Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

إنذار ترامب وتهديدات نتنياهو وغدٌ ناظره قريب

بغضّ النظر عمّا سينتهي إليه إنذار ترامب وتهديده بفتح أبواب الجحيم على غزّة، إذا لم تقم حماس بإعادة جميع الأسرى الإسرائيليّين حتّى ظهيرة يوم السبت، فإنّه سيوفّر بدون شكّ الغطاء الضروريّ لمناورات نتنياهو في التنصّل من المرحلة الثانية من الاتّفاق، والّتي تضمن وقف الحرب والانسحاب الإسرائيليّ الكامل من قطاع غزّة، عبر محاولة تمديد المرحلة الأولى وإخراج أكبر عدد من الأسرى الأحياء من خلالها قبل تجديد القتال، متجاهلًا رأي أجهزته الأمنيّة بأنّ الحرب وصلت إلى طريق مسدود.

ترامب هو من ورط نتنياهو بهذا الاتّفاق الّذي وضع حكومته على كفّ عفريت، وهو الوحيد القادر على إنقاذه، وهو من أنعش ائتلافه بتصريحاته حول السيطرة على غزّة وتحويلها إلى "ريفييرا" الشرق الأوسط بعد تهجير سكّانها الفلسطينيّين، والّتي داعبت مشاعر اليمين الاستيطانيّ، وتقاطعت مع برامجه والمنسجمة مع عمليّات التدمير والتهجير الواسعة الّتي يقوم بها الجيش الإسرائيليّ في الضفّة الغربيّة تمهيدًا لضمّها.

بعدها جاء التهديد بفتح أبواب الجحيم على غزّة، ليس فقط لتكريس مقولة ترامب بأنّها غير قابلة للحياة وتسويغ تهجير أهلها، بل ربّما لتنفيذ التهجير تحت النار أو تحت التهديد بنار الجحيم الّذي يتوعّد به ترامب، لإثبات بأنّ الأخير يقرن أقواله بالأفعال أو بالتهديدات الّتي من شأنه أن تعطي حكومة نتنياهو جرعة من التنفّس الاصطناعيّ، ريثما يجد الطريق المناسب للتخلّص من المرحلة الثانية لصفقة التبادل، فيحافظ على سموترتش، ويعيد بن غفير، ويضمن استقرار حكومته.

وكما أنّ هناك من يرتّب تصريحات وتهديدات ترامب "العشوائيّة" ضمن استراتيجيّة سياسيّة دوليّة منسّقة، فإنّ القضيّة الفلسطينيّة والمخطّطات الّتي تحاك حولها تحظى بالكم الأكبر من الاهتمام لدى المساعدين والمستشارين وغيرهم من صانعي السياسة الأميركيّة "الترامبيّة" إن جاز التعبير، ونحن نذكر خطط كوشنير ضدّ "الأونروا" وتصريحه من العام الفائت خلال محاضرة له في جامعة هارفارد حول تهجير سكّان غزّة.

خبير أميركيّ قال في هذا السياق إنّ الكثيرين، في حينه، لم يعتقدوا أنّ الرئيس دونالد ريغن يمتلك استراتيجيّة منسّقة حتّى جاء "تشارنز كراوتهمر" وقام بتعريفها وإعطائها اسمًا، في مقال نشرته جريدة التايمز عام 1985.

نائب مدير المعهد اليهوديّ للأمن القوميّ في أميركا قال في مقابلة مع صحيفة "معاريف"، إنّ هناك علاقة بين اقتراح تهجير غزّة وبين محادثات التطبيع مع السعوديّة، مشيرًا إلى أنّ الإنجاز الكبير الّذي حقّقه ترامب خلال فترة رئاسته الأولى – "اتّفاقات أبرهام" لم تحظ بالبحث من قبل مراكز الدراسات ولا بمؤتمرات أكاديميّة، بل تمّت بصمت وتواضع، وبعيدًا عن أعين الجمهور.

إلّا أنّه كما هو معروف، فإنّ "اتّفاقات أبراهام" الّتي توقّفت عند السعوديّة؛ لأنّها اصطدمت مرّة أخرى بالقضيّة الفلسطينيّة الّتي نجحت بتجاوزها مع الدول الخليجيّة الصغيرة، ليجيء طوفان الأقصى وما حمله من نتائج على المنطقة ويعزّز من هذه العقبة، ويدعم من الموقف السعوديّ والعربيّ المتمسّك بالقضيّة الفلسطينيّة، حتّى لو كان عنوة، والرافض للتطبيع مع إسرائيل دون حلّها على أساس إقامة الدولة الفلسطينيّة.

وفيما إذا كان مقترح ترامب بالسيطرة على غزّة وتهجير أهلها مجرّد إدخال عنزة كبيرة لإخراجها لاحقًا، كما يقولون، فإنّه نجح من حيث لا يقصد بتحريك المياه الراكدة في مصر والأردنّ، والّتي لم تحرّكها الفظائع الّتي ارتكبتها إسرائيل في غزّة على مدى سنة وثلاثة شهور من الحرب، وفي تعريض اتّفاقيّات السلام بين إسرائيل ومصر والأردنّ لخطر الانهيار، وهو يهدّد بمواجهة شاملة في المنطقة.

وإن كنّا لا نأخذ على محمل الجدّ دعوات السيسي لتحريك وحدات من الجيش المصريّ، مثلما نستبعد تطوّر الأمور إلى مواجهة عسكريّة شاملة، فإنّ دعوات ترامب لتهجير الفلسطينيّين واستخفافه الّذي بلغ حدّ الازدراء بحلفائه العرب في المنطقة لا بدّ أن يساهم في خلق موقف عربيّ موحّد رافض للتهجير ومؤيّد للحقوق الفلسطينيّة المشروعة.

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *