المنتدى الإبداعي لمعهد مسك للفنون في نسخة جديدة مبهرة
حول الإبداع والفن والإستدامة وتقنيات الذكاء الاصطناعي درات نقاشات الجلسات الحوارية بين قادة الفكر والخبراء والمبدعين من الشباب من مختلف أنحاء العالم في المنتدى الإبداعي لمعهد مسك للفنون في نسخته الخامسة الذي احتضنه مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية “مدينة مسك”، تحت شعار”الإعلام والتقنية”، واشتمل المنتدى على أنشطة تفاعلية وجلسات حوارية وورش عمل سلطت الضوء على دور الإعلام والتقنية، لتقديم فرص جديدة للفنانين والمجتمع، مستعرضًا دور الإعلام في تعزيز المشاركة التفاعلية، وكيف أسهمت التقنية في ابتكار طرق جديدة للاستكشاف والتفاعل.
سيدتي تواجدت في أروقة وجلسات المنتدى وخرجت بالمشاهدات واللقاءات التالية .
تغطية عتاب نور
رحلة الفن عبر الزمن
أخذ الدكتور بدر البدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن سلمان “مسك” الحضور خلال كلمته في المنتدى الإبداعي ، في رحلة عبر الزمن، حين كان البشر يسكنون الكهوف، يمارسون حياتهم البدائية الخالية من تعقيدات عالمنا المعاصر، والانشغالات اللامتناهية في ذلك الوقت، أخذ رجل الكهف الحجر وألسنة النار تتراقص في الكهف، ليرسم على جدار الكهف، سواء كانت قصة خيالية، أو قصة حقيقية، ليس مهماً، ولكن يهمنا الفكرة التي هي أن البشر كانوا بحاجة إلى الفن منذ غابر الأزمان.
وبالانتقال إلى الوضع الحالي اليوم، لا نجد فنانين كثر يرسمون بالحجارة على الكهوف، ولا يمسكون بالفرشاة على الجلود، الآن هناك ذكاء صناعي، وهناك قلم ذكي وآيباد.
الفن وصناعة الأثر
وأضاف الدكتور بدر البدر : مع ثورة الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكاننا الرسم حتى بدون الرسم، بمجرد صياغة كلمات معبرة تترجم إلى رسم، وإلى أثر، سواء من خلال فكرة، أو إثارة عاطفة، وتوسيع أفق، إثراء فكري، تحسين مزاج، تغيير سلوك، كل هذه الأمور الفن قادر على إحداث أثر فيها بصورة جمالية وعميقة ومعبرة. والفن قادر على خلق تجارب فريدة بيننا في البشر، تربط للأجيال والثقافات وعبر التاريخ.
وتابع الدكتور بدر: بسبب التقنية، عالمنا الذي نعيش فيه اليوم لا يستقر على شيء، ودائماً متجدد، وشمل ذلك كل مناحي العالم، بما ذلك الفن، واليوم، باستخدام الذكاء الصناعي، بإمكاننا أن نرسل لوحة بالكلمات، نسرد فيلماً بالمفردات، أو حتى ممكن أن نلحن موسيقى، ونوصف مشاعرنا وأفكارنا، ولكن اختلاف تطور الأدوات لا يلغي الفن، بل يزيد من إبداعه.
آفاق جديدة للتعبير
ورحبت ريم السلطان الرئيس التنفيذي لمعهد مسك للفنون في كلمتها الافتتاحية للمنتدى الإبداعي في نسخته الخامسة، التي تقام هذا العام كمبادرة منفصلة عن أسبوع مسك للفنون، في مقر مدينة محمد بن سلمان غير الربحية.
وتطرقت ريم السلطان في كلمتها لموضوع المنتدى، حيث قالت: هذا العام يناقش المنتدى وعلى مدى يومين موضوع التكنولوجيا والإعلام، وكيف يمكن أن يكون لهما دور في فتح أبواب جديدة للتجربة والاكتشاف، وتوفير أدوات فنية، وأيضاً خلق فرص لا محدودة، فتأثيرهما لا يقتصر على كونهما أدوات فقط، بأنهما أيضاً محفزان للتغيير والتطوير. يساهمان في استكشاف آفاق جديدة للتعبير الفني والحوار الثقافي.
