خروقات إسرائيلية لوقف إطلاق النار في لبنان مع تدفق النازحين إلى قراهم الجنوبية
استمر الجيش الإسرائيلي في خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث استهدفت طائرات مسيرة ومدفعية إسرائيلية عدة مناطق في جنوب لبنان. واعترف الاحتلال بإطلاق النار على عدد من “المشتبه بهم” الذين اقتربوا من المناطق “المحظورة” جنوب لبنان.
عودة النازحين اللبنانيين إلى قراهم الجنوبية (Getty Images)
تصاعدت الخروقات الإسرائيلية لوقف إطلاق النار في جنوب لبنان، حيث استهدفت قوات الاحتلال عدة قرى وبلدات في المنطقة، ما أسفر عن إصابات بين المدنيين. وتواصل إسرائيل انتهاك الهدنة باستخدام المدفعية والطائرات المسيرة، في وقت فرضت فيه حظرًا على التنقل في المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني، بدءًا من الساعة الخامسة مساءً وحتى السابعة صباحًا.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وفي خرق جديد لوقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، استهدف الجيش الإسرائيلي، اليوم الخميس، عدة مناطق في جنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة عدد من اللبنانيين في غارة نفذتها طائرة مسيرة على سيارة في قرية مركبا.
وقد تزامن ذلك مع تصعيد عسكري آخر طاول العديد من البلدات اللبنانية الجنوبية، حيث تم استخدام المدفعية والطائرات المسيرة في الهجمات، ما يعكس استمرار الخروقات الإسرائيلية للهدنة التي دخلت حيز التنفيذ فجر أمس، الأربعاء.
طائرة حربية للاحتلال تقصف “مبنى لحزب الله” بعد رصد “تحركات مشبوهة”
وادعى الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه “رصد نشاط داخل موقع لحزب الله كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان”، وأضاف أنه “تم احباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية”.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجوم وقع شمال نهر الليطاني في منطقة صيدا. ونقلت عن مصدر عسكري قوله إن “الحادث لم يتضمن أي استعداد فورية لإطلاق صواريخ على الأراضي الإسرائيلية”. وادعى المصدر أن النشاط الذي قام به عناصر حزب الله داخل المنشأة المستهدفة يشكل “تهديدًا غير مباشر يتطلب من الجيش الإسرائيلي اتخاذ إجراءات ضده”.
حظر ليلي للتجول والتنقل إلى جنوب الليطاني
وأصدر الجيش الإسرائيلي، مساء الخميس، بيانًا عاجلًا يحظر فيه تنقل اللبنانيين إلى جنوب نهر الليطاني بدءًا من الساعة الخامسة مساء وحتى السابعة صباحًا يوم الجمعة. وشدد على ضرورة بقاء السكان المتواجدين جنوب الليطاني في أماكنهم.
بدوره، أكد الجيش اللبناني أن “الوحدات العسكرية باشرت تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية” وذلك “في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”.
في موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. تأتي هذه المهمات في سياق الجهود… pic.twitter.com/A4Uhmyh4IY
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) November 28, 2024
وأوضح أن ذلك يشمل نشر “الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة”. وقال إن ذلك يأتي في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم”.
وقال مصدر في الجيش اللبناني إنه “يقوم بدوريات وحواجز” جنوب نهر الليطاني من دون التقدم إلى المناطق التي لا يزال الإسرائيليون متواجدين فيها. وفي قرية القليعة الحدودية، ألقى الأهالي الأرز والزهور احتفالا بوصول الجيش اللبناني.
الاحتلال يستهدف لبنانيين بزعم “خرق” الاتفاق
بدوره، اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار تجاه عدد من اللبنانيين الذين وصفهم بـ”المشتبه بهم”، بعد وصولهم إلى المنطقة التي حُظر العودة إليها في جنوب لبنان. وأشار إلى أن بعضهم عاد بواسطة سيارات، وهو ما اعتبره خرقًا للهدنة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، إنه “في الساعة الأخيرة، تم رصد وصول مشتبه بهم، بعضهم كان يحمل مركبات، إلى عدة مناطق في جنوب لبنان، وهو ما يُعتبر خرقًا (لوقف إطلاق النار)”، وأضاف “قامت القوات بإطلاق النار تجاههم”.
