تلاحظ الأم أن طفل صديقتها أو جارتها الذي يرضع رضاعة صناعية يبقى نائماً بعد كل رضعة لمدة طويلة تزيد على الساعات الأربعة في حين أن طفلها يبكي بعد انتهائه من الرضاعة الطبيعية بحوالي نصف ساعة، ولا ينام أكثر من ساعة على أبعد تقدير، ولذلك قد تعتقد الأم في هذه الحالة أن حليبها لا يشبع طفلها وتضطر لإدخال الحليب الصناعي كوسيلة تغذية إضافية، والنتيجة أن الرضيع سوف يترك صدر أمه ويتجه للرضاعة الصناعية. يجب على الأم أن تعرف أن لا وسيلة تغذية قد تعوض الحليب الذي ينزل من صدرها، وما يحققه له من فوائد، وكذلك فحليب الأم يكون مفيداً لها أيضاً، وبناء على ذلك يجب أن تهتم بنجاح عملية الرضاعة الطبيعية، والاعتماد عليها على الأقل في العام الأول من عمر الطفل، وقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور عبدالله السعيد، حيث أشار إلى تساؤل هام يقلق الأمهات المرضعات، وهو لماذا يشبع الرضيع من الحليب الصناعي أكثر من الحليب الطبيعي ومميزات الحليب الطبيعي، وطرق لإدراره لزيادة وزن الرضيع في الآتي:
الفرق بين الحليب الطبيعي والصناعي في إشباع الرضيع
الرضاعة الصناعية
لاحظي أن الحليب الصناعي يتم تصنيعه لكي يكون مشابهاً إلى حليب الأم ولكنه يصنع من بروتين حليب البقر، حيث يتم إدخال بعض التغييرات عليه لكي يصبح قريباً من حليب الأم، ويحتوي الحليب الصناعي على اللاكتوز وهو نوع من السكريات، بالإضافة إلى الفيتامينات والمعادن وبعض الزيوت النباتية، ولكن التركيبة الثابتة في الحليب الصناعي تكون السبب في حدوث المشاكل الهضمية عند الرضع أكثر من تركيبة حليب الأم.
توقعي أن ينام رضيعك بعد أن يرضع رضعة كاملة من الحليب الصناعي بسبب أن الحليب الطبيعي يكون سهل الهضم، فيشعر الطفل بالجوع أما الحليب الصناعي فهو يحتوي على مادة تعرف بـ”الكازين” وهي بطيئة الهضم، ولذلك يستمر الرضيع نائماً بعد تناوله الرضعة الصناعية لفترة طويلة، ولكن الملاحظ أن هذه المادة تسبب حدوث المغص عند الرضيع لاحقاً بعكس الطفل الذي يرضع من الأم ويكون لديه أعراض أقل للشعور بالمغص والانتفاخ.
مميزات حليب الأم عن الحليب الصناعي
رضيع يبكي بسبب المغص
اعلمي أن حليب الأم يعد أكبر هبة من الخالق عز وجل قدمها للإنسان لأنه يعد وجبة مغذية ومجانية ونظيفة بصورة لا توصف، ويقدم من صدر الأم إلى فم الرضيع دون أن يتعرض لأي طريقة قد تؤدي لتغير مكوناته أو تلوثه، بعكس الحليب الصناعي الذي يمر بعدة مراحل من التصنيع، وحيث إن الحليب الطبيعي يبدأ تكوينه في المراحل الأولى أي الثلث الأول من الحمل حيث يعتبر تغير شكل وحجم ولون ثدي الحامل من علامات الحمل المبكرة والأولى، فيبدأ نزول ما يشبه السائل الزيتي، ويكون قليلاً ولزجاً من الثدي، وتشبه رائحة هذا السائل رائحة السائل الأمنيوسي الخاص والمميز لدى الجنين والذي يحيط بالجنين في الرحم، مما يجعله يقبل بسرعة على الرضاعة من صدر الأم ويتعرف إليها، ويشم رائحته المميزة التي لا تشبه رائحة أي حليب لأي أم أخرى بمجرد نزوله من رحمها، ويعمل هذا السائل الزيتي على حماية ثدي الأم من العدوى خلال فترة حملها، ويتضاعف مع ذلك حجم الأنسجة الغدية في الثديين خلال المرحلة الثانية أو الأخيرة من مراحل الحمل، أو بعد عملية الولادة، وكل هذه التغيرات تكون استعداداً طبيعياً وخلقياً للرضاعة التي حث عليها القرآن الكريم في منزّل آياته.
لاحظي أن حليب الأم يحتوي على الماء في 90% من تركيبه، ويكون ذلك في بداية الرضعة، ولذلك لا يشعر الرضيع بالماء حتى أنه يروي عطشه في حال كان يشعر بالعطش أو جفاف الفم أو أن يكون قد بكى لفترة طويلة، ولا تحتاج الأم لتقديم الماء للرضيع قبل مرور ستة أشهر على ولادته بعكس الحليب الصناعي، وحيث يكون الحليب في بداية الرضعة هو نفسه في نهايتها كما أن الأم تتحكم بمدى تركيز الحليب حسب الماء المضاف، والذي في حال زيادة تركيزه يسبب مشاكل هضمية للطفل إضافة لإصابته بالإمساك المزعج.
أعراض شبع طفلك من الرضاعة الطبيعية
رضيع فوق الميزان
لاحظي أن طفلك حين يشعر بالشبع سوف تظهر على وجهه أمارات الرضا والسعادة، وسوف يبدو وجهه محمراً ووردياً بصورة واضحة، وسوف يخلد إلى النوم وعلامات الرضا على وجهه فيما يعرف بـ”سكرة الحليب”.
قومي بإحصاء وعدّ المرات التي قمت بتغيير الحفاض فيها لطفلك الرضيع، حيث إن الطفل الذي يشبع من الرضاعة الطبيعية من الطبيعي أن يبلل حفاضه بعد كل رضعة، ولذلك فعدم تبليل الحفاض يعني أن الطفل لم يشبع كما أن لون البراز يكون أصفر فاتحاً في حال الشبع، ويميل في حالة الجوع إلى اللون الأخضر.
لاحظي أن طفلك يحقق وزناً كل شهر بمعدل كيلو جرام في شهوره الأولى تقريباً، وينام بعد كل رضعة إضافة إلى أنه يكون قليل التهيج والعصبية، ويلعب ويناغي من حوله بسبب شعوره بالشبع.
توقعي أن تشعري بطراوة في صدرك بعد الرضاعة بسبب فراغ صدرك من الحليب على العكس من الأم التي لا ترضع طفلها بصورة كافية، فهي تكون بصدر ممتلئ وقاسٍ ومتحجر، وتجد صعوبة في تحريك جذعها وذراعيها.
تعريف الحليب الخلفي وأهميته لشبع الرضيع
اعلمي أن من أخطاء الرضاعة الطبيعية التي تقعين بها أن الأم لا تكمل الرضاعة للطفل من الثدي الواحد بل تنقله إلى الثدي الآخر؛ مما يحرمه من الحليب الخلفي كما يعرف علمياً، وحيث يحتوي حليب الأم على مكون مركز يعرف بالحليب الخلفي، وحيث إن مكونات حليب الأم في غالبيتها تكون من الماء، ولكن نهاية الرضعة وحين يقترب الرضيع من النعاس ويوشك على ترك صدر الأم تحتوي على الدهون، وتعرف بذلك نهاية الرضعة بما يعرف باسم الحليب الخلفي، وهو مكون ضروري لصحة الطفل الرضيع ويجب أن يحصل عليه بدرجة كبيرة وضرورية، وحيث يكثر في هذا الحليب وجود الدهون التي تشعر الطفل بالشبع، وتسبب له زيادة الوزن، ويكثر الحليب الخلفي أيضاً في الرضعات الليلية، ولذلك يجب الحرص على الرضاعة خلال فترات استيقاظ الرضيع في الليل.
لاحظي أن طفلك الرضيع لن يكتسب وزناً في حال كنت ترفعينه عن صدرك قبل مرور ربع ساعة وتضعينه على الجهة الأخرى أو تتركينه نائماً، ولا توقظينه بمداعبة أصابع قدميه أو أنفه أو النفخ في وجهه؛ حيث يفقد الحليب الخلفي الذي يساعده على زيادة الوزن، ويظل الطفل بلا زيادة مسجلة في الوزن وبكاء مستمر ونوم متقطع؛ لأن ما يحصل عليه يكون نسبة كبيرة من الماء، وبعض العناصر الغذائية، ولا يحصل على دهون مركزة وصحية وكاملة الدسم تمنحه النوم والهدوء والزيادة الافتراضية في الوزن.
قد يهمك أيضاً: علامات الشبع من الرضاعة الطبيعية التي تظهر على الأم والرضيع *ملاحظة من “سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