قطاع الثقافة والفنون في السعودية
وتابعت السلطان: من المهم أن ندرك النمو المتسارع الذي يحدث في قطاع الثقافة والفنون في السعودية، وأيضاً الإقبال المتزايد للعمل في هذا القطاع.
والذي يعكس التزامنا بالتنمية والإبداع، وبدعم من مختلف أصحاب المصلحة، سواء الجهات الحكومية أو الهيئات أو القطاع الخاص، موصولاً بالمجتمع الفني، نجتمع جميعاً لنتعاون ونعزز بيئة فنية تحفز الموهبة والابتكار.
واختتمت السلطان كلمتها قائلة: ملتزمون بمواصلة هذه المساهمة في قطاع حيوي قطاع الفنون والثقافة. ونؤمن بدور الفن كمحفز للتطور الاجتماعي، ووسيلة للتواصل الثقافي، وسنواصل ونستمر في دعم كل فنان مبدع للوصول لمجتمع يزدهر فيه الفن، ويصبح متاحاً للجميع.
هيئة فنون العمارة والتصميم
استضاف المنتدى الإبداعي الدكتورة سمية السليمان الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم، في جلسة ثقافية بعنوان “نقاش مع منظمة ثقافية”والتي تطرقت من خلاله لإنجازات الهيئة ومشاريعها.
التقت سيدتي بالدكتورة سمية السليمان التي تحدثت عن مشاركتها بقولها: كان لي فرصة أن أقدم الأعمال التي نعمل عليها حالياً كذلك الجوانب المتعلقة بالإنجازات، وكذلك كل الأمور التي سوف تطلق خلال الأشهر القادمة سواء كانت برامج أو مبادرات أو كذلك مشاريع مختلفة.
وتابعت السليمان: مجال الإبداع أعتقد مهم جداً، ويدخل في جميع مجالات العمارة والتصميم بشكل قوي، فلذلك جمهورنا اللي كان هنا متعطش وفي نفس الوقت المبدع أعتقد وجوده في مكان مثل هذا مهم، لأن الإبداع، أعتقد هو الذي يساعدنا فعلياً على حل المشكلات، وعلى التوصل لحلول أفضل، وعلى تفهم أشياء كثيرة، ووجودنا في مكان واحد، يثري النقاش بشكل حيوي، وكما أن لقاءات مثل هذه، أعتقد أنها لها أهمية كبرى على مستوى القطاع، وفي كل مرة نتعرف فيها على المميزين من صغار وكبار ومخضرمين في هذا المجال، ونبني جيلاً سوياً ممكن يخدم المملكة من خلال اللي هو الجوانب الإبداعية المختلفة.
الإبداع والاستدامة
وبدورها عبرت نوف المنيف مديرة نور الرياض عن سعادتها بالمشاركة ضمن جلسة حوارية ثقافية تحت عنوان “استدامة القطاع الإبداعي” ضمن جلسات المنتدى الإبداعي الذي ينظمه معهد مسك للفنون، وأضافت المنيف: كما سعدت بمشاركتي في الجلسة مع قادة في قطاعي الإبداع والاستدامة يمثلون جهات مختلفة مكان له أكبر الأثر في إثراء الجلسة النقاشية.
استلهام من فنان
وفي جلسة بعنوان “استلهام من فنان” استعرضت المصورة السعودية تسنيم السلطان، تجرتها الفنية في مجال التصوير الفوتوغرافي والصعوبات التي واجهتها وتنقلاتها المستمرة بين مناطق السعودية لالتقاط صور النساء في بيئات وعادات مختلفة .
والتي أشارت في تصريحها الخاص لسيدتي أهمية التصوير الوثائقي والذي تحدثت عنه قائلة: أتمنى من جميع من حضر الجلسة التي سعدت بها في المنتدى الإبداعي، والذين لم تسنح لهم الفرصة بالحضور أن يتعلموا عن أهمية التصوير الوثائقي، الذي يربطنا ويجمعنا ليس كمجتمع سعودي فحسب حتى مع بقية العالم.
