Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

فصائل المعارضة تقترب من حماة وتسيطر على بلدات بالمنطقة

اقتربت هيئة تحرير الشام وفصائل متحالفة معها الثلاثاء من مدينة حماة في وسط سورية، مع استمرار الهجوم المباغت الذي بدأته في شمال البلاد منذ ستة أيام، بينما تحاول قوات النظام منعها من الوصول إلى المدينة بدعم من الطيران الروسي.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأنّ “اشتباكات عنيفة تدور في شمال محافظة حماة” التي تنطوي على أهمية إستراتيجية لوجودها على الطريق الرابط بين حلب في الشمال والعاصمة دمشق، فيما “ينفّذ الطيران الروسي والسوري عشرات الضربات” على مواقع الفصائل المعارضة.

وبحسب المرصد، فقد سيطرت الفصائل المعارضة على عدّة مواقع في المنطقة.

أكثر من 600 قتيل بينهم أكثر من 100 مدني

وارتفعت حصيلة قتلى المعارك منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 602 بينهم 299 قتيلا من هيئة تحرير الشام والفصائل الحليفة، و199 قتيلا من قوات النظام والميليشيات الموالية، و104 مدنيين؛ وفق المرصد.

وشوهد صباح الثلاثاء عشرات الدبابات والآليات التابعة لجيش النظام والمتروكة على الطريق المؤدي إلى حماة. وكان الجيش قد أعلن إرسال تعزيزات إلى المنطقة لإبطاء تقدّم فصائل المعارضة خلال اليومين الماضيين.

وقال مقاتل عرّف عن نفسه باسم أبو الهدى الصوراني “نعمل على التقدم باتجاه مدينة حماة بعد تمشيط” البلدات التي تمت السيطرة عليها. والإثنين، قصفت هذه الفصائل المدينة بصواريخ، ما أسفر عن مقتل ستة مدنيين، وفقا للمرصد.

ويأتي ذلك بعدما أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سورية، خارج سيطرة النظام للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع في 2011، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها عليها، باستثناء أحيائها الشمالية التي يسكنها الأكراد.

وحتى السبت، نزح أكثر من 48500 شخص في منطقة إدلب وشمال حلب، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).

من بين هؤلاء الآلاف من الأكراد السوريين الذين اصطفّت سياراتهم وشاحناتهم أو دراجاتهم النارية المحمّلة بالفرش والبطانيات على طريق حلب-الرقة السريع، وذلك للوصول شرقا إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد.

وفي إدلب التي قصفها طيران النظام وروسيا ردا على الهجوم على حلب، أظهرت صور عناصر إنقاذ بينما كانوا يبحثون بين أنقاض المباني التي دمّرتها الغارات التي استهدفت أيضا مخيّما للنازحين في حرنبوش.

وفي حلب، أظهرت صور مسلّحين يقومون بدوريات في شوارع المدينة قرب القلعة التاريخية أو اتخذوا مواقع في المطار الدولي للمدينة التي يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة.

كذلك، أظهرت صور سكانا يقفون في طابور للحصول على الخبز الذي توزعه إحدى الجمعيات، بعدما أغلقت الأفران ومتاجر بيع الأغذية وفق المجلس النروجي للاجئين.

الأمم المتحدة تدعو إلى وقف فوري للمعارك

وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء بسقوط “كثر من الضحايا المدنيين، من بينهم عدد كبير من النساء والأطفال” في هجمات للطرفين، وبتدمير “ممتلكات مدنية، بما فيها مرافق صحية” وتعليمية و”أسواق للمواد الغذائية”.

وقالت منظمة الصحة العالمية، إن أقل من ثمانية فقط من مستشفيات حلب تواصل العمل وقد بلغت أقصى قدراتها الاستيعابية.

وشبكة توزيع المياه متضررة، وفق المجلس النروجي للاجئين.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى “وقف فوري للأعمال العدائية”، حسبما ما نقل عنه المتحدث باسمه.

من جانبها، حضّت واشنطن “كل الدول” على “استخدام نفوذها” لخفض التصعيد في سورية، كما ندد الاتحاد الأوروبي بالضربات الروسية على المناطق ذات الكثافة السكانية.

قطر تحذر من عدم جدوى الحل العسكري للنزاع

وحذّرت قطر الثلاثاء من عدم جدوى الحل العسكري للنزاع في سورية، ودعت إلى التفاوض من أجل حلّ سياسي للأزمة وحماية المدنيين العالقين في مناطق القتال.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، في مؤتمر صحفي “نشدد على أنّ الحل العسكري لن يؤدي إلى نتيجة مستدامة”. وتابع أنّ “الحل السياسي هو السبيل الوحيد لإنهاء معاناة الشعب السوري”.

وأضاف “نؤكد دائما ضرورة تجنيب المدنيين تبعات هذا التصعيد العسكري ونحث جميع الأطراف على خفض التصعيد فورا ونؤكد على ضرورة ضمان دخول المساعدات”.

وصرّح الأنصاري “لقد انخرطنا في المسارين السياسي والإنساني مع الشعب السوري”، وتابع “نعمل مع شركائنا الدوليين على ضرورة الوصول لحل سياسي يرتقي لتطلعات الشعب السوري ويعبر عن تضحياته خلال السنوات الماضية”.

وأكّد أنّ قطر “تدعم أي مبادرة يمكن أن تؤدي لتحقيق السلام الشامل” في سورية. وأوضح الأنصاري أنه لا يستطيع أن يؤكد انعقاد محادثات بين أطراف أجنبية معنية بالنزاع في سورية خلال منتدى الدوحة السبت والأحد.

بزشكيان وبوتين يتناولان الدعم للنظام

من جانبه، اعتبر رئيس النظام بشار الأسد في اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان أنّ “التصعيد الإرهابي”، يهدف إلى “إعادة رسم خريطة المنطقة”.

كذلك، تعهّد بزشكيان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي تقديم “دعم غير مشروط” للأسد.

ووفق الكرملين، أكد الرئيسان أيضا “أهمية تنسيق الجهود… بمشاركة تركيا” التي تدعم فصائل معارضة في شمال سورية.

وصرح وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده ستدرس إمكانية إرسال قوات إلى سورية إذا طلب النظام ذلك؛ حسبما نقل عنه “العربي الجديد”.

وردا على سؤال عن الهجوم الذي تشنه فصائل المعارضة، أجاب أنه إذا طلب النظام من إيران إرسال قوات إلى سورية فسيتم دراسة الطلب، محذرا من أن “تمدد” ما وصفها بـ”المجموعات الإرهابية” في سورية “ربما يضر بالدول المجاورة مثل العراق والأردن وتركيا أكثر من إيران”.

بوتين وإردوغان يبحثان “نزع فتيل الأزمة”

وقال بوتين الثلاثاء خلال محادثة هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، إنه يرغب في نهاية “سريعة” للهجوم.

وقال الكرملين في بيان “شدد فلاديمير بوتين على ضرورة إنهاء العدوان الإرهابي لجماعات متطرفة على الدولة السورية بسرعة، وتقديم الدعم الكامل لجهود السلطات الشرعية لاستعادة الاستقرار والنظام الدستوري”.

وأشار إلى أن الرئيسين سيبقيان على تواصل “بحثا عن إجراءات تهدف إلى نزع فتيل الأزمة”، وأنهما “شددا على الأهمية المحورية لتنسيق وثيق بين روسيا وتركيا وإيران لإعادة الوضع في سورية إلى طبيعته”.

إردوغان والسوداني يناقشان التنسيق المشترك

وأجرى إردوغان ورئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني اتصالا هاتفيا الثلاثاء، لمناقشة الوضع في سورية التي تتقاسم معها دولتاهما حدودا طويلة، حسبما أفادت الرئاسة التركية والحكومة العراقية في بيانين منفصلين.

ووفق بيان صادر عن الرئاسة التركية، فقد “صرّح إردوغان بأنّ الأولوية بالنسبة لتركيا هي الحفاظ على السلام على حدودها”، كما جدّد التأكيد على “أهمية الحفاظ على وحدة واستقرار وسلامة أراضي سورية”، مضيفا أن إردوغان دعا “النظام السوري إلى الانخراط في عملية سياسية حقيقية لمنع تفاقم الوضع”.

كذلك، حذر الرئيس التركي من أنّه “اتخذ وسيتخذ تدابير لمنع منظمة حزب العمال الكردستاني الإرهابية و(المجموعات) المرتبطة بها من الاستفادة من التطورات” في شمال سورية، الذي يضم الكثير من المقاتلين الأكراد.

ومن جهته، أبلغ السوداني إردوغان، بأنّ العراق “لن يقف متفرّجا على التداعيات الخطيرة” لما يحصل في سورية، حسبما أفاد بيان صادر عن مكتبه.

وأشار إلى أن العراق “سبق أن تضرّر من الإرهاب ونتائج سيطرة التنظيمات المتطرّفة على مناطق في سورية، ولن يسمح بتكرار ذلك”.

وشدد رئيس الحكومة العراقية على “أهمية احترام وحدة سورية وسيادتها”.

وبحسب البيان، تمّ التأكيد خلال الاتصال على “أهمية التنسيق المشترك بين الجانبين، وضرورة دعم الأمن والاستقرار في سورية، كونه يؤثر بشكل مباشر على أمن واستقرار العراق و جميع بلدان المنطقة”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *