Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

ممول صومالي يتلاعب بخيوط القيادة

رجحت تقارير أمنية أن عبد القادر مؤمن، الزعيم الصومالي في “داعش”، بات الرجل الأقوى في التنظيم، رغم عدم حمله لقب “الخليفة”. مؤمن بات يقود العمليات العسكرية للتنظيم، في وقت يتجه فيه التنظيم إلى إفريقيا مع تحول إستراتيجي تدريجي في بنيته.

عبد القادر مؤمن (ويكيبيديا)

يرجّح بأن الزعيم الصومالي في تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، عبد القادر مؤمن، بات الرجل الأقوى في التنظيم، وإن كان لا يحمل اللقب رسميا، بحسب محللين.

تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”

ويزعم تنظيم “داعش” بأن قائده يدعى أبو حفص الهاشمي القرشي. لكن المراقبين يتساءلون عن هوية الشخصية التي تقف خلف هذا الاسم المستعار، وإن كان هذا الشخص موجودا حقا.

وأشار تقرير لوكالة “فرانس برس”، الإثنين، إلى أن هناك شخصا واحدا يثير الاهتمام وهو عبد القادر المؤمن الذي يرجّح بأنه المسؤول عن إدارة التنظيم من الصومال.

وقال تور هامينغ من “المركز الدولي لدراسة التطرف” إن مؤمن، صاحب اللحية برتقالية اللون المصبوغة بالحناء “الشخصية الأهم، والأكثر قوة. إنه المسيطر على شبكة التنظيم العالمية”.

وأفاد هامينغ بأنه في هذه المنظومة الغامضة حيث يُقتل القادة واحدا تلو الآخر، مؤمن هو بين عدد قليل من “الوجوه المهمة التي تمكنت من البقاء على قيد الحياة حتى الآن”.

واعتبر هامينغ أن ذلك يمنحه “نوعا من المكانة ضمن المجموعة”.

عبد القادر مؤمن (أ ف ب)

وساد اعتقاد قبل بضعة أشهر بأن مؤمن قُتل بضربة أميركية. لكن بما أن أي دليل لم يرد على مقتله، يُفترض بأنه حي ويواصل العمل.

وقال هامينغ إن “الصومال مهمة لأسباب مالية. نعرف بأنهم يرسلون المال إلى الكونغو وموزمبيق وجنوب أفريقيا واليمن وأفغانستان. لذا، لديهم نموذج مالي جيد”.

ولا توجد معلومات عن تلك التعاملات المالية، ويعد حتى تقدير هذه المبالغ أمرا مستحيلا، كما هو تحديد المسارات الدقيقة التي تسلكها الأموال من مكان لآخر.

وعاش مؤمن المولود في منطقة بونتلاند التي تحظى بحكم شبه ذاتي في السويد قبل الاستقرار في إنجلترا حيث حصل على الجنسية البريطانية.

وعرف في لندن وليستر في مطلع الألفية كداعية متشدد في المساجد المتطرفة، وفي تسجيلاته المصورة التي انتشرت على الإنترنت.

وقيل إنه أحرق جواز سفره البريطاني فور وصوله إلى الصومال، وسرعان ما أصبح يدعو لصالح حركة الشباب المرتبطة بالقاعدة قبل انشقاقه لينضم إلى صفوف داعش في 2015.

وقال مسؤول استخباراتي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته إنه “يسيطر على أرض صغيرة، لكنه يحظى بجاذبية كبيرة. يوزّع المتطوعين والمال”،

وأشار المسؤول الاستخباراتي إلى أن هجوم “داعش” الذي وقع في موزمبيق في أيار/ مايو الماضي “نفّذه عناصر مغاربة وأفارقة”.

ووفقا للتقديرات، موّل مؤمن أيضا المتمردين الأوغنديين من “القوات الديموقراطية المتحالفة” المرتبطة بتنظيم “داعش” في جمهورية الكونغو والبالغة أعدادهم “الآن ما بين ألف و1500” عنصر، بحسب المسؤول.

وبمساعدة مؤمن “لجأوا مؤخرا إلى الجهاد” ساعين إلى “التطرف والأسلحة والتمويل”.

ويصف بعض المراقبين مؤمن بأنه الخليفة في الهيكلية القيادية للتنظيم الجهادي؛ ومبايعته رسميا ستكون مؤشرا على تحوّل أيديولوجي ضمن تنظيم “داعش” المتجذر في منطقة الشرق الأوسط.

وقال مدير مركز أبحاث “مشروع مكافحة التطرف”، هانز-جاكوب شندلر، إن من شأن ذلك “أن يثير ضجة بين أنصار تنظيم داعش والمتعاطفين معه”.

وقال شندلر إنه نظريا، يتعيّن على الخليفة أن يكون عربيا من قبيلة مرتبطة بقريش. ولا يمكن لزعيم تنظيم مهتم إلى هذا الحد بأسسه الفكرية أن يكون “صومالي بلحية برتقالية”.

لكن النشاط العملياتي لقادة المجموعات المرتبطة بداعش مثل “ولاية خراسان” و”ولاية غرب أفريقيا”، يمكن أن يسمح لهؤلاء بالمطالبة بمنصب من هذا النوع.

ورغم أن الزعيم الصومالي لا يستوفي معايير القيادة التقليدية، إلا أن موقعه الجغرافي يمنحه بعض الميّزات.

وقالت مجلة “سي تي سي سينتنيل” التي تعنى بالتهديدات الإرهابية والتابعة للأكاديمية العسكرية الأميركية West Point “لعل منطقة القرن الأفريقي وفّرت حماية من عدم الاستقرار في المشرق وحرية حركة أكبر”.

وأضافت أن “سمات القيادة هذه توازي تلك التي اتسم بها زعيم جهادي آخر هو أسامة بن لادن الذي رأى أن تمويل حربه هو أساس الانتصار فيها”.

ويعكس صعود مؤمن إلى أعلى هرم القيادة، رغم العدد القليل من المقاتلين تحت إمرته أيضا تحولات داخلية ضمن تنظيم داعش.

ويشير هامينغ إلى أن التحول الأول هو أن “الخليفة لم يعد الشخصية الأهم في التنظيم”. وأما الثاني، فهو أن التنظيم يسعى بالفعل إلى تحول إستراتيجي تدريجي باتّجاه إفريقيا.

وقال المصدر الاستخباراتي الأوروبي إن “90% من الصور العنيفة التي تصل إلى أوروبا تأتي من أفريقيا”.

مع ذلك، فإن قيادة التنظيم تبقى متمركزة في الشرق الأوسط، بحسب “سي تي سي سينتنيل” التي تؤكد أنه “في هذا السياق، فإن الأمور ما زالت على حالها”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *