اجتماع القاهرة رفض تهجير الفلسطينيين والتمسك
خديجة حمودة ـ وكالات
أكد الاجتماع السداسي العربي في القاهرة رفضه التام لفكرة تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم «تحت أي ظرف من الظروف».
وشدد الاجتماع السداسي العربي التشاوري، في بيان مشترك صدر في ختام أعماله أمس، على دعم الجهود المبذولة لضمان تنفيذ اتفاق غزة بكامل مراحله وبنوده، وأعرب عن التطلع «للعمل مع إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب لتحقيق السلام العادل وفق حل الدولتين»، داعيا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى بدء التنفيذ لـ «حل الدولتين».
وشارك في الاجتماع السداسي رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ووزراء خارجية: المملكة العربية السعودية صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان، ومصر بدر عبدالعاطي، والأردن أيمن الصفدي، وممثل لدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابوالغيط.
وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس) إن البيان الختامي للاجتماع السداسي رحب بالتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن والمحتجزين، واشاد بالجهود التي قامت بها مصر وقطر في هذا الصدد، واكد على الدور المهم والمقدر للولايات المتحدة في انجاز هذا الاتفاق، معربا عن التطلع للعمل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وفقا لـ «حل الدولتين».
واكد البيان دعم الجهود المبذولة من قبل مصر وقطر والولايات المتحدة، لضمان تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار في غزة بكامل مراحله وبنوده، وصولا للتهدئة الكاملة، بما يضمن وصول الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية بشكل ملائم وآمن.
كما شدد على ضرورة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة والرفض التام لأي محاولات لتقسيم القطاع، والعمل على تمكين السلطة الفلسطينية لتولي مهامها في قطاع غزة باعتباره جزءا من الأرض الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبما يسمح للمجتمع الدولي بمعالجة الكارثة الإنسانية التي تعرض لها القطاع بسبب العدوان الإسرائيلي.
وناشد البيان المجتمع الدولي، لاسيما القوى الدولية والإقليمية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من أجل بدء التنفيذ الفعلي لحل الدولتين، بما يضمن معالجة جذور التوتر في الشرق الأوسط، لاسيما من خلال التوصل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك تجسيد الدولة الفلسطينية على كامل ترابها الوطني وفي سياق وحدة قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وخطوط الرابع من يونيو لعام 1967.
في هذا الإطار، أكد البيان دعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ «حل الدولتين» والمشاركة الفاعلة في المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين برئاسة المملكة العربية السعودية وفرنسا، والمقرر عقده في يونيو 2025.
واكد البيان المشترك على الدور المحوري الذي لا يمكن الاستغناء عنه وغير القابل للاستبدال لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، والرفض القاطع لأي محاولات لتجاوزها أو تحجيم دورها، مشددا على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي للتخطيط وتنفيذ عملية شاملة لإعادة الإعمار في غزة بأسرع وقت ممكن، وبشكل يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، خاصة في ضوء ما أظهره الشعب الفلسطيني من صمود وتشبث كامل بأرضه، وبما يسهم في تحسين الحياة اليومية لسكان غزة على أرضهم، ويعالج مشكلات النزوح الداخلي، وحتى الانتهاء من عملية إعادة الإعمار.
واعرب البيان ايضا عن استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقا للقانون الدولي، وتأكيد رفض المساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضم الأرض، أو عن طريق إخلاء تلك الأرض من أصحابها من خلال التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات، بما يهدد الاستقرار وينذر بمزيد من امتداد الصراع إلى المنطقة، ويقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
ورحب باعتزام مصر بالتعاون مع الأمم المتحدة، استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة، وذلك في التوقيت الملائم، ومناشدة المجتمع الدولي والمانحين للإسهام في هذا الجهد.
إتمام رابع عملية تبادل
توازيا، أطلقت إسرائيل سراح 183 معتقلا فلسطينيا، فيما أفرجت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» عن ثلاثة محتجزين في غزة، وذلك في رابع عملية تبادل تجري بين الجانبين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع والذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، حيث وصلت ثلاث حافلات تقل معتقلين فلسطينيين، أطلق سراحهم في إسرائيل، إلى خان يونس في جنوب قطاع غزة السبت، في رابع عملية تبادل.
واستقبل الفلسطينيون بالفرح والتهليل الحافلات التي أقلت المعتقلين المحررين.
وذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير ومكتب إعلام الأسرى التابع لحركة «حماس» ان القوائم التي سلمها قائمة الاسرى المطلق سراحهم، تتضمن: 111 من قطاع غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر 2023، و18 أسيرا من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، و54 من أصحاب الأحكام العالية.
ونقل عدد من الأسرى الذين أفرج عنهم إلى المستشفيات بسبب أوضاعهم الصحية فيما نقل آخرون إلى العيادات لإجراء فحوصات طبية.
من جهتها، سلمت حركة «حماس» ثلاثة أسرى للاحتلال الإسرائيلي عبر الصليب الأحمر الدولي أحدهم يحمل الجنسية الأميركية.
وأقيمت منصة في ميناء الصيادين في غزة لتسليم كيث سيغل، ورفرفت حول المكان أعلام «حماس» الخضراء، واختلط صوت أمواج البحر مع الأناشيد الوطنية التي كانت تصدح من مكبرات الصوت.
وقبيل ذلك بقليل، سلمت «حماس» المحتجزين الإسرائيليين ياردين بيباس وعوفر كالديرون (الذي يحمل الجنسية الفرنسية ايضا) في مراسم أخرى سريعة ومنظمة جرت في مدينة خان يونس التي دمرتها الحرب في جنوب غزة، بعد عرضهما على منصة أخرى.
وارتدى سيغل البالغ من العمر 65 عاما، ملابس رياضية سوداء وقبعة رمادية داكنة وقام بالتلويح لعدد من الفلسطينيين الذين تجمعوا في المكان.
وعلى المنصة ذاتها، رفعت صور قادة حركة حماس الذين قتلوا في الحرب، وبينهم محمد ضيف، قائد كتائب القسام الذي أكدت الحركة مساء الخميس الفائت أنه قتل إلى جانب أربعة آخرين من كبار قادتها، وكانت إسرائيل أعلنت قتله في أغسطس 2024. وطالبت إسرائيل الوسطاء الذين رعوا اتفاق وقف إطلاق النار بمعلومات بشأن زوجة بيباس وطفليه، بحسب ما صرح منسق شؤون الرهائن الإسرائيليين غال هيرش في بيان.
إعادة فتح معبر رفح
في الغضون، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ «حماس» في غزة أن 50 مريضا غالبيتهم أطفال ومرافقيهم غادروا قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، الذي فتح أمس للمرة الأولى منذ مايو الماضي.
وأعيد فتح المعبر استثنائيا للحالات الإنسانية والطبية الطارئة بناء على اتفاق وقف إطلاق النار بين «حماس» وإسرائيل.
وقال المدير العام لوزارة الصحة في غزة الطبيب محمد زقوت ان الدفعة الأولى من المرضى التي «وافقت عليها إسرائيل» وصلت مصر.
«الصليب الأحمر» رداً على اتهامها بالتقصير: دورنا حيادي
دافعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن نفسها، إزاء اتهامها بعدم زيارة المعتقلين الفلسطينيين في إسرائيل وعدم تقديم المساعدة الكافية للرهائن المحتجزين في قطاع غزة.
وشددت المنظمة على حيادها، وأوضحت في موقف علني نادر حدود دورها، قائلة في بيان أمس إن «تصعيد العنف في إسرائيل وغزة والضفة الغربية ترافق مع مزايدات في الخطاب الذي يحط من إنسانية الأشخاص والمعلومات المضللة أو الكاذبة حول اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعملنا في النزاع الحالي». لكن عمليات نقل الرهائن تثير انتقادات لطريقة ترتيبها التي تحولت الخميس الفائت إلى فوضى عارمة وسط حشود غفيرة وانتشار كثيف لمقاتلي حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الفلسطينيتين.
لكن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لفتت في بيانها إلى أن نجاح عمليات التبادل المماثلة يقوم على «السلامة»، وأن «التدخل لدى عناصر أمن مسلحين قد يعرض للخطر سلامة موظفي اللجنة، والأهم من ذلك سلامة الرهائن».
في المقابل، تواجه اللجنة الدولية للصليب الأحمر كذلك اتهامات لاسيما على شبكات التواصل الاجتماعي، بعدم الضغط على إسرائيل من أجل أن تسمح لها مجددا بزيارة معتقلين فلسطينيين، وبعدم تقديم المساعدة للجرحى في قطاع غزة. وردا على ذلك، أوضحت المنظمة أن زيارة المعتقلين الفلسطينيين تبقى «أولوية».