Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

تصعيد عسكري يخلّف شهداء ودمارا وحصارا منذ أكتوبر 2023

يقول فلسطينيون إن بلدتهم باتت مسرحا لعمليات الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم آليات عسكرية ثقيلة بينها جرافات وطائرات مسيّرة، ما خلّف 19 شهيدا وعشرات الجرحى وحوالي 200 معتقل.

طمّون في مرمى الاحتلال: تصعيد عسكري يخلّف شهداء ودمارا وحصارا منذ أكتوبر 2023

طمّون: الطفلة بتول تقبّل صورة أخيها الطفل رضى الشهيد ابن الـ8 أعوام (Getty images)

منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تحولت بلدة طمون شمال الضفة الغربية المحتلة إلى مسرح لجرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، بزعم ملاحقة “خلايا مسلحة”.

وبرزت طمون جنوب مدينة طوباس، في الأيام الأخيرة، بعد عملية للجيش قتل خلالها 3 فلسطينيين أبناء عمومة، بينهم طفلان دون العاشرة، وادعت إسرائيل آنذاك أنها استهدفت “خلية عسكرية” تزرع عبوات ناسفة.

من موقع استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي الأطفال الشهداء في طمون (Getty images)

يقول فلسطينيون للأناضول إن بلدتهم باتت مسرحا لعمليات الجيش الإسرائيلي، الذي يستخدم آليات عسكرية ثقيلة بينها جرافات وطائرات مسيّرة، ما خلّف 19 شهيدا وعشرات الجرحى وحوالي 200 معتقل.

وتقع طمون ضمن محافظة طوباس والأغوار الشمالية، وتمتد أراضيها حتى الحدود الأردنية شرقي الضفة الغربية المحتلة.

وفي 7 كانون الثاني/ يناير الجاري أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق عملية عسكرية في محافظة غور الأردن (شرق)، ولم يحدد المدن والبلدات التي تشملها ولا سقفها الزمني.

ويقول فلسطينيون في المنطقة إن الجيش الإسرائيلي يستهدف في عملياته مجموعة من الشبان الفلسطينيين.

عقاب جماعي

قال رئيس بلدية طمون، ناجح بني عودة، إن البلدة تشهد تصاعدا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، وعادة ما يقتحم الجيش عددا من أحيائها مخلفا دمارا كبيرا في البنية التحتية والمتاجر والمنازل.

وأضاف: “تعد طمون البوابة الشرقية للمحافظة، وأي عملية عسكرية في طوباس أو مخيم الفارعة القريبين من البلدة تمر آليات الجيش الإسرائيلي من وسط البلدة، الأمر الذي يحدث احتكاكا مع الشبان تولدت على إثره مقاومة فلسطينية”.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 قتل 19 فلسطينيا، بينهم 3 من أبناء عمومة ادعى أنهم خلية إرهابية، قبل أن يتبين أن من بينهم طفلين دون العاشرة.

أقارب وأصدقاء الأطفال الشهداء في طمّون (Getty images)

كما تسببت العمليات العسكرية في إصابة عشرات الفلسطينيين واعتقال نحو 200، وتدمير مقاطع في البنية التحتية وشبكات مياه وكهرباء ومنازل ومتاجر، وفق بني عودة.

وشدد على أن “الناس يعيشون حالة من الترقب والقلق، والبلدة تعاني من الاحتلال منذ ما قبل 7 أكتوبر، حيث تحرمهم إسرائيل من الاستفادة والاستثمار في ثلثي أراضيها البالغة مساحتها نحو 93 ألف دونم”.

وتابع أن طمون تمتلك مساحات كبيرة سهلية وأخرى جبلية تقع في الأغوار شمال شرقي الضفة.

واستدرك: “لكن السلطات الإسرائيلية حولت جزءا كبيرا منها إلى مناطق عسكرية مغلقة وأخرى سيطرت عليها، وشيدت مستوطنات زراعية، إضافة إلى بؤرة استيطان رعوي تحرم السكان من أراضيهم”.

ويبلغ عدد سكان طمون نحو 17 ألف فلسطيني، وتعمل نحو ألف عائلة في الزراعة الحقلية، بينها 3 آلاف دونم بيوت بلاستيكية.

حصار وحرمان

بدوره قال أيمن غريب، ناشط في مقاومة الاحتلال بالبلدة، إن الجيش الإسرائيلي ينفذ مخططه التدميري في طمون كما بقية المدن والبلدات الفلسطينية.

وأكد أن المواطنين يعيشون حالة من الحصار والحرمان من المياه والأراضي الزراعية.

مشهد عام من قرية طمّون (Getty images)

وأردف غريب: “وصل السكان إلى مرحلة صعبة من اليأس؛ جراء استمرار العمليات العسكرية واستهداف كل شيء، بمن فيهم الأطفال”. وتابع: “الاحتلال قرر حرق قلوب الناس وتنفيذ مخطط الإبادة”.

وعن المقاومين في البلدة، قال: “هم شباب من كل الفصائل وأبرزهم نشطاء من حركة الجهاد الإسلامي، يقاتلون بأدوات بسيطة أمام آلة عسكرية ضخمة لا مقارنة في الإمكانيات والمواجهة”.

وأردف أن “الجيش يمارس سياسة العقاب الجماعي، كل رصاصة يدفع السكان ثمنها، حتى إشعال إطارات مركبات يعمل الجيش على حملها عبر جرافاته وإلقائها على محال تجارية لحرقها”.

“دُمرت منازل ومحال تجارية ومركبات وبنية تحتية، كل شيء مستهدف”، كما أكد غريب.

وعن محاولة كسر المقاومة في البلدة قال إن “الاحتلال جرب كل الطرق لتركيع الشعب الفلسطيني، ولكنه فشل كون هناك شعب يؤمن بحقه في هذه الأرض والعيش عليها بكرامته”.

قرب طوباس (Getty images)

وبموازاة الإبادة الجماعية بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته، وصعّد المستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى لاستشهاد 848 فلسطينيا وإصابة 6 آلاف و700 واعتقال 14 ألفا و300، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

بينما أسفرت الإبادة الإسرائيلية بقطاع غزة بدعم أميركي، عن أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *