أصاب مشعل وأخطأت حماس |
فقد السيد خالد مشعل منذ عام 2011، السيطرة على قيادة حركة حماس خاصة في قطاع غزة عندما أعلن تأييده للثورة السورية في مواجهة النظام السوري الذي دعمته ايران بكل ما تملك من قوة ومنحته “شرعية المقاومة” من خلال إلحاقه بما يسمى “محور المقاومة”، واتفقت قيادة الحرس الثوري مع حزب الله على دعم الشهيد لاحقا يحيى السنوار في قطاع غزة ودعم الجهاز العسكري مباشرة وتجاوز رئيس المكتب السياسي في عقاب له على موقفه في سوريا.
لم تكن مغامرة
انتصار مشعل لحرية الشعب السوري وكرامته اعتبر في نظر البعض آنذاك “مغامرة”، لكن أثبتت التجربة أنه موقف مبدئي واستثمار مستقبلي ننتظر نتائجه أو مؤشراته بعد إزاحة النظام السوري، من القيادة الجديدة في مدى زمن معقول، واليوم يسجل الجميع الأمر باعتباره نقطة لصالح رؤية مشعل الاستباقية.
التحميل على أبو مازن
قبول السيد مشعل بالمصالحة في قطر 2012 والتي كانت تقضي بأن يكون رئيس السلطة الفلسطينية هو رئيس الحكومة أي السيد محمود عباس ، وهي خطوة ذكية في الحالتين نجاحها أو فشلها، مع بنود أخرى أهمها الاتفاق على إعادة ترتيب منظمة التحرير لتشمل كل القوى الفلسطينية باعتباره آنذاك اختراق حقيقي وعملي لتحقيق المصالحة الفلسطينية وهو أمر لم تقبل به قيادة حماس خاصة في غزة بالنظر للموقف الإيراني، وأملا في تغييرات تخدم الحركة في مصر خلال حقبة ما بعد الثورة المصرية، وهي نقطة استشرافية أخرى لصالح مشعل.
سياسية إستباقية
التطورات التي خلفتها حرب الإبادة على قطاع غزة، واتفق الغالبية العظمى من دول العالم على أن حل القضية الفلسطينية ودعم استقرار الشرق الأوسط يمر عبر دولة فلسطينية وفق حل الدولتين يجعل من اعلان مشعل عن البرنامج السياسي للحركة من الدوحة عام 2017 يعد رؤية واقعية منحت الحركة القدرة على المناورة السياسية والاقتراب إلى مساحة وسط مع منظمة التحرير الفلسطينية والعالم العربي والمجتمع الدولي.
العروبة أولا
محاولات مشعل طرق كل الأبواب العربية سيما السعودية ومصر، والاقتراب الكبير مع الجمهورية التركية، أبقى الباب مفتوحا مع قوى عربية وإقليمية قوية ذات تأثير دولي دون احتكار ايران للملف الفلسطيني، واليوم الحراك السياسي السعودي والمصري والتركي مع القطري يجعل الحركة داخل قواعد اللعبة وليس خارجها تماما كما تريد طهران.
آفاق جديدة
بالتأكيد نتائج الحرب على غزة ومستقبل الإرهاب الذي تخطط له قوى اليمين في تل أبيب والمؤشرات القادمة من البيت الأبيض مع فريق دونالد ترامب، في ضوء انكفاء حزب الله للداخل من أجل التموضع السياسي، وقبول نظام الأسد بصفقة “إقصاء آمن” والضربات القاسية التي تلقاها النظام الإيراني، كلها تجعل فرص مشعل أقوى لقيادة الحركة نحو مسار سياسي جديد، لن يكتب له النجاح إلا بتحقيق معادلة وطنية جديدة قائمة على الشراكة واستخلاص العبر من التجارب السابقة لكل الأطراف الفلسطينية من أجل مستقبل أطفال فلسطين على درب الحرية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر