في خطوة هي الأكبر منذ بدء الحرب في شباط/ فبراير 2022، الجيش الأميركي ينقل صواريخ “باتريوت” المخزنة في إسرائيل إلى أوكرانيا لتعزيز دفاعها الجوي من الهجمات الروسية؛ تل أبيب تحاول تبرير موقفها لموسكو.
بطارية “باتريوت” في قاعدة عسكرية إسرائيلية (Getty Images)
نقل الجيش الأميركي عشرات الصواريخ الاعتراضية من نظام الدفاع الجوي “باتريوت”، من إسرائيل إلى بولندا، تمهيدًا لإرسالها إلى أوكرانيا، في ما يُعدّ أكبر عملية نقل أسلحة مرتبطة بإسرائيل إلى أوكرانيا منذ اندلاع الحرب الروسية عليها في شباط/ فبراير 2022.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
جاء ذلك بحسب ما نقل موقع “واللا” الإخباري، مساء الثلاثاء، عن ثلاثة مصادر وصفها بـ”المطلعة”، وقال إن عملية الشحن تمت خلال الأسبوع الجاري، وتهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي الأوكراني في مواجهة الهجمات الصاروخية الروسية المتزايدة.
وعلق مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على التقرير قائلا إن إسرائيل أعادت منظومة دفاع جوي واحدة من نوع “باتريوت” إلى الولايات المتحدة بناءً على طلبها، “دون معرفة بأن هذه الأنظمة ستُنقل إلى أوكرانيا”. من جانبه، رفض البنتاغون التعليق على التقرير.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد أعلن رسميًا في نيسان/ أبريل الماضي عن إخراج منظومة “باتريوت” من الخدمة التشغيلية بعد أكثر من 30 عامًا من استخدامها. وقد مُنحت هذه المنظومة لإسرائيل خلال حرب الخليج الأولى للدفاع ضد صواريخ أُطلقت من العراق.
ومع تطوير إسرائيل لمنظومات دفاعها الجوي الخاصة، مثل “حيتس” و”مقلاع داود” و”القبة الحديدية”، تراجعت أهمية “باتريوت” بالنسبة للجيش الإسرائيلي، وأصبحت تستخدم في السنوات الأخيرة للتدريب، أو تُخزن في منشآت عسكرية جنوبي إسرائيل.
وذكرت المصادر أن أوكرانيا تواصلت مع الولايات المتحدة وإسرائيل بعد إعلان الجيش الإسرائيلي إخراج المنظومة من الخدمة، واقترحت أن تُعاد المنظومات إلى الولايات المتحدة لتُعاد تأهيلها قبل نقلها إلى أوكرانيا.
لكن إسرائيل ترددت لأشهر في الموافقة على الطلب الأوكراني، خوفًا من رد فعل روسي يتمثل في تزويد إيران بأسلحة متطورة، وفقًا للمصادر. وفي أواخر أيلول/ سبتمبر الماضي، وافق نتنياهو على إعادة منظومات “باتريوت” إلى الولايات المتحدة، مما مهد الطريق لنقلها إلى أوكرانيا، بحسب مسؤول إسرائيلي.
وأوضح مسؤول أوكراني أن الموافقة جاءت بعد أسابيع من رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحدث مع نتنياهو هاتفيًا، حيث كان الأخير يسعى للحصول على موافقة زيلينسكي على السماح للإسرائيليين بأداء طقوس الحج في مدينة أومان بأوكرانيا خلال الأعياد اليهودية.
وبعد موافقة نتنياهو على نقل المنظومات، سمح زيلينسكي بدخول الحجاج الإسرائيليين، وفقًا للمسؤول الأوكراني. من جهته، نفى مكتب نتنياهو أي صلة بين إعادة منظومة “باتريوت” والسماح بالحج اليهودي للإسرائيليين إلى أومان، وقال إن ذلك تم بناءً على طلب أميركي.
وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن إسرائيل أبلغت روسيا مسبقًا بالخطوة، مشددة على أن الأمر يتعلق بإعادة منظومة الدفاع الجوي إلى الولايات المتحدة، وليس تقديم أسلحة لأوكرانيا. وأضاف أن إسرائيل شرحت لروسيا أن هذه الخطوة مشابهة لما قامت به الولايات المتحدة سابقًا عندما نقلت ذخائر مدفعية من مخازن الطوارئ الأميركية في إسرائيل إلى أوكرانيا.
وخلال الأيام الأخيرة، هبطت طائرات شحن أميركية من طراز C-17، قادمة من قاعدة رامشتاين في ألمانيا، في قاعدة “حتسريم” في النقب، قبل أن تتجه إلى مدينة ريزشوف في شرق بولندا، التي تُستخدم كنقطة عبور رئيسية لشحنات الأسلحة الموجهة إلى أوكرانيا.
ووفقًا للمصادر، شملت الشحنة نحو 90 صاروخًا اعتراضيًا يمكن استخدامها مع منظومات الدفاع الجوي “باتريوت” الحالية في أوكرانيا، بينما سيتم إرسال بقية المعدات، مثل الرادارات والتجهيزات الأخرى، إلى الولايات المتحدة لتأهيلها لاحقًا.
وفي سياق متصل، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع نتنياهو. وأوضح زيلينسكي في تغريدة أنهما ناقشا قضية إطلاق الأسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بالإضافة إلى التنسيق مع الشركاء، خصوصًا واشنطن وإدارة ترامب.
وشدد زيلينسكي أيضًا على أهمية تعزيز العلاقات بين أوكرانيا وإسرائيل، مع الاتفاق على استمرار التواصل الوثيق في الفترة المقبلة.
المصدر: عرب 48
