10 قتلى آخرهم مدير مدرسة في أقل من عام
يستدل من المعطيات المتوفرة أن عدد ضحايا جرائم القتل في باقة الغربية منذ مطلع العام الجاري ولغاية اليوم بلغ 10، آخرهم مدير مدرسة ابن الهيثم الثانوية، الأستاذ زياد فهمي أبو مخ (41 عاما).
مدرسة ابن الهيثم في باقة الغربية، اليوم (عرب 48)
صُدمت مدينة باقة الغربية بجريمة قتل مدير مدرسة ابن الهيثم الثانوية، الأستاذ زياد فهمي أبو مخ (41 عاما)، صباح اليوم الأربعاء، بتفجير مركبته أثناء توجهه إلى المدرسة، والتي تولى إدارتها منذ نحو شهرين.
لم يصدق المعلمون والمعلمات مقتل مدير مدرستهم، ووقع عليهم النبأ كالصاعقة، وساد الحزن والأسى، وانهمرت الدموع وسُمعت صرخات اللوعة والألم على فراق زميلهم المربي أبو مخ.
وبقتل مدير المدرسة، ارتفع عدد ضحايا جرائم القتل في باقة الغربية منذ مطلع العام الجاري إلى 10، إذ ارتكبت معظم جرائم القتل بواسطة إطلاق النار. وبات المواطن في المدينة يخشى على حياته في ظل استمرار جرائم القتل.
وقال نائب رئيس بلدية باقة الغربية، محمد مجادلة، لـ”عرب 48” إن “الأستاذ زياد القتيل 196 في المجتمع العربي، وهو ليس مجرد إنسان قتل في المجتمع، إذ أنه نموذج للإنسان الصالح في المجتمع، والذي قضى عمره وهو يخدم مجتمعه، ويضحي بكل ما يملك من أجل مجتمعه، والقدوة التي نريد أن تكون لكل واحد منا في هذا المجتمع”.
وأضاف أن “من قُتل هو الإنسان العربي في هذه البلاد، لأن من قتل زياد تعمد من أن يقتلنا جميعًا ويقتل مشروع الخير وإرادة الحياة فينا”.
وأشار مجادلة إلى أنه “يجب أن تتخذ خطوات احتجاجية جديدة ليست كمثل الخطوات السابقة التي كانت تحصل، لأنه بات من الواضح أنه على المجتمع تغيير وتبديل طريقة التعامل مع القتل”.
وأكد أن “الأستاذ زياد قتل أثناء توجهه إلى المدرسة التي يتعلم بها مئات الطلاب وهو مديرها، ويُدرّس فيها عشرات المعلمين، ذهب لبناء مجتمع صالح، وما حصل في المدينة والمجتمع العربي فاجعة كبيرة، إذ أنه يقتل في مجتمعنا كل عام أكثر من 200 مواطن، وكل قتيل وراءه عائلة وأم وأب وأخ وأخت ومجتمع. لكل قتيل قصة، فما بالك بالأستاذ زياد مدير المدرسة التي تخرج أجيالا، حقيقةً الجميع بحالة صدمة، وقبل قليل كنا مع رئيس البلدية الذي فُجع بمقتل طالبه، الذي يعتبره بمكانة ابنه”.
وعن الخطوات القادمة، أوضح أنه “لا زلنا نفكر بخطوات لم نقم بها في السابق، نحن بانتظار أن تحضر كافة قيادات المجتمع العربي من مختلف التيارات السياسية، وذلك حتى تقوم وتفعل ما لم تقم به سابقا من أجل إيقاف شلال الدم”.
وختم مجادلة بالقول إنه “يجب على المجتمع أخذ زمام الأمور إلى يديه من أجل إيقاف الجريمة”.
وقال الأستاذ عبد الرؤوف قعدان الذي يُدرس في مدرسة ابن الهيثم التي كان مديرها ضحية جريمة القتل الأستاذ زياد أبو مخ، لـ”عرب 48” إن “المصاب جلل، حيث أننا لم نتوقع أن يحصل هذا أبدًا. الأستاذ زياد كان طالبي وكان من أفضل الطلاب عندما علمته سابقًا واليوم هو مدير المدرسة وكان لديه طاقات هائلة، حيث أحدث نقلة نوعية في المدرسة”.
وأشار إلى أنه “أمس، كان درس رياضة للطلاب، وقد مر الأستاذ زياد ولعب معهم، وكانت أجواء مميزة بين الطلاب وبينه، إذ أنه كان طيلة الوقت يضحك ويمازح الطلاب والمعلمين”.
وختتم قعدان حديثه بالقول إنه “نقف إلى جانب أهل الأستاذ زياد ونعزيهم بهذا الفقدان الصعب والمصاب الجلل. الأستاذ زياد كان طيلة عمره إنسانا مسالما، واستحق كل الخير”.
وقال رئيس لجنة إفشاء السلام في المثلث الجنوبي، الشيخ خيري إسكندر، لـ”عرب 48” إن “هذه الجريمة من نوع آخر، استهدفت شابًا مميزًا تربى في محاضن تربوية لكي يكون قائدًا، ويحمل هذه الراية من أجل إخراج المجتمع من هذه الكارثة التي دخلنا إليها للأسف الشديد”.
وأضاف أن “من يقف وراء الجرائم في مجتمعنا لا يريد للمجتمع أن يتقدم ويزدهر ويكون مجتمع أفضل، إنما يريد الشر للمجتمع وأن يبقى يعاني الويلات، إذ أن الجهة الوحيدة التي تريدنا أن نبقى في هذا الحال هذه الدولة والحكومة التي تديرها، حيث أنها تريدنا أن نبقى في حرب شعواء وأن يقتل الواحد منا الآخر، في كل مكان في اللد والرملة والنقب والجليل وفي كل مكان يقطنه أبناء شعبنا. هذه الجريمة نتيجة لتنظيم واضح تقوم عليه الدولة، حيث أنه بدلاً من أن تحمي المواطن تشن الحرب عليه”.
وختم الشيخ إسكندر حديثه بالقول إن “السلطات الإسرائيلية تريدنا أن نبقى في هذا الحال من أجل أن تجعل المجتمع غير قابل للحياة وأن تبقى البلدات العربية مقرات للجرائم، وذلك حتى يتحقق المخطط الأكبر وهو أن يترك جميعنا البلاد، وهذا هو الهدف الأساس لهذه الحكومة”.
المصدر: عرب 48