وفد روسيّ رفيع المستوى في سورية لأول مرة منذ سقوط بشار الأسد
![](https://khaleejeyes.com/wp-content/uploads/2025/01/20250128035104.png)
تسعى روسيا الآن لضمان مصير قاعدتها البحرية في طرطوس، وقاعدتها الجوية في حميميم في سورية، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق، في ظل السلطات السورية الجديدة.
قرب مستودع أسلحة للنظام المخلوع في حمص (توضيحية – Getty Images)
وصل مسؤولان روسيان كبيران إلى العاصمة السورية، اليوم الثلاثاء، لأول مرة منذ سقوط حليف الكرملين، رئيس النظام المخلوع بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر، في ظل سعي موسكو للاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين الرئيسيتين في سورية.
وذكرت وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان “ريا نوفوستي” و”تاس”، أن نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتيف، موجودان في سورية على رأس وفد.
وذكرت قناة “آر تي العربية” الإخبارية الروسية أن الوفد الروسي سيلتقي القائد العام للإدارة السورية أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني.
وعقب هجوم خاطف، تمكّن تحالف من المقاتلين المعارضين تهيمن عليه “هيئة تحرير الشام” بقيادة أحمد الشرع، في 8 كانون الأول/ ديسمبر، من الإطاحة ببشار الأسد الذي فرّ إلى روسيا مع عائلته.
وشكّل رحيله انتكاسة لموسكو التي كانت، إلى جانب إيران، الداعم الرئيسي لبشار الأسد، وكانت تتدخل عسكريا في سورية منذ العام 2015.
وتسعى روسيا الآن لضمان مصير قاعدتها البحرية في طرطوس، وقاعدتها الجوية في حميميم في سورية، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفييتي السابق، في ظل السلطات السورية الجديدة.
ويكتسب الموقعان أهمية كبرى لموسكو، للحفاظ على نفوذها في الشرق الأوسط وحوض البحر الأبيض المتوسط، وحتى إفريقيا.
ويقول مراقبون إن موسكو قد تُضطر إلى إعادة تنظيم وجودها بالكامل في المنطقة والانكفاء نحو معاقل أخرى، مثل ليبيا حيث دعم مرتزقة روس المشير خليفة حفتر.
مع ذلك، اعتمد الزعيم السوري الجديد أحمد الشرع في نهاية كانون الأول/ ديسمبر، نبرة تصالحية إلى حد ما، إذ رحب بـ”المصالح الإستراتيجية العميقة” بين سورية وروسيا، معربا عن رغبته في إعادة بناء العلاقة مع موسكو.
وقال الشرع في كانون الأول/ ديسمبر خلال مقابلة، إن “هناك مصالح إستراتيجية عميقة بين روسيا وسورية. السلاح السوري كله روسي وكثير من محطات الطاقة تدار بخبرات روسية”.
وأضاف “لا نريد أن تخرج روسيا من سورية، بالشكل الذي يهواه البعض”.
وفي منتصف كانون الأول/ ديسمبر، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن سقوط بشار الأسد، ليس “هزيمة”، معلنا أن موسكو حققت هدفها بمنع البلاد من أن تصبح “جيبا إرهابيا”.
وتعرضت روسيا لانتقادات شديدة بسبب تدخلها العسكري في سورية منذ العام 2015 لإنقاذ بشار الأسد. وشاركت موسكو في عمليات القمع الدامية للمعارضين، ولا سيما من خلال تنفيذ ضربات جوية مدمرة.
من جانبها، تعتزم أوكرانيا التي تخوض صراعا مسلحا مع موسكو، أن تضغط على روسيا لمنعها من البقاء في سورية.
وفي أواخر كانون الأول/ ديسمبر، التقى وزير الخارجية الأوكراني، أندري سيبيغا، أحمد الشرع، خلال زيارة غير معلنة لدمشق.
ودعا سيبيغا بعد ذلك إلى “القضاء” على الوجود الروسي في سورية، مؤكدا أن هذا من شأنه أن يساهم “في الاستقرار ليس فقط على صعيد الدولة السورية، بل وأيضا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بأكملها”.
وقطعت أوكرانيا علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق في العام 2022، بعد اعتراف سورية بضم شبه جزيرة القرم، وهي شبه جزيرة أوكرانية سيطرت عليها موسكو في عام 2014.
ومنذ فرار بشار الأسد، وعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالمساعدة في إعادة بناء سورية، وأرسلت أوكرانيا، وهي دولة زراعية كبيرة، أول شحنة من المساعدات الغذائية ضمت 500 طن من دقيق القمح.
المصدر: عرب 48