Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

سياسة نتنياهو وكاتس من شأنها تكرار انهيار الشرطة في صفوف الجيش

“حكومة نتنياهو تأمل بأن تشعل العملية العسكرية في جنين مواجهة كبيرة تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية، مثلما يطالب اليمين المتطرف منذ عشر سنوات، وأن يعرقل صفقة المخطوفين في القطاع ويعفي إسرائيل من المرحلة الثانية”

نتنياهو وكاتس في الكنيست (Getty Images)

يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إلى خرق اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة حماس، ويرجح أن يستغل معارضة الاتفاق من جانب حزب الصهيونية الدينية برئاسة وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، واحتمال عودة حزب “عوتسما يهوديت” برئاسة إيتمار بن غفير إلى الحكومة، بعد انسحابه منها في أعقاب سريان الاتفاق، مطلع الأسبوع الحالي، من أجل خرق الاتفاق.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم الجمعة، إلى أنه “توجد أسباب جيدة للقلق. وليس فقط أن المرحلة الثانية من الاتفاق قد تفشل، وإنما لا يوجد الآن أي تأكيد على أن المرحلة الأولى ستنفذ بكاملها”.

وأضاف أن المفاوضات حول المرحلة الثانية ستبدأ في اليوم الـ16 من المرحلة الأولى لتبادل الأسرى، “لكن إذا نشأت مشاكل، وهذا احتمال معقول، في الاتفاق حول تنفيذ المرحلة الثانية، من يضمن لنا أن حماس لن نُكمل التزاماتها في إطار المرحلة الأولى؟ وهذا احتمال يضع تحرير مجموعة المخطوفين الأخيرة من المرحلة الأولى في خطر”.

وعلى خلفية زيارة رئيسي الموساد والشاباك للقاهرة، الأسبوع الحالي، تمهيدا لمفاوضات المرحلة الثانية، أفاد هرئيل بأن “حكومة نتنياهو لا تقول الحقيقة للجمهور، وبالتأكيد هي لا تقول الحقيقة كاملة. وعمليا، تلمح الحكومة للوسطاء في الاتفاق أنها توافق على ضلوع السلطة الفلسطينية في تشغيل معبر رفح، وتختبئ في ذلك خلف أقوال حول فرق خبراء، كي لا تعترف بذلك. إذ أنه في التصريحات العلنية، نتنياهو يعارض بشدة أي تسوية مستقبلية في قطاع غزة تشمل السلطة الفلسطينية”.

والقرارات الحقيقية حول مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لن تتخذ في القاهرة وإنما في واشنطن وتل أبيب، حسب هرئيل. “ونتنياهو غير المتحمس لتطبيق المرحلة الثانية، سيضطر إلى المناورة بين مطالب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وبين تهديدات سموتريتش بالانسحاب من الحكومة وتهديدات بن غفير بعدم العودة إليها”.

من اليمين: هليفي، نتنياهو، كاتس وبار ( Getty Images)

وأضاف أن ترامب يمارس ضغوطا كبيرة على نتنياهو كي يستمر تنفيذ الاتفاق، ودمجه بصفقة أميركية – سعودية عملاقة لبيع الأخيرة أسلحة متطورة وتطبيع علاقات بين إسرائيل والسعودية، وإنهاء الحرب على غزة وربما دفع فكرة الدولة الفلسطينية، بناء على طلب السعودية.

في هذه الأثناء، شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في جنين، ووفقا لهرئيل، فإن الحكومة الإسرائيلية “تأمل بأن مواجهة كبيرة في جنين ستشعل في نهاية الأمر صداما مع السلطة الفلسطينية يؤدي إلى انهيار حكمها في الضفة، مثلما يطالب اليمين المتطرف منذ عشر سنوات”.

وتابع أنه “يوجد أمل آخر، مخفي قليلا، وهو أن اشتعال الوضع في الضفة سيؤخر تطبيق صفقة المخطوفين في القطاع ويعفي إسرائيل من المرحلة الثانية”.

مطالبة ضباط الجيش بالولاء الكامل للحكومة

يتوقع أن يقدم العديد من الضباط الكبار استقالاتهم في الفترة المقبلة، في أعقاب استقالة رئيس أركان الجيش، هيرتسي هليفي. وأشار هرئيل إلى أن نتنياهو وكاتس يدفعان هؤلاء الضباط إلى الاستقالة، مثلما يحاولان دفع رئيس الشاباك، رونين بار، إلى الاستقالة في إطار مسؤوليتهم عن إخفاق 7 أكتوبر.

وأضاف أن “هليفي كان هدفا مريحا لتحميله مسؤولية الإخفاق، لكن ضرورة إقالته مرتبط بالمجهود الفاشل في هذه الأثناء، وهو سن قانون التهرب من الخدمة العسكرية (للحريديين)”.

ولفت هرئيل إلى أن “التخوف، في هذه الظروف، هو أنه في إطار استيضاحهما المسبق، سيحاول نتنياهو وكاتس أن يبتزا من المرشحين لخلافة هليفي تعهدا بتلبية الأمور الهامة بالنسبة لهما، وأولها ضمان تهرب الحريديين من الخدمة العسكرية”.

وتابع أن “عملية التعيينات تجري في ظل وجود هيئة أركان عامة خائفة ومنهكة. ووضع الضباط في الخدمة العسكرية الدائمة سيئ للغاية. ومظاهر برزت طوال الحرب، وفي مقدمتها استقالة ضباط في المستويات المتوسطة، من شأنها أن تتسع خلال وقف إطلاق النار. والضباط الكبار يسعون جاهدين من أجل إبقاء ضباط شبان في الخدمة، والادعاء الأساسي هو أنه ببساطة لن يكون هناك من يمكن أن يشعل مناصب هؤلاء الضباط. وهذا الواقع يعني، خاصة بعد آلاف الجرحى والقتلى في صفوف الجيش، أنه يتعين على الجيش أحيانا أن يتنازل عن نوعية ضباطه”.

ووفقا لهرئيل، فإن “هيئة الأركان العامة المقبلة ستبدأ عملها من خلال حيز عمل مقلص، في ظل حكومة منفلتة وهجومية وصدامية، في موازاة جمهور منهك إثر أعباء الخدمة العسكرية، وستضطر هيئة الأركان إلى التعامل مع قائمة مهمات طويلة للغاية، بدءا بإجراء تغييرات في بنية القوة العسكرية وحتى جهوزية الجيش لاشتعال الوضع مجددا في غزة وهجوما محتملا ضد المنشآت النووية الإيرانية”.

وأضاف أن ينتظر هيئة الأركان العامة المقبلة “جيش منهك وحسب، وبالرغم من أن نجاحاته العملياتية في السنة الأخيرة، فإنه لا يزال ينظر إلى نفسه كمن تعرض للضرب والضرر في ظل صدمة المجزرة (في 7 أكتوبر). وإذا لم يعين شخصا قويا بالقدر الكافي في رئاسة أركان الجيش، فإن ثمة خطرا بأن تتكرر قصة انهيار الشرطة، خلال ولاية بن غفير، في صفوف الجيش الإسرائيلي”.


المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *