Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

سموتريتش ودفن فكرة الدولة الفلسطينيّة بشكل نهائيّ

قد يبدو ما يطرحه الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، ضربًا من الخيال أو يفهم كضغط تكتيكيّ لفرض التنازلات في سياق حملة إعلاميّة محسوبة لدفع الخصوم نحو موقف دفاعيّ، ممّا يجعل المشاريع غير القابلة للنقاش تبدو كخيارات مطروحة. ومع ذلك، فإنّ ما طرحه ترامب هو فكر خطير وكارثيّ.

وعليه، تكمن خطورة طرح ترامب في أنّه يمثّل تجسيدًا حقيقيًّا للتمازج بين فكر الصهيونيّة المسيحيّة العقائديّة الشعبويّة والصهيونيّة الدينيّة اليهوديّة، بفكر أقصى غلاتها وفاشيّتها كما عبّر عنه صاحب إستراتيجيّة حسم الصراع، وزير الماليّة بتسلئيل سموتريتش، في سياق دعمه لاقتراح ترامب بقوله: "خطّة الرئيس ترامب لتهجير أهل غزّة هي الجواب الحقيقيّ لما حدث في السابع من أكتوبر. من قام بأفظع مذبحة على أرضنا سيجد نفسه يفقد أرضه إلى الأبد. الآن سنعمل على دفن فكرة الدولة الفلسطينيّة بشكل نهائيّ. عندما قرّرت البقاء في الحكومة، على الرغم من معارضتي لصفقة التبادل، شرحت أنّني اقتنعت بالتزام رئيس الحكومة نتنياهو العميق، ومعه وزير الدفاع وبقيّة زملائي في الحكومة، بالنصر الكامل وتدمير حماس. فعلت ذلك بناء على معرفتي القريبة بالتحرّكات خلف الكواليس في الأشهر الأخيرة، وعلى أساس الشراكة في صياغة خططنا لاستمرار المعركة على جميع الجبهات. وصدّقوني، هذه مجرّد البداية. آمل أن يدرك شعب إسرائيل اليوم بشكل أفضل مدى أهمّيّة الحفاظ على حكومة اليمين وعدم تقويضها".

تكمن خطورة ما يطرحه ترامب في كونه مخطّطًا صهيونيًّا إسرائيليًّا مدبّرًا كان أحد أهداف الحرب المستمرّة، وسبق أن طرح في عام 1970، زمن عنفوان الثورة الفلسطينيّة وتهديدها بإسقاط النظام الهاشميّ في الأردنّ، وتثوير شعوب المنطقة العربيّة كرافد لفكر القوميّة العربيّة بقيادة الراحل جمال عبد الناصر.

وهو الأمر الّذي استدعى في حينه الولايات المتّحدة، ممثّلة في وزير خارجيّتها آنذاك هنري كيسنجر، إلى قيادة ضربها على جبهتين: الأردنّ، إذ قاد الملك حسين المعارك ضدّ الثورة الفلسطينيّة حتّى تمكّن من تصفيتها وطردها بعد مجزرة أيلول الأسود إلى لبنان؛ وعلى جبهة غزّة، حيث كانت المقاومة الفلسطينيّة في أوجها بقيادة محمّد الأسود الملقّب بـ"جيفارا غزّة".

ومع استشهاده ورفاقه في عام 1973، تعرّضت المقاومة أيضًا لضربة كبيرة في غزّة. ومع ذلك، فشل مشروع تهجير أهل غزّة، وبقيت غزّة الّتي كان يحلم رئيس الحكومة الإسرائيليّة يتسحاق رابين أن يستيقظ ذات يوم، وقد ابتلعها البحر.

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *