العدوان الإسرائيلي على اليمن… هل يكون “بداية معركة”؟
العدوان “يمثّل رسالة لطهران، مفادها أن إسرائيل ستصل إليهم أيضًا، كجزء من تحرُّك أوسع”؛ نتنياهو: “لقد بدأنا معهم (الحوثيون) للتوّ، وسوف نشلّهم، حتى يتعلموا أيضا”؛ تقرير: “إسرائيل تعلم أن ما تم فعله الخميس لن يكون كافيا، لوضع حدّ لتبادل الضربات مع الحوثيين”.
أشارت تقارير إسرائيلية، مساء الخميس، إلى أن العدوان الذي شنّته تل أبيب على اليمن، قد يكون “بداية معركة”، فيما شكّكت تقارير أخرى بجدواها، وبمقدار التأثير الذي قد تُحدثه لدى (“أنصار الله”) الحوثيين، وعمليّاتهم صوب إسرائيل.
وعدّت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة (“كان 11”) أنّ العدوان الذي شنّه الجيش الإسرائيليّ على اليمن، الخميس، “استثنائي، على عكس الهجمات الثلاث السابقة التي شنها الجيش الإسرائيليّ في اليمن؛ بسبب الهجوم على المطار الدولي في صنعاء، المعطَّل حاليا عن العمل”.
وأشارت هيئة البثّ الإسرائيلية إلى أن تل أبيب “تستعد بالفعل لمزيد من الهجمات في اليمن، وتحاول تسخير دول أخرى، وبخاصة الولايات المتحدة، لزيادة الضغط على الحوثيين”.
كما أشارت أن إسرائيل “تستعد لمواصلة عمليات الإطلاق من اليمن، ولهذا السبب تم وضع أنظمة الدفاع الجوي في حالة تأهّب”.
وذكرت أنه تم في وقت سابق من الأسبوع، وبعد سقوط صاروخين في يافا ورمات غان، توسيع مناطق التحذير من سقوط صواريخ أو شظايا اعتراضية، “حتى تستعد إسرائيل للرد من اليمن”.
وذكرت القناة الإسرائيلية 13 أن إسرائيل “تستعد لرد الحوثيين في الساعات والأيام المقبلة”، مشيرة إلى أنه ما مِن تغيير حتّى الآن، في التعليمات الخاصة بالجبهة الداخلية.
نتنياهو: بدأنا للتوّ
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تصريحات أدلى بها للقناة الإسرائيلية 14، الخميس، في معرض تعليقه على العدوان في اليمن “لقد بدأنا معهم (الحوثيون) للتوّ، لن نسمح لهم هذه الأيام، وفي أيام أخرى، وسوف نشلّهم، حتى يتعلموا أيضا”.
وأضاف نتنياهو حينما سُئل عمّا إذا سيتمّ “إزالة التهديد من هناك”، أن “هناك العديد من الأشياء الملموسة”.
وتابع “أفضّل أن أفعل المزيد، وأن أتحدّث أقلّ، لكننا ملتزمون بإزالة هذا التهديد كما نفعل في الجبهات الأخرى”.
وقال نتنياهو إن “أذرع الأخطبوط تُقطع الواحدة تلو الأخرى، ويُهاجَم الأخطبوط نفسه”.
وفي وقت سابق الخميس، ذكر نتنياهو، بعد وقت قصير من شنّ العدوان على اليمن، أن تل أبيب “ستستمرّ حتى إكمال المهمة”، فيما قال وزير أمنه، يسرائيل كاتس، إن الجيش الإسرائيلي سيستهدف ويضرب “جميع قادة الحوثيين”.
رسالة لطهران
ومن بين الأهداف التي هاجمها الجيش الإسرائيليّ، الخميس، المطار الدولي في العاصمة اليمنية صنعاء، ولفتت القناة الإسرائيلية 12 في تقرير، إلى “تضرُّر مستودعات أسلحة، ومنشآت المطار، وأصول إيران في الهجوم، ما أدى إلى خروج المرافق عن الاستخدام، مثل برج المراقبة بالميناء”.
وأشارت القناة الإسرائيلية 12 إلى أن “الهجوم بعث برسالة تهديد؛ إذ إن إسرائيل دمّرت البنية التحتية الإيرانية على الأراضي اليمنية، ممّا أوقف أنشطة إيران على الأراضي اليمنية”.
وذكر التقرير أن العدوان “يمثّل رسالة لطهران، مفادها أن إسرائيل ستصل إليهم أيضًا، كجزء من تحرُّك أوسع”.
وأضاف أن الأضرار التي لحقت بالمطار من جرّاء العدوان، “هي جزء من محاولة لخلق معادلة”، مشيرا إلى أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا صواريخ على إسرائيل هذا الأسبوع، وقالوا إن وجهتها كانت مطار بن غوريون، قبل أن يستهدف العدوان الإسرائيليّ، مطار العاصمة اليمنية.
ولفت تقرير القناة إلى أن عدوان الخميس، شمل كذلك مهاجمة محطة كهرباء بالقرب من صنعاء، بالإضافة إلى أهداف في الحديدة، و”يأتي استكمالا للهجوم السابق الذي نفذته إسرائيل”.
وأضاف أن “حقيقة أن إسرائيل حاولت تعطيل وإغلاق مطار اليمن الدولي، تثير عدة أسئلة؛ أولا، ينبغي النظر إلى الحدث على أنه ’بداية معركة’ وليس “هجوما منفردا”؛ وتسائلت القناة “هل ستستخدم إسرائيل أدوات إضافية غير تلك الجوية؟”.
وفيما ذكر أن الحوثيين “قد يستمرون في محاولة إظهار أن ’كل شيء يسير كالمعتاد’، وأنهم قادرون على الاستمرار في إطلاق الصواريخ”؛ لفت التقرير إلى أنه مع ذلك “ليس من المؤكد على الإطلاق، أن مثل هذا الهجوم سيغيّر الواقع، ومن المحتمل أن يكون هناك عمليات إطلاق إضافية في وسط البلاد، وبشكل عام”.
الحوثيون “لا يرتدعون”
وذكر المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، الخميس، أن “المفارقة هي أنه على الرغم من أن حجم الضرر الذي تسببه إسرائيل، كبير، إلا أنها لا تجد وسيلة لردع الحوثيين”.
وأشار إلى أن “إسرائيل تعلم أن ما تم فعله (الخميس) لن يكون كافيا، لوضع حدّ لتبادل الضربات (مع الحوثيين)”.
وأضاف أن منظومة الأمن الإسرائيلية “تأمل أن يكون من الممكن تشديد التنسيق الأمني مع الأميركيين والبريطانيين من أجل زيادة الضغط على الحوثيين”، غير أنه شدّد على أنه “من المشكوك فيه للغاية، ما إذا كان مسار العمل هذا سينجح”.
وقال قائد سلاح الجوّ الإسرائيليّ، الخميس “لقد شاهدنا عرضا لما نحن قادرون عليه (العدوان باليمن)، ونحن قادرون على أكثر من ذلك بكثير”، مشيرا إلى أن الهجمات الإسرائيلية في اليمن “لم تنته”.
المصدر: عرب 48