ما هو نموذج بورتر الماسي Porter's Diamond لتحقيق التنافسية؟
هناك العديد من النماذج الإدارية التي يحرص روّاد الأعمال على معرفتها وتطبيقها من أجل تحقيق النجاح المؤسسي في مجالات العمل المختلفة، ويحرص الباحثون على ابتكار المزيد من تلك النماذج من أجل اللحاق بالتطور والتغييرات السريعة في مشهد سوق العمل اليوم.
عبر السطور القادمة تُطلعنا المختصة في شؤون التدريب في مجال الإدارة المكتبية وإدارة المشروعات سوسن المفلح، على أحد النماذج الإدارية الشهيرة حالياً وهو ما يُعرف بنموذج بورتر الماسي أو “Porter’s Diamond”.
ماهو نموذج بورتر الماسي؟
المختصة في شؤون التدريب في مجال الإدارة المكتبية وإدارة المشروعات سوسن المفلح تقول إنه “نموذج تم تطويره من قِبل “مايكل بورتر” لتحليل العوامل التي تؤثر على قدرة دولة معينة أو منطقة معينة على تحقيق ميزة تنافسية في صناعة أو قطاع محدد، وهذا النموذج مكوّن من أربعة عناصر رئيسية ترتبط ببعضها البعض بشكل يشبه الماسة، ويساعد هذا النموذج في فهم ما إذا كان لدى دولة أو منطقة معينة الأساسيات اللازمة لتحقيق ميزة تنافسية في قطاع معين، كما يُمكّن الشركات من تحليل السوق وفهم البيئة التنافسية المحلية والعالمية”.
ما هي عناصر النموذج؟
وفق المختصة، هناك أربعة عناصر مكونة للنموذج وهي:
عوامل الإنتاج
وهي تتضمن الموارد الأساسية مثل العمالة المؤهلة، البنية التحتية، المعرفة الفنية، والموارد الطبيعية، وغيرها من الموارد التي يمكن للمنطقة أو الشركة أن تستفيد منها لتحقيق ميزة تنافسية.
ظروف الطلب المحلي
طبيعة الطلب في السوق المحلي، حيث إنّ وجود طلب قوي ومطالب عالية من قبل العملاء المحليين يساعد الشركات على تحسين جودة منتجاتها، ما يمنحها قدرة أكبر على المنافسة عالمياً.
الصناعات ذات الصلة والداعمة
وجود صناعات مرتبطة وداعمة قويّة في المنطقة يزيد من فرص التعاون والابتكار ويعزز الكفاءة والإنتاجية، فعلى سبيل المثال، إذا كانت هناك شبكة قوية من الموردين المتخصصين، فهذا يساعد الشركات على الوصول إلى موارد بجودة عالية وبشكل سريع.
استراتيجية الشركة وهيكلها والمنافسة
تعكس طبيعة المنافسة الداخلية داخل المنطقة أو الشركة، فكلما كانت المنافسة الداخلية قوية؛ أدى هذا إلى تحسين كفاءة الشركات وتحفيزها على الابتكار باستمرار للبقاء في السوق.
إضافةً إلى وجود بعض العوامل الخارجية التي نوهت لها “المفلح”، مثل دور الحكومة، حيث تتفاعل العناصر الأربعة ودعمها من خلال السياسات الحكومية، كذلك الفرص، وهي الأحداث غير المتوقعة يمكن أن تؤثر على بيئة المنافسة.
فوائد تطبيق نموذج بورتر الماسي
تطبيق النموذج يتيح للمؤسسات والدول تحديد العوامل التي تسهم في تعزيز قدرتها التنافسية والعمل على تحسينها للوصول إلى مستويات أعلى من النجاح في الأسواق العالمية في مجالات مختلفة، أبرزها:
- تحليل القدرة التنافسية وفهم كيفية تطوير ميزات تنافسية في قطاعات اقتصادية مختلفة.
- تقييم البيئة التنافسية قبل الدخول إلى أسواق دولية جديدة.
- تحديد الصناعات التي يمكن دعمها وتطويرها لتكون الدولة أكثر تنافسية على المستوى الدولي.
- في مجالات التعليم، يُستخدم النموذج لفهم احتياجات القطاعات المختلفة وتطوير مناهج تعليمية تُناسب الاحتياجات الصناعية الحالية والمستقبلية.
اطلعوا أيضاً على مميزات العلامة التجارية التنافسية.
أمثلة على النموذج
أشارت “المفلح” أيضاً على بعض الأمثلة الشهيرة على تطبيقات نموذج بورتر الماسي في قطاع التكنولوجيا، إذ تُعد وادي السيليكون مثالاً واضحاً على ذلك؛ حيث لعبت الظروف المحلية، مثل التخصصات الأكاديمية، ووجود الشركات الداعمة، والطلب المحلي المرتفع، دوراً كبيراً في خلق بيئة منافسة وابتكارية قوية، كذلك في صناعة السيارات، استخدم هذا النموذج في اليابان لتطوير قطاع السيارات، حيث تم توفير عوامل إنتاج مميزة، مثل العمالة المؤهلة، ووجود صناعات داعمة كالإلكترونيات وقطع الغيار، مما أدى إلى تحقيق ميزة تنافسية كبيرة عالمياً.
عيوب وانتقادات
أخيراً تطرقت “المفلح ” إلى بعض الانتقادات التي تعرض لها هذا النموذج، قائلة:”رغم أهمية نموذج بورتر الماسي وشهرته في تحليل القدرة التنافسية، إلا أنّه واجه عدة انتقادات، منها:
- إغفال العولمة وتأثيرها، فهو يركز بشكل كبير على البيئة المحلية.
- عدم التركيز بشكل كافٍ على الدور المحوري للتكنولوجيا الحديثة والتغيرات السريعة فيها، والتي أصبحت اليوم عاملاً أساسياً في القدرة التنافسية، خاصة في القطاعات التقنية.
- عدم التركيز بشكل كافٍ على دور الشركات متعددة الجنسيات التي أصبحت مؤثرة بشكل كبير على البيئة التنافسية من خلال استثماراتها ونقلها للمعرفة بين الدول.
- إهمال تأثير العوامل الثقافية والاجتماعية على القدرة التنافسية التي يمكن أن تحسن من أداء الصناعات وتزيد من القدرة على الابتكار والتكيف مع التغيرات العالمية.
- اعتبار الحكومة كعامل خارجي بدل أن تكون شريكاً استراتيجياً في تعزيز القدرة التنافسية.
وبالرغم من ذلك لا يزال النموذج مفيداً لكنه بحاجة إلى تحديثه من خلال التركيز على التكيف مع التغيرات المتسارعة في التكنولوجيا والاقتصاد العالمي، مما يجعله أكثر شمولية وملاءمة للتحديات الحديثة، سواءً للشركات أو للدول”.
تعرف أيضاً على أداة VIRO لتحليل موارد الشركة وخلق ميزة تنافسية.