وشدد جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنه “منتشر في منطقة جنوب لبنان ويقوم بفرض اتفاق وقف إطلاق النار، وإنفاذ كل خرق له”؛ كما أعلن الجيش الإسرائيلي لاحقا أن دفاعاته الجوية أطلقت صاروخا اعتراضيا في أجواء لبنان إثر “الاشتباه بهدف جوي”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن “الحدث قد انتهى”، وأصدر لاحقا بيانا آخر قال إن إطلاق الصاروخ تم إثر “رصد خاطئ”، بالمقابل، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن “الهدف المشبوه” في سماء القطاع الغربي للجنوب اللبناني، كان طائرا أو مسيرة إسرائيلية.
وبحسب ما ذكرته إذاعة الجيش الإسرائيلي، استهدفت طائرة مسيرة منطقة مجاورة لسيارة في قرية مركبا جنوب لبنان، بهدف “إبعادها عن المنطقة المحظورة”، مما أدى إلى إصابة عدة أشخاص بجراح متفاوتة الخطورة.
قصف مدفعي لمناطق جنوبي لبنان
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن “مدفعية العدو الإسرائيلي قصفت مرتفعات بلدة حلتا في قضاء حاصبيا، مستهدفة المواطنين في خراج البلدة”، كما أفادت بأن “قصفًا إسرائيليًا استهدف ساحة بلدة مركبا”.
وأوضحت الوكالة اللبنانية أن “القصف في مركبا أسفر عن إصابة شخصين تم نقلهما إلى المستشفى بواسطة جمعية الرسالة – فوج بني حيان”، وذلك مع استمرار تدفق النازحين إلى قراهم الجنوبية رغم التحذيرات الإسرائيلية.
كما استهدفت المدفعية الإسرائيلية عدة مناطق في جنوب لبنان، حيث تم قصف ساحة بلدة الطيبة وبلدة الخيام وسهل مرجعيون، مع سماع دوي رشقات رشاشة في الخيام. واستهدفت دبابات إسرائيلية بلدتي كفرشوبا والوزاني في قضاء حاصبيا بقذائف مدفعية.
وتعرضت بلدة عيتا الشعب ومدينة بنت جبيل إلى قصف مدفعي إسرائيلي في الساعات الأولى من صباح الخميس، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي الإسرائيلي فوق قرى قضاءي صور وبنت جبيل، بحسب وكالة الأنباء اللبنانية.
وأفادت مصادر محلية بإطلاق ثلاث قذائف على بلدة رميش (خربة كورا) في جنوب لبنان، ما أسفر عن تضرر منزل وسوبر ماركت في المنطقة، بالتزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض في أجواء جبل لبنان والجنوب.
وتقع بلدات مركبا والوزاني وكفرشوبا على الشريط الحدودي، وتبعد كيلومترين من الخط الأزرق الحدودي؛ فيما يواجه تنظيم عودة السكان إلى منازلهم تعقيدات مع استمرار تمركز القوات الإسرائيلية داخل الأراضي اللبنانية في البلدات الواقعة على الحدود.
وفي وقت سابق اليوم، حظر الجيش الإسرئيلي على اللبنانيين من الاقتراب من 10 قرى جنوب البلاد “حتى إشعار آخر”، حيث حظر العودة إلى خط القرى التي حددها أو الانتقال إليها أو تجاوزها باتجاه الجنوب، مهددا بتعرض السكان للخطر في حال الاقتراب منها.
ومنذ بداية العدوان الإسرائيلي على لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد 3,823 شخصًا وإصابة 15,859 آخرين، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص من مختلف المناطق اللبنانية.
المصدر: عرب 48