لم نُكلَّف بإعداد خطة بشأن غزة
أكدت مصادر دفاعية أميركية أن الجيش لم يتلقَّ أي توجيهات لإعداد خطة لدخول غزة أو نشر قوات فيها، رغم إعلان الرئيس دونالد ترامب عزمه الاستيلاء على القطاع وتهجير سكانه.
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن قيادة المنطقة الوسطى التابعة للجيش الأميركي (سنتكوم) لم تعد خططا بشأن دخول غزة أو نشر قوات في القطاع، في ظل إعلان الرئيس دونالد ترامب، عزمه الاستيلاء على القطاع الفلسطيني.
تغطية متواصلة على قناة موقع “عرب 48” في “تليغرام”
وبحسب ما نقلته الصحيفة عن مسؤولين دفاعيين أميركيين، مساء الأربعاء، لم يتم تقديم طلب رسمي إلى هيئة الأركان المشتركة الأميركية لإعداد خطة من هذا النوع. وأشار المسؤولون إلى أنهم علموا بهذا الاقتراح لأول مرة من خلال تصريحات ترامب العلنية، فجر الأربعاء.
وقال المسؤولون “لا أحد يعرف ما الذي يحدث”.
وفجر الأربعاء، كشف ترامب خلال مؤتمر صحافي جمعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، عزمه الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، ما أثار ردود فعل إقليمية ودولية واسعة.
ولم يستبعد ترامب إمكانية نشر قوات أميركية لدعم إعادة إعمار غزة، متوقعا أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني، مكررا دعوته لتهجير الفلسطينيين “بشكل دائم” إلى دولة ثالثة، داعيا الدول العربية إلى “التعاون” بهذا الملف.
ودافع كبار مساعدي ترامب عن اقتراحه بأن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة، وتعيد تطويره بعد تهجير الفلسطينيين وإعادة توطينهم في أماكن أخرى، لكنهم تراجعوا عن بعض ما جاء في المقترح في مواجهة تنديد دولي.
وأثارت هذه الخطوة الصادمة تنديدات من القوى الدولية بما في ذلك روسيا والصين وألمانيا التي قالت إنها ستجلب “معاناة جديدة وكراهية جديدة”. كما رفضت السعودية الاقتراح رفضا قاطعا، بالإضافة إلى مصر والأردن وقطر.
وبعد أسبوعين من توليه منصبه ضرب ترامب عرض الحائط بسياسة أميركية متبعة منذ عقود عبر الإدلاء بتعليقات غامضة قال خلالها إنه يتطلع إلى تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”
وأشادت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، الأربعاء، بمقترح ترامب ووصفته بأنه “تاريخي” و”خارج الصندوق”، لكنها أوضحت أن الرئيس لم يتعهد بإرسال قوات أميركية إلى قطاع غزة. ومع ذلك رفضت استبعاد ذلك الاحتمال.
وفي الوقت نفسه تراجعت ليفيت عن تعليق ترامب بأن سكان غزة بحاجة إلى إعادة توطين دائم في الدول المجاورة، قائلة إنه يتعين “إعادة توطينهم مؤقتا” خلال عملية إعادة الإعمار.
وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إن العرض هو أن يغادر سكان غزة المنطقة لفترة “مؤقتة” خلال إعادة الإعمار وإزالة الركام.
ولم يتضح بعد ما إذا كان ترامب سيمضي قدما بالفعل في تلك الخطة أم أنه يتخذ مواقف متطرفة كإستراتيجية للمساومة كما فعل في قضايا أخرى سابقا.
وشدد خبراء على أن الإجراءات المقترحة قد تنتهك القانون الدولي. ووصف آخرون أفكاره بأنها غير قابلة للتطبيق. وقال مدافعون عن حقوق الإنسان إنها ترقى إلى التطهير العرقي.
وفي مؤتمر صحفي في غواتيمالا سيتي، قال روبيو، الذي حاول فيما يبدو الرد على موجة الانتقادات الدولية، إن العرض لم يكن خطوة عدائية، بل خطوة فريدة من نوعها تشير إلى “استعداد الولايات المتحدة لتحمل المسؤولية عن إعادة إعمار تلك المنطقة”.
وقالت ليفيت إن دافعي الضرائب الأميركيين لن يتحملوا التكلفة وإن ترامب سيعقد صفقة مع شركاء إقليميين. ولم يقدم ترامب أي تفاصيل حين أعلن عن اقتراحه أثناء استقباله لنتنياهو. وقال إنه وفريقه يناقشون الاحتمال مع الأردن ومصر ودول إقليمية أخرى.
المصدر: عرب 48