بريطانيا: ينبغي تمكين الغزيين من إعادة البناء وينبغي لنا أن نكون معهم في مسار الإعمار نحو حلّ الدولتين”* فرنسا: مقترحات ترامب بأنها “تهدد الاستقرار وعملية السلام”* ألمانيا: التهجير “غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي”
توزيع مواد غذائية في خانيونس، اليوم (Getty Images)
أكدت الدول الأوروبية الكبرى، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، اليوم الأربعاء، رفضها القاطع لخطة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي تقضي بتهجير سكان قطاع غزة والسيطرة عليه، وأعلن عنها خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الليلة الماضية.
وشدد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، على ضرورة تمكين الفلسطينيين من “العودة إلى ديارهم” في غزة. وقال خلال الإحاطة الأسبوعية في البرلمان، إنه “ينبغي تمكينهم من العودة إلى ديارهم. ينبغي تمكينهم من إعادة البناء، وينبغي لنا أن نكون معهم في مسار الإعمار نحو حلّ الدولتين”.
وقبل ذلك، قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، خلال زيارة لكييف، إنه “يجب أن نرى الفلسطينيين قادرين على العيش، وأن ينعموا بالازدهار في أراضيهم، في غزة والضفة الغربية”. وأضاف أن “دونالد ترامب على حق” بشأن أمر واحد وهو أن “غزة مهدّمة”.
وطرح ترامب الثلاثاء فكرة “سيطرة” الولايات المتحدة على غزة المدمّرة من جرّاء الحرب، مقترحا مجدّدا نقل الغزّيين إلى مصر والأردن، بالرغم من معارضة الفلسطينيين أنفسهم والبلدين هذه الفكرة.
من جانبها، وصفت الناطقة باسم الحكومة الفرنسية، صوفي بريما، مقترحات ترامب بأنها “تهدد الاستقرار وعملية السلام”. وأكدت في ختام جلسة لمجلس الوزراء على أن “فرنسا تعارض تماما تهجير السكان”.
وقالت “نحن متمسكون بسياستنا وهي: عدم تهجير السكان والسعي إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى عملية سلام وإلى حل الدولتين”.
وأيّدت وزارة الخارجية الفرنسية هذا الموقف مؤكدة أنه “يجب أن ننظر إلى مستقبل غزة ليس من منظور سيطرة دولة ثالثة، بل في إطار دولة فلسطينية مستقبلية، تحت رعاية السلطة الفلسطينية”، مشددة على معارضة فرنسا “لأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة”.
وأضافت الخارجية الفرنسية أن خطة ترامب “ستشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي” و”عقبة رئيسية أمام حل الدولتين”، لكنه أيضا “عامل زعزعة استقرار كبير لشركائنا المقربين مصر والأردن”.
وأكدت الخارجية أن “فرنسا ستواصل التعبير عن معارضتها للاستيطان الذي يتعارض مع القانون الدولي، وأي رغبة في ضم الضفة الغربية بشكل أحادي الجانب”.
وردّا على تصريحات ترامب أيضا، أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إن قطاع غزة “ملك للفلسطينيين”، وينبغي أن يكون “كما الضفّة الغربية والقدس الشرقية” جزءا من “الدولة الفلسطينية مستقبلا”.
وصرّحت بيربوك في بيان أن “السكان المدنيين في غزة ينبغي ألا يطردوا وينبغي ألا تخضع غزة لاحتلال دائم أو للاستيطان من جديد”.
وأضافت أنّ التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة “غير مقبول، ويتعارض مع القانون الدولي”، مؤكدة أنّه “سيؤدي أيضا إلى معاناة جديدة وأحقاد جديدة”.
وفيما أشارت إلى أنّ “من الواضح أنّ غزة، مثل الضفة الغربية والقدس الشرقية، ملك للفلسطينيين”، أضافت أنّ هذه المناطق الثلاث “تشكّل أساسا لدولة فلسطينية مستقبلا”.
وقالت بيربوك إن حجم الدمار في غزة كان “صادما”، مضيفة “إننا جميعا متفقون على أنه يجب إعادة بناء غزة في أسرع وقت ممكن”.
ولتحقيق هذه الغاية، أشارت نيابة عن الأوروبيين، إلى أنه “(مستعدون) للقيام بدورنا بالتعاون مع الولايات المتحدة وشركائنا في المنطقة”.
وأكدت أنّ سكان غزة يحتاجون إلى “آفاق سياسية” و”المساعدة من أجل مستقبل على أرضهم”، واعتبرت أنه “يجب ألا تلعب حماس أي دور بعد الآن” في القطاع.
المصدر: عرب 48
