعة على الأسطح، وتأكدي من أن أي منظفات مضادة للبكتيريا آمنة للاستخدام بالقرب من الأطفال، واحتفظي بها بعيداً عن متناولهم.
توقفي عن التدخين
التدخين ضار بصحة المدخن ومن حوله، والأطفال أكثر عرضة للتأثيرات، والأطفال الخدج وأولئك الذين يعانون من ضعف في الرئتين عند الخدج يمكن أن يتأثروا بشكل خطير بدخان السجائر، وقد وجد أن دخان التبغ يجعل أعراض العديد من الأمراض أسوأ بكثير بالنسبة للأطفال الصغار، حتى الدخان على الأثاث والملابس والشعر وفي البيئة العامة للطفل سيظل له تأثير سلبي على صحته، حتى لو لم تدخني أبداً بالقرب من طفلك.
إذا كان طفلك معرضاً لخطر الإصابة بالعدوى، فإن الإقلاع عن التدخين سيساعد حقاً في تقليل خطر إصابته بالمرض وتخفيف أعراضه، الإقلاع عن التدخين ليس بالأمر السهل، لكنه قد يساعد في الحفاظ على صحتك وصحة طفلك، إذا كان أحد الأشخاص الذين يتعاملون بانتظام مع طفلك يدخن، فاطلبي منه ألا يدخن أبداً بالقرب من طفلك.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص