التحقيق في سبب وفاة مأمون كنانة من يافة الناصرة إثر اقتحام الشرطة لمنزله
قال داود كنانة إن “والدي يسكن لوحده في الطابق الأول، ونحن لا نعرف ماذا جرى حين اقتحمت قوات الشرطة منزله، ولا نعلم إذا كان أحدهم قد دفعه أو أسقطه أرضا”.
مأمون كنانة توفي بعد ساعات من اعتقال نجله
يواصل أبناء عائلة كنانة، في يافة الناصرة، انتظار تقرير معهد التشريح العدلي في أبو كبير، لمعرفة أسباب وفاة الوالد مأمون كنانة (64 عاما)، صباح أمس الأحد، بعد ساعات قليلة من مداهمة قامت بها عناصر من الشرطة الإسرائيلية لمنزل العائلة في يافة الناصرة، واعتقال الابن الأصغر في العائلة جعفر كنانة (24 عاما)، بشبهة ضلوعه بقضية “أمنية”.
وقال نجل الفقيد، داود كنانة، في حديث لـ”عرب 48” إنه “عند الساعة الواحدة من قبل فجر يوم الأحد، قامت قوات كبيرة من الشرطة معززة بعناصر من الوحدات الخاصة والقناصة بمرافقة كلاب الأثر باقتحام منزل العائلة في بلدة يافة الناصرة، بهدف اعتقال الابن الأصغر للعائلة بادعاء ضلوعه في قضية أمنية، وقد قامت هذه القوات بدخول الحي بطريقة همجيّة، وقاموا بعزل أفراد العائلة داخل غرف منعا لتصديهم لعملية الاعتقال”.
وأضاف كنانة أنه “دخلوا منزل والدي الذي يسكن في الطابق الأول للمنزل المؤلف من طابقين، ثم اقتحموا منزل شقيقي الأصغر جعفر وهو أعزب، والمنزل الذين نعيش فيه أنا ووالدتي و3 من شقيقاتي في الطابق العلوي، بطريقة وحشية وغير مبررة على الإطلاق، على الرغم من علمهم بأن شقيقي جعفر يعاني من مشاكل نفسية وأن اعتقاله بهذه الطريقة يؤثر على نفسيته، وهذه ليست المرّة الأولى التي يتم فيها اعتقاله”.
وتابع أنه “لم يكن هناك أي مبرّر لهذه الغلظة واستعراض القوة، فنحن لسنا ضد أمن الدولة ولو كانت الشرطة قد استدعت جعفر للتحقيق لذهب بنفسه أو بمرافقة أي منا إلى محطة الشرطة. وإذا كان لا بد من الاعتقال فدورية شرطة واحدة تكفي لاعتقاله من المنزل ولم يكن أحد من العائلة ليتصدى أو يمنع الشرطة من تنفيذ الاعتقال”.
أهم ما في الموضوع هو ما حدث لوالد داود وجعفر والذي عثر عليه متوفى بعد ساعات قليلة من عملية الاعتقال. قال كنانة إن “والدي يسكن لوحده في الطابق الأول، ونحن لا نعرف ماذا جرى حين اقتحمت قوات الشرطة منزله، ولا نعلم إذا كان أحدهم قد دفعه أو أسقطه أرضا، وكل ما نعرفه هو أن أفراد الشرطة قبل أن يغادروا المنزل وجهوا ليّ سؤالا حول ما إذا كنت أرغب بأن يستدعوا سيارة إسعاف لوالدي! فسألتهم لماذا سيارة الإسعاف، هل اعتديتم عليهم؟ فأنكروا ذلك”.
وأكد أنه “توجهت إلى منزل والدي، الساعة الثالثة قبل الفجر، فوجدته نائما، لكنه يتنفس بصعوبة. وعند الساعة الخامسة تقريبا توجهت شقيقتي إلى غرفة والدي للاطمئنان عليه فوجدته جثة هامدة”.
وأشار كنانة إلى أنه “تم استدعاء سيارة العلاج المكثف إلى المكان، كما حضرت الشرطة، وطلبت تشريح الجثة لمعرفة أسباب الوفاة، وقد وافقنا على طلب الشرطة رغبة منا في قطع الشك باليقين ومعرفة الأسباب التي أدت إلى وفاته المفاجئة”.
يذكر أن جثمان المرحوم مأمون كنانة سيصل إلى منزله في يافة الناصرة خلال الساعات القليلة المقبلة من أجل تشييع جثمانه، بينما تواصل العائلة انتظار تقرير الطب الجنائي من أجل اتخاذ الخطوات المناسبة فيما لو تبين أنه تعرض لاعتداء من قبل الشرطة.
المصدر: عرب 48