وتابعت : عندما نرى صوراً مشابهة لنا من مجتمعات أخرى نشعر من خلالها معرفتنا لذلك المجتمع من حيث العادات والتقاليد، ربما نشعر بغرابتها في بداية الأمر، واختلافها عنا، ولكن عندما نعرف التفسير أو نعرف الثقافة أو الحضارة هذه، يسهمنا ذلك في فهمنا لذلك المجتمع بطريقة معينة وتتلاشى المخاوف من تلك المجتمعات التي كنا نعدها غريبة، لذلك أظن من المهم أن نجتمع ونتقرب لبعضنا ونتعرف على الأشياء التي تجمعنا.
وكشفت المصورة تسنيم : وأما ما أتلهف له وأنتظره بحماس إن شاء الله فهو جمع جميع الصور الخاصة بي التي التقطها كمصورة لمناسبات الزواج وغيرها من صور النساء السعوديات لتكون ضمن مشروع كتاب، هذا المشروع الذي بدأت العمل عليه فعلياً، والتي نتمكن من أن نطلع عليها كنساء سعوديات، وننشرها لبقية العالم .
الحرف اليدوية والرقمية
سجل سامر يماني، مدير فني وقيم إبداعي مختص في مجال الحرف المعاصرة والتصميم، مشاركة في الممنتدى الإبداعي لمعهد ماسك للفنون، من خلال محاضرة بعنوان “من الطين إلى الرقمنة الحوار بين الحرف اليدوية والحرف الرقمية”.
وأشار سامر لسيدتي أن الجلسة ركزت على مناقشة بعض المشاريع التي عملنا فيها على خلق هذا النوع من الحوار بين الحرفة اليدوية ومكنوناتها الثقافية، ودلالاتها الاجتماعية، ولغتها البصرية والفنية، والاحتماليات اللامتناهية للصناعة الحديثة، للصناعة الرقمية، والمواد الجديدة والمستدامة، وأكد سامر يماني على أن هذا الحوار يخلق فرصاً كثيرة كبيرة للحرفيين وللفنيين، وأيضاً يغذي ويغني المشهد الثقافي والفني والإبداعي بالمنطقة ككل. المشاريع كانت لمؤسسات عاملة في السعودية والإمارات العربية المتحدة، بمشاركة فنانين ومبدعين محليين ودوليين.
منصة ملهمة
وبدوره أوضح نواف الحربي مدير الإستراتيجية والتطوير في معهد مسك للفنون أن المنتدى الإبداعي، هو منصة تستهدف الفنانين والعاملين في قطاع الثقافة والفنون، وتوفر لهم بيئة يشعلون فيها النقاشات والحوارات التي تلهمهم، والتطور من مسيرتهم المهنية والفنية، وتحتوي الفعالية على عدد من الأنشطة مثل النصائح الابداعية، والتي يشرح فيها عاملون ومتخصصون في المجال الثقافي والإبداعي، أساليب وطرق تسهل للفنان أن يتقدم للمنح الفنية، وللإقامات الفنية، وكيف يمكن أن يتعامل مع المجالات الفنية أيضاً، وهي جميعها مهارات يحتاجها الفنان حتى يتطور في مسيرته الفنية، إضافة إلى ذلك يحتضن المنتدى الإبداعي قاعتين ،قاعة رئيسية، وقاعة ثقافية كلتاهما تحتوي على أنشطة وحوارات ونقاشات، كلها تستهدف توعية القطاع الثقافي والإبداعي.
الفن والذكاء الاصطناعي
حظي المنتدى بالعديد من الأنشطة التفاعلية التي جذبت الحضور منها تجربة رسم الوجه بفنان و بالذكاء الاصطناعي حيث يتولى فنان تشكيلي رسم الوجه باستخدام الفرشاة والألوان خلال 10 دقائق، بعدها يتوجه الشخص إلى “شاشة السايبوت”، وهو عبارة عن جهاز، اخترعه الفنان وتولى برمجته بنفسه، لرسم الوجه وبذلك يحصل الشخص على رسمتين إحداهما من الفنان والأخرى بالذكاء الاصطناعي.