الصورة النمطية هي حكم أو تحيز مقبول على نطاق واسع حول شخص أو مجموعة، على الرغم من أنها مبسطة بشكل مفرط وليست دقيقة دائماً. يمكن أن تسبب الصور النمطية حول النوع الاجتماعي معاملة غير متكافئة وغير عادلة بسبب نوع الشخص. وهذا ما يُسمى التحيز.
كل مجتمع وثقافة لديه توقعات لدور الجنسين، لكنها يمكن أن تكون مختلفة تماماً من مجموعة إلى أخرى. يمكن أن تتغير أيضاً في المجتمع نفسه مع مرور الوقت. تعرفي إلى اختلاف نظرة الشباب والبنات إلى النجاح والمسؤوليات.
الأدوار الاجتماعية والتطلعات المهنية
يتغير العالم بسرعة في ما يتعلق بتوقعات الأدوار والمعايير الاجتماعية. يسعى عدد أكبر من النساء أكثر من أي وقت مضى، إلى الحصول على التعليم العالي والوظائف في المجالات التي يهيمن عليها الرجال تقليدياً. من بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، من المرجح أن تحصل النساء على درجة عالية أكثر من الرجال في جميع البلدان الـ38 الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية “Wolfers، 2021”. استكشفت هذه الدراسة تصورات الشباب “الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و19 عاماً” في ما يتعلق بالأدوار الاجتماعية والتطلعات المهنية. استجاب ما يقرب من 100 طالب من مدرسة ثانوية دولية، تم الوصول إليهم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأخذ عينات كرة الثلج، لاستطلاع عبر الإنترنت. وأظهرت الردود تحركاً في نهج المساواة إزاء توقعات الرجال والنساء في ما يتعلق بمسؤوليات الأسرة والعمل وفق موقع researchgate.net.
يمكنك متابعة: للمرأة الطموحة.. كيف تصبحين سيدة أعمال ناجحة؟
فرق بين نظرة الشباب ونظرة البنات للحياة ومشاكلها من وجهة نظر مختص
“سيدتي” التقت جون حجار استشاري نفسي الحاصل على ماجستير في العلاج النفسي المعرفي السلوكي الذي تحدث عن اختلاف نظرة الشباب والبنات للحياة.
الحياة بمشاكلها وتحدياتها تُعَدُّ ساحةً واسعةً يتفاعل معها الجميع بطرق مختلفة، وغالباً ما تُظهر الفروقات بين الجنسين تنوعاً مثيراً للاهتمام في الطريقة التي يرى بها الشباب والبنات الحياة ويتعاملون مع مشكلاتها وبخاصة أن تكوين دماغ المرأة مختلف كلياً عن تكوين دماغ الرجل، وهذا الاختلاف الصحي يصدر عنه اختلاف بطريقة التفكير ورؤية الأمور من زواية مختلفة.
الشباب: التوجه نحو الفعل والحلول
عادةً ما يميل الشباب إلى رؤية الحياة من منظور عملي ومباشر، حيث تتركز أولوياتهم حول الإنجاز وتحقيق الأهداف. في مواجهة المشاكل، يظهر عندهم ميل إلى:
- البحث عن الحلول العملية: يميلون إلى التعامل مع المشاكل بطريقة مباشرة، عبر تحديد الأسباب والبحث عن الحلول السريعة والفعالة.
- الرغبة في السيطرة: يتعاملون مع الحياة وكأنها تحدٍّ يتطلب الانتصار؛ ما يجعلهم أكثر ميلاً لتحمل المخاطر واتخاذ قرارات جريئة.
- التركيز على الاستقلالية: يسعى الشباب غالباً إلى بناء مسارات خاصة بهم بعيداً عن تأثير الأسرة أو المجتمع.
- الاهتمام بالقوة والإنجازات المهنية: تُعتبر الوظيفة والمكانة الاجتماعية مصدراً رئيسياً لتقييم الذات عند الكثير من الشباب.
البنات: رؤية شمولية وحساسية عالية للتفاصيل
من ناحية أخرى، تتميز نظرة البنات للحياة بشموليتها وحساسيتها العالية، حيث توازن بين العقل والعاطفة في التعامل مع المشكلات. وتظهر هذه النظرة من خلال:
- التفكير العاطفي المتوازن: قد تُظهر البنات تفاعلاً عاطفياً أكبر تجاه المشاكل، إلا أن هذا التفكير يتيح لهن التعاطف وفهم أعمق لمشاعر الآخرين.
- التركيز على العلاقات: تُعتبر العلاقات الأسرية والاجتماعية محوراً مهماً في حياة البنات؛ ما يجعل تأثير المشاكل فيها غالباً مرتبطاً بجودة تلك العلاقات.
- البحث عن الدعم: تميل البنات إلى مشاركة مشاكلهن مع الأصدقاء أو الأسرة؛ ما يتيح لهن رؤية الأمور من زوايا متعددة.
- الاهتمام بالتفاصيل اليومية: قد تكون نظرة البنات أعمق للتفاصيل الصغيرة في الحياة؛ ما يجعل رؤيتهن للمشاكل أكثر شمولية وتعقيداً أحياناً.
تشابهات وتقاطعات
رغم الاختلافات، لا يمكننا إغفال أن الشباب والبنات يشتركون في تطلعات كبيرة نحو بناء مستقبل أفضل، ويسعون جاهدين للتعامل مع ضغوط الحياة، وإن كان ذلك بطرق مختلفة.
كيف يمكننا جسر الفجوة بين النظرتين؟
لفهم الفروقات بين نظرة الشباب والبنات، يجب علينا:
- تعزيز الحوار: تبادل الأفكار بين الجنسين يمكن أن يساهم في فهم أعمق لكيفية رؤية كل طرف للحياة.
- الاستفادة من التنوع: يمكن أن تُصبح الفروقات مصدر قوة إذا تعلمنا كيفية التعاون واستخدام نقاط القوة لدى الطرفين.
- التوعية بالأدوار المشتركة: تعزيز قيم مثل المسؤولية المشتركة والاحترام المتبادل يساعد في تقليل الفجوات وتعزيز التواصل.
ما رأيك متابعة أيضاً: تصنيفات القيم في العمل ماهيتها وأهميتها
في نهاية المطاف، إن تنوع نظرة الشباب والبنات للحياة ليس مجرد اختلاف، بل هو تناغم جميل يعكس التنوع البشري.
