فريق من متحف زايد الوطني ينجح بإظهار نص قرآني بالمصحف الأزرق
استطاع فريق من الباحثين في متحف زايد الوطني بأن ينجحوا في إظهار نص قرآني تحت طبقة زخرفية من ورق الذهب على صفحة من صفحات المصحف الأزرق، أحد أشهر مخطوطات القرآن الكريم في العالم، ومن أهم الأمثلة على الخط الإسلامي.
ومن خلال استخدام تقنيات التصوير متعدد الأطياف، تمكن الفريق من إظهار آيات من سورة النساء في المصحف الأزرق الذي يعود تاريخه إلى الفترة بين عامي 800 و900م، ويُعرف بصفحاتِه الزرقاء الزاهية أو النيلية، وخطّه الكوفي الذهبي وزخارفه الفضية.
النص القرآني في المصحف الأزرق
يذكر أنّ النص بالخط الكوفي في هذا المصحف يعتبر صعب القراءة اليوم؛ لأنه يستخدم الحروف العربية دون نقاط أو علامات التشكيل.
وكان المصحف في الأصل يضم 600 صفحة مصنوعة من جلد الغنم. ومنذ بدايات القرن العشرين، اقترح العلماء، شمال أفريقيا والعراق والأندلس كأماكن محتملة لإنتاجه، ولم يتبق منه اليوم سوى 100 صفحة محفوظة في مجموعات خاصة ومتاحف حول العالم، وسيتم عرض 5 صفحات منها في متحف زايد الوطني.
وتتيح تقنية التصوير متعدد الأطياف، إظهار النصوص والصور التي تلاشت مع مرور الزمن، ولم تعد مرئية للعين المجردة.
المصحف الأزرق، المعروف بصفحات جلد الغنم المصبوغة باللون النيلي والخط الكوفي الذهبي، يُعدّ واحداً من أشهر مخطوطات القرآن الكريم وأكثرها تميزاً.#متحف_زايد_الوطني #في_أبوظبي pic.twitter.com/c2BeyqGzNa
— Zayed National Museum (@znmuae) November 18, 2024
ما التقنية التي اُتبعت لإظهار النص القرآني؟
الجدير بالذكر فإنّ هذه التقنية أظهرت آياتٍ قرآنية من سورة النساء. ويتوقع أن تكون الزخرفة قد أضيفت في هذه الحالة، لإخفاء خطأ شخصي ارتكبه الخطاط خلال عملية النسخ، أو ربما قام دون قصد بتكرار نسخ الصفحة ذاتها مرتين، وبما أنّ تكلفة إنتاج المخطوطات كانت باهظة للغاية، مما يجعل إعادة العمل على نسخة جديدة من جلد الغنم المصبوغ باللون النيلي أمراً صعبًا لذلك اُستُخدِمت أنماط زخرفية متداخلة لتغطية النص.
وتأتي هذه الإجراءات نتيجةً لقرارات اتخذها الخطاطون، وتكشف عن جانب لم يسلط عليه الضوء سابقاً في المصحف الأزرق، وهو جانب نادر الظهور في المخطوطات الإسلامية العائدة لتلك الحقبة الزمنية.
وسيعرض متحف زايد الوطني هذه الصفحة من صفحات المصحف الأزرق في صالة عرض “ضمن روابطنا”، والتي تستعرض الآفاق الواسعة التي تمتّع بها شعب الإمارات قديماً والأثر الذي تركته ابتكاراته والمواد والمعارف، والتي بلغت أوجها مع تطور اللغة العربية وانتشار الإسلام.
من جهتها قالت مي المنصوري أمين متحف معاون، متحف زايد الوطني:” يسلط البرنامج البحثي الرائد لمتحف زايد الوطني حول المصحف الأزرق الضوء على أصول وإنتاج هذه المخطوطة المهمة، ويؤكد على دور المتحف في الحياة الثقافية والأكاديمية في دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها. ونؤكد أنّ برامج المتحف البحثية تُشكّل جزءاً أساسيًّا من مهمتنا التي تهدف إلى توسيع فهمنا للماضي وشعوبه وثقافاته”.
فيما قالت نور الإيمان بنت رسلي، أمين المخطوطات الإسلامية، متحف زايد الوطني:” يُعتقد أنّ هناك نسخة واحدة فقط من المصحف الأزرق، وقد شغلت صفحاته المعروفة والتي يبلغ عددها حوالي 100 صفحة، اهتمام العلماء لعقود طويلة. لقد ساعدت التكنولوجيا المتقدمة التي تم استخدامها في تسليط الضوء على هذه الصفحة من المخطوطة، مما ساعد على توفير رؤى جديدة حول كيفية إنتاج هذه النسخة النادرة من المصحف الأزرق. إنه لشرف كبير لي أن أكون جزءاً من هذا البحث حول واحدة من أهم المخطوطات في العالم في متحف زايد الوطني”.
مقتنيات متحف زايد الوطني
يحتفي متحف زايد الوطني الذي سيتم افتتاحه قريبًا بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة العريق وثقافتها وقصصها الملهمة منذ العصور القديمة حتى العصر الحديث، كما يسرد المتحف أيضًا سيرة الوالد المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
وتم تصميم المتحف بأسلوب هندسي مستوحى من شكل جناح الصقر أثناء التحليق، وقد حاز على جائزة بريتزكر للعمارة.
ويجمع تصميم المتحف بين تقنيات الاستدامة القديمة والحديثة بما يتلاءم مع مناخ الدولة، ويظهر ذلك جليًّا من خلال الهياكل الفولاذية الخمس التي تعلوه وتعمل بمثابة أبراج حرارية تسحب الهواء الساخن من الداخل إلى الخارج بطريقة طبيعية على غرار أبراج الرياح المعروفة باسم البراجيل في العمارة التقليدية في دولة الإمارات.
وتنبثق هذه الهياكل من تل مبني يحاكي تضاريس الإمارات للاستفادة من الخصائص الحرارية، وتصبح أكثر برودة بفضل التدفق المستمر للهواء المنعش المسحوب عبر الأنابيب الموزعة تحت الأرض.
تعرفي إلى: متحف زايد الوطني يعيد إحياء قارب يعود تاريخه لـ2100 سنة قبل الميلاد
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة x