كيف يجري فحص الفلسطينيين العائدين إلى شمالي غزة؟
بدأت عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة عبر آليات تفتيش متطورة تديرها شركات أمن أميركية ومصرية. يشمل التفتيش استخدام أنظمة مسح ضوئي متطورة عند نقاط التفتيش، تحت إشراف فريق أمني مشترك.
النازحون قسرًا يعودون إلى منازلهم شمالي غزة عبر شارع صلاح الدين (Getty Images)
في مشهد تاريخي يعكس صمود شعب تحت الحصار وفي وجه الإبادة، بدأ مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين، اليوم الإثنين، رحلة العودة إلى شمال قطاع غزة، الذي دُمّر بفعل حرب شنتها إسرائيل واستمرت لأكثر من 15 شهرًا.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وتوثق المشاهد القادمة من القطاع تدفق جموع غفيرة من الرجال والنساء والأطفال، وهم يسيرون بلا انقطاع على الأقدام، يحملون حقائبهم أو يجرّون عرباتهم، باتجاه الطريق الساحلي (شارع الرشيد) المؤدي إلى شمال غزة.
ويتنقل العائدون باستخدام وسائل النقل عبر شارع صلاح الدين، مرورًا بمحور “نيتساريم”، حيث أُقيمت نقاط تفتيش في منطقة وسط القطاع. وتعتمد هذه النقاط أنظمة مسح ضوئية متطورة لكشف الأسلحة أو المتفجرات داخل السيارات والمركبات.
يأتي ذلك في إطار إجراءات أمنية مشددة تم إقرارها ضمن الاتفاق بين إسرائيل وحماس؛ كيف تعمل آلية التفتيش؟
- تتم عمليات التفتيش بواسطة متعاقدين مصريين بالتعاون مع شركة أمن أميركية خاصة، دون وجود تقارير تؤكد وجود مواطنين أميركيين ميدانيًا.
- يدير نقاط التفتيش أفراد أمن مصريون يرتدون سترات سوداء مكتوب عليها “اللجنة المصرية القطرية”.
- يتواجد أيضًا أفراد أمن مصريون مسلحون يرتدون الزي الرسمي، ويتمركزون على مسافة من منطقة التفتيش الرئيسية.
- عند اقتراب المركبات من نقاط التفتيش، يُطلب من جميع الركاب النزول، بينما يظل السائق داخل السيارة، ويتجه بها نحو نقطة التفتيش، حيث يتم فحصها باستخدام جهاز مسح لكشف الأسلحة أو المتفجرات.
- أفاد شهود عيان بأن العملية تستغرق بضع دقائق لكل مركبة.
- تنتشر عناصر أمن تابعة لحركة حماس على جانبي الطرق المؤدية إلى منطقة التفتيش داخل محور “نيتساريم” للحفاظ على النظام، بينما تعمل وحدات هندسية مزودة بكلاب على تمشيط الطرق بحثًا عن ذخائر غير منفجرة.
الشركات المكلفة بتفتيش مركبات النازحين العائدين
وأفادت تقرير صحافية بأن شركتين أميركيتين وثالثة مصرية تتولى مهمة الفحص الأمني لمركبات النازحين الفلسطينيين العائدين إلى شمال قطاع غزة.
وبموجب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حماس” فإنه بإمكان النازحين المشاة العودة إلى شمال غزة بدون تفتيش عبر شارع الرشيد الساحلي، ولكن يتعين إجراء فحص أمني للمركبات في طريق عودتها إلى الشمال عبر من محور “نيتساريم” شارع صلاح الدين.
ولا يذكر الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 19 كانون الثاني/ يناير الجاري أسماء الشركات التي تم التوافق عليها ما بين إسرائيل وحماس ومصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية كشفت أسماء هذه الشركات.
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، فإن هذه الشركات هي: Safe Reach Solutions (SRS) وUG Solutions والشركة المصرية العربية للأمن والحراسة، وهي ممولة من وسطاء الصفقة التي توفر غالبية تمويلها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشركتين الأميركيتين “توظفان نحو 100 فرد مسلح، أغلبهم من الأميركيين، بما في ذلك بعض الناطقين بالعربية، وكثير منهم من قدامى المحاربين في وحدات النخبة أو عملاء سابقين في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية”.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق المحتلة هو من نسّق دخول الشركة الأميركية، بعد أن نفذت سابقًا نموذجا تجريبيا (Pilot) في إسرائيل.
وذكرت القناة أن أفراد الأمن الأميركيون أقاموا نقاط تفتيش وفحص، ونشروا في المعبر الخاص بالمركبات أجهزة مسح ضوئي وأجهزة كشف عن مواد معدنية (مغناطيسية).
وكشف مصدر مصري مطلع، الإثنين، عن أسباب اللجوء إلى اختيار الشركات الثلاث للعمل في قطاع غزة، موضحا أنه كانت هناك مقترحات بتولي قوات أجنبية، ومنها أميركية، هذا الأمر، وقال إن مصر تحفظت على هذه المقترحات ورفضتها بشدة.
ونوه المصدر المصري إلى أن “القاهرة لا ترغب في وجود قوات مصرية لهذا الغرض أو أي أغراض أخرى في غزة حتى لا تضطر لأشياء لا ترغبها في مواجهة أي تطورات غير محمودة، خصوصًا من الجانب الإسرائيلي”.
وأوضح المصدر أنه “كان الاقتراح الأنسب والأفضل أن تتولى الأمر شركات خاصة مصرية وأميركية، لأن تلك الشركات حتى وإن كانت تعمل في مجال الأمن، ويحمل أفرادها السلاح، فإنها في النهاية شركات مدنية، ويسهل إنهاء عقدها في أي وقت بعكس القوات الرسمية”.
Safe Reach Solutions (SRS)
تقول الشركة الأميركية على موقعها: “يجلب فريق SRS خبرة متنوعة من العمل في مناطق الأزمات والحرب، مما يمنحنا فهمًا عميقًا للعمليات المعقدة. من خلال إقران هذه الخبرة بحلول مخصصة تركز على العملاء، ونضمن نجاح المهام حتى في أكثر البيئات تحديًا”.
وأشارت إلى أنها متخصصة في “التخطيط والخدمات اللوجستية والمساعدات الحيوية في أكثر بيئات العالم تعقيدًا”، وقال إنها “توفر الخبرة في التخطيط والخدمات اللوجستية والإستراتيجية للمؤسسات العاملة في أكثر بيئات العالم تعقيدًا”.
وتشمل خدمات الشركة، بحسب ما جاء في موقعها على الإنترنت: “النقل الآمن حيث توفر فرقنا ذات الخبرة وسائل نقل آمنة وموثوقة لحماية الموارد من المخاطر، وضمان وصول الإمدادات الحيوية سليمة، وفي الوقت المحدد”.
كما تقدم الشركة خدمات “التنسيق على الأرض، حيث نتعاون مع المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة والمنظمات لضمان التنفيذ والتسليم السلس، وتعزيز الثقة وتعظيم التأثير. ننظر إلى المجتمعات المحلية كشركاء، ونبحث عن طرق لبناء الروابط والتأثير”، وفق ذات المصدر.
UG Solutions
لا توفر الشركة أي معلومات عن المسؤولين عنها في حين أن المعلومات عن نشاطاتها شحيحة حتى على موقعها الإلكتروني. وتقول عن نفسها: “حلول عالمية متقدمة، موهبة متفوقة مقترنة بأفضل إدارة للبرامج والتكنولوجيا في الصناعة” دون مزيد من التفاصيل.
الشركة المصرية العربية للأمن والحراسة
لا تتوفر معلومات عن المسؤولين عن الشركة المصرية العربية للأمن والحراسة؛ لكنها تقول عبر حسابها على فيسبوك: “تهدف الشركة المصرية العربية للأمن والحراسة لأن تقدم الخدمات المميزة لعملائها، وذلك بواسطة فريق من المحترفين في هذا المجال منذ أكثر من 18 عاما”.
وبحسب الشركة، فإن فريقها يسعى إلى “تقديم حلول مبتكرة للوصول إلى أعلى مستوى من درجات الأمان عن طريق الأنظمة الأمنية اليدوية والإلكترونية ذات الكفاءة العالية”، وأضافت أنها “تعتمد الشركة على العنصر البشري المؤهل في المقام الأول”.
المصدر: عرب 48