تقدّم دون اختراق في مفاوضات غزة واستبعاد لاتفاق وشيك
المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس تتواصل في ظل تعنت تل أبيب وإصرارها على مواصلة الحرب على غزة، التقارير الإسرائيلية ترسم صورة متباينة بين تفاؤل حذر وخلافات عميقة، وسط استبعاد لاتفاق وشيك.
مظاهرات في تل أبيب مساء اليوم، للمطالبة بإبرام صفقة فورية لتبادل الأسرى (Getty Images)
رغم “التفاؤل” الذي تبثه إسرائيل بشأن المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس، لا تزال فجوات كبيرة تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لمصادر إسرائيلية رفيعة مطلعة على تفاصيل المباحثات.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) أن التقدم الأخير في المفاوضات لم يُفضِ إلى “اختراق”، مع استمرار الخلاف حول قضايا محورية أبرزها الوجود الإسرائيلي في محور صلاح الدين “فيلادلفي”، ومخطط تبادل الأسرى وعدد الأسرى الذين قد تشملهم الصفقة.
من جانبه، نقل موقع “واللا” عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إن الفجوات لا تزال كبيرة، وإن التوصل إلى اتفاق في الوقت القريب غير متوقع. وقال أحد المسؤولين إن “حماس تصر على أن أي صفقة للأسرى يجب أن تؤدي إلى إنهاء الحرب”، وهو ما ترفضه إسرائيل.
وأشار مصدر آخر إلى أن التصريحات المتفائلة لبعض الوزراء، مثل تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بشأن تقدم المفاوضات، “مبالغ فيها وتُضلل الرأي العام وتُعقّد المفاوضات الجارية”.
ووفق ما أوردته القناة 13، فإن المباحثات الحالية تشمل اتفاقًا متعدد المراحل، بحيث يشمل إطلاق سراح ما وصفته بـ”الفئة الإنسانية” من الأسرى أولًا، مع وقف إطلاق النار لمدة تصل إلى 42 يومًا، وانسحابًا إسرائيليًا تدريجيًا من مناطق مأهولة في القطاع، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
وقالت إن الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة يشمل بشكل شبه كامل محور “فيلادلفي” و”نيتساريم”، مع الإبقاء على وجود إسرائيلي “محدود”، الأمر الذي يرفضه العديد من شركاء بنيامين نتنياهو في الحكومة وقد يؤدي إلى عرقلة المفاوضات.
وعلى الرغم من “الإشارات الإيجابية” التي بثتها إسرائيل مؤخرا، أكدت المصادر الإسرائيلية لـ”واللا” أن بعض الفجوات لا يمكن تجاوزها عبر المباحثات الجارية في الدوحة، وتتطلب قرارات من القيادات السياسية في كلا الجانبين.
وأضاف أحدهم: “قد نحتاج إلى المرور عبر أزمة جديدة في المفاوضات لدفع الطرفين إلى اتخاذ القرارات المطلوبة”، وذكرت القناة 13 أن المفاوضات تدار بشكل محدود بواسطة نتنياهو ووزيره للشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، ورئيس الموساد، دافيد برنياع.
في المقابل، أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا، اليوم الثلاثاء، أكدت فيه أن المباحثات غير المباشرة التي تجري في الدوحة بوساطة قطرية ومصرية كانت “جادة وإيجابية”، مشيرة إلى أن التوصل إلى اتفاق ممكن إذا “توقفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة”.
وفي سياق متصل، كشفت تقارير أن الطائرة التي توجهت إلى القاهرة حملت آدم بوهلر، مستشار الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، لشؤون الأسرى، والذي كان قد التقى برئيس الحكومة، نتنياهو، وعدد من المسؤولين الإسرائيليين مؤخرًا.
وأشارت “كان 11” إلى أن وجود مستشار ترامب في المنطقة بصفته الشخصية، يأتي في ظل المحاولات لدفع المفاوضات قدمًا، وأفادت بأن ذلك يبرر التقرير الذي أوردته وكالة “رويترز” بشأن توجه نتنياهو إلى القاهرة، ليتبين لاحقا أن الطائرة أقلت مستشار ترامب.
ويشارك في المباحثات الجارية في الدوحة وفد إسرائيلي يضم ممثلين عن الموساد، الشاباك، والجيش الإسرائيلي، حيث يعملون على تضييق فجوات الخلاف مع الوسطاء القطريين والمصريين.
كما يشارك في المحادثات المبعوث الأميركي، بريت ماكغورك، الذي توجه إلى الدوحة عقب اجتماعات عقدها مع كبار المسؤولين الأمنيين في القاهرة، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن “المحادثات في قطر من المقرر أن تستأنف في الأيام المقبلة على مستوى الفرق التقنية”.
وعلى ضوء التوترات السياسية الداخلية، تبقى فرص نجاح الصفقة محل شك، مع استمرار رفض بعض الأحزاب في ائتلاف نتنياهو، مثل “عوتسما يهوديت” و”الصهيونية الدينية”، لأي اتفاق يشمل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “العربي الجديد” عن مصادر مطلعة أن وفدًا قياديًا من حركة حماس سيصل إلى القاهرة خلال اليومين المقبلين لاستكمال المناقشات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في زيارة تتزامن مع وصول وفد إسرائيلي للغرض ذاته.
ووفقًا للمصادر، أحرزت الاجتماعات التي تستضيفها قطر تقدمًا كبيرًا في حل النقاط الخلافية المتعلقة بالتصور المقترح للاتفاق. وأشارت المصادر إلى أن حركة حماس قدّمت إجابات وافية بشأن مصير عدد من الأسرى، مرفقةً بدلائل تُظهر أنهم لا يزالون على قيد الحياة.
المصدر: عرب 48