دعم للانتقال السلمي في سورية ومطالبة بانسحاب إسرائيل
دعت اللجنة الوزارية العربية بشأن سورية إلى دعم انتقال سياسي شامل وفق قرار مجلس الأمن 2254، مع إدانة التوغل الإسرائيلي في المنطقة العازلة ومطالبة بانسحاب قوات الاحتلال من الأراضي السورية، وذلك في إطار اجتماعات عقدت في مدينة العقبة الأردنية.
من المؤتمر الصحافي المشترك في ختام اجتماعات العقبة (Getty Images)
أكدت لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سورية، اليوم السبت، دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية ـ سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية ترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
جاء ذلك في بيان ختامي أعقب اجتماع اللجنة في مدينة العقبة جنوبي الأردن، والتي تضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية، بحضور وزراء خارجية الإمارات والبحرين وقطر.
كما أدانت اللجنة توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سورية، وطالبت بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها، مطالبا أيضا مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.
وذكر البيان أن المجتمعين بحثوا التطورات التي شهدتها سورية على مدار الأسابيع الماضية وأكدوا “الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته”.
وأعلنوا دعمهم “عملية انتقالية سلمية سياسية سورية ـ سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية”.
على أن تكون العملية “وفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته، بما في ذلك تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته”.
وأوضح أن ذلك يكون “عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة، استنادا إلى دستور جديد يقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار”، وفق نص البيان.
وأكد البيان “دعم دور المبعوث الأممي إلى سورية (غير بيدرسون)، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية ورعايتها”. وشددت اللجنة على “التضامن المطلق مع سورية في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها”.
وكذلك “توفير الدعم الإنساني الذي يحتاجه الشعب السوري، من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية”، وفق البيان. وأشارت اللجنة إلى أهمية “تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم وتقديم كل العون اللازم لذلك”.
وفي وقت سابق السبت، شهدت العقبة الأردنية اجتماعات وزارية دولية لمناقشة التطورات في سوريا، هي الأولى منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
في السياق ذاته، عقدت اللجنة العربية اجتماعا مع وزراء خارجية تركيا والولايات المتحدة وفرنسا، وممثلين عن بقية أعضاء اللجنة المصغرة بشأن سورية، هما المملكة المتحدة وألمانيا، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والمبعوث الأممي لسوريا بيدرسون.
“نساند سورية بمرحلة إعادة البناء بعد سنوات القتل”
وفي مؤتمر صحفي بختام اجتماعات العقبة الأردنية بشأن سورية، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مساء السبت، الوقوف إلى جانب سورية في مرحلة إعادة البناء بعد سنوات القتل والدمار والتشريد.
وندد الصفدي، خلال المؤتمر الذي عقد بمشاركة نظرائه التركي هاكان فيدان، والمصري بدر عبد العاطي، والعراقي فؤاد حسين، والممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس، بالتوغل الإسرائيلي في سورية، وحذر من أنه “لن يسهم إلا بتعقيد الأمور”.
وفي كلمته، قال الصفدي: “ندعم استمرار مؤسسات الدولة السورية للقيام بأدوارها بشكل كامل ولا نريد لها أن تغرق بالفوضى”. وبخصوص التوغل الإسرائيلي الحالي في سورية، قال: “واضحون بإدانة التغول الإسرائيلي وخرق اتفاق عام 1974، وهذا لن يسهم إلا بتعقيد الأمور”.
وأضاف أن “انتهازية إسرائيل عبر استغلال حالة الفراغ في سوريا قد تحقق لها مكاسب آنية، لكن الحق لا يمكن لأهله أن يتخلوا عنه”.
توافق بين الأطراف على مبادئ عامة
من جانبه، أكد وزير الخارجية المصري في كلمته، وجود توافق بين الأطراف التي اجتمعت في العقبة السبت، على مجموعة من المبادئ العامة “إذا التزمت بها الأطراف السورية والإقليمية فسنكون مطمئنين على مستقبل سورية”، على حد تعبيره.
وقال عبد العاطي إن هذه المبادئ تشمل الحفاظ على سيادة سورية، ووحدة وسلامة أراضيها، وإدارة عملية سياسية شاملة لا تقصي أحدا بهذا البلد العربي. وشدد على ضرورة توقف إسرائيل عن انتهاكاتها في سورية.
بدروه، قال وزير الخارجية العراقي إن الوضع في سورية “يهم العراقيين كافة”. ولفت حسين إلى أن الأطراف الإقليمية “لا ترغب في رؤية ليبيا أخرى” بالمنطقة، في إشارة إلى الانقسام والخلافات السياسية التي يشهدها هذا البلد منذ سنوات.
فيما أفادت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، في كلمتها، إلى أن وزراء خارجية الاتحاد سيعقدون اجتماعا بشأن سورية الإثنين المقبل. وقالت كالاس إن الاتحاد الأوروبي مهتم بإعادة بناء سورية بعد سقوط نظام الأسد.
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت الفصائل السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم آل الأسد.
المصدر: عرب 48