لأول مرة… أميركا وإسرائيل تصوتان ضد قرار مؤيد لأوكرانيا في الأمم المتحدة

صوتت إسرائيل والولايات المتحدة ضد قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى احترام سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة للحرب الروسية على أوكرانيا.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وانضمت إسرائيل والولايات المتحدة إلى روسيا وكوريا الشمالية في رفض القرار الذي حصل على دعم 93 دولة، مقابل 18 دولة صوتت ضده، فيما امتنعت 65 دولة عن التصويت.
وجاء التصويت الإسرائيلي في أعقاب تحول دراماتيكي في موقف الولايات المتحدة من دعم أوكرانيا، ما يعكس توجهاً جديدًا في السياسة الأميركية والإسرائيلية تجاه الصراع.
وطالب القرار الذي قدمته أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، بـ"وقف العمليات العسكرية وحل النزاع مع روسيا بالطرق السلمية"، لكنه قوبل برفض واضح من واشنطن وتل أبيب.
وعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة سابقًا لمواقف أوكرانيا في المحافل الدولية، إلا أنها قدمت مشروع قرار بديلًا لم يتضمن إدانة مباشرة لروسيا، بل دعا إلى "وضع حد للنزاع" وتحقيق "سلام دائم بين روسيا وأوكرانيا".
وعدلت الجمعية العامة للأمم المتحدة صياغة المشروع الأميركي ليشمل إدانة واضحة "للغزو الكامل لأوكرانيا من قبل الاتحاد الروسي" والتأكيد على سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها.
من جانبه، حاولت روسيا تمرير تعديل يسلط الضوء على "الأسباب الجذرية" للحرب، لكنه فشل في الحصول على أغلبية الثلثين المطلوبة لاعتماده.
وبعد ثلاث سنوات على الغزو الروسي، أكدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تمسكها بوحدة أراضي أوكرانيا في غياب دعم واشنطن التي فشلت في تمرير نص منافس يطالب بإحلال سلام سريع دون شروط أخرى.
في تحدٍّ لكييف وحلفائها الأوروبيين، طرحت الولايات المتحدة على الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مشروع قرار يطالب بـ"إنهاء سريع" للنزاع في أوكرانيا من دون الإشارة إلى وحدة أراضي البلاد، بينما بدأ دونالد ترامب تقاربا مع الكرملين وكثف انتقاداته لنظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي بات يتعرض للضغوط.
ولم يعرض النص المقتضب الذي يدعو إلى "إنهاء الحرب فورا وارساء سلام دائم" للتصويت كما هو. في الواقع، تم تعديله إلى حد كبير من الدول الأوروبية التي حملت بوضوح روسيا مسؤولية هذا الصراع مؤكدة تمسكها بوحدة أراضي أوكرانيا ودعت إلى "سلام عادل".
وامتنعت الولايات المتحدة التي وصفت مبادرتها بأنها "تاريخية" لإيجاد "طريق للسلام"، عن التصويت وصوتت روسيا التي أشادت بالقرار الأميركي الأصلي باعتباره "خطوة في الاتجاه الصحيح"، ضده.
ويؤكد القرار أنه من "المُلِح" إنهاء الحرب "هذا العام" ويكرر بشكل لا لبس فيه المطالب السابقة للجمعية: الانسحاب الفوري للقوات الروسية من الأراضي الأوكرانية ووقف الأعمال العدائية الروسية.
وقالت نائبة وزير الخارجية الأوكراني، ماريانا بيتسا، قبل التصويت مباشرة "إذا بررنا العدوان وحملت الضحية المسؤولية فلن يكون أي بلد في أمان" في إشارة إلى "لحظة تاريخية" لمستقبل "العالم الديموقراطي والأمم المتحدة".
وتراجع الدعم لأوكرانيا إلى حد كبير مع حصول قرارات الجمعية العامة الرئيسية منذ شباط/فبراير 2022 على حوالي 140 صوتا. ورغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة على أهميتها السياسية، يتوقع أن تقدم الولايات المتحدة نصها القصير بعد ظهر الإثنين إلى مجلس الأمن.
وقال مصدر دبلوماسي إن الأوروبيين يعتزمون طرح التعديلات نفسها التي طرحت في الجمعية العامة، مع إشارة واضحة إلى وحدة أراضي أوكرانيا وإرساء سلام "عادل" وفقا لشرعة الأمم المتحدة.
وهناك فارق رئيسي واحد: الفيتو الأميركي في مجلس الأمن خلافا للجمعية العامة. وأشار مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، الإثنين، إلى أن الولايات المتحدة ستستخدم الفيتو ضد أي تعديل.
وكي يتم اعتماد أي قرار، يجب أن يحصل على أصوات تسعة على الأقل من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن، من دون استخدام الفيتو من قبل أي من الأعضاء الخمسة الدائمين. وعليه، فإنّ امتناع أعضاء الاتحاد الأوروبي (فرنسا وسلوفينيا والدنمارك واليونان) والمملكة المتحدة عن التصويت لن يكون كافيا لرفضه.
ومن هنا، تدور تساؤلات عمّا إذا كانت فرنسا والمملكة المتحدة مستعدّتين لاستخدام حق النقض لأول مرة منذ أكثر من 30 عاما، في ظلّ زيارة متوقعة للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى البيت الأبيض هذا الأسبوع.
وقال ريتشارد غوان من مجموعة الأزمات الدولية: "لا أرى كيف يمكن لباريس ولندن أن تدعما نصا بعيدا إلى هذا الحد عن موقفهما المعلن بشأن أوكرانيا، ولا أرى أيضا كيف يمكنهما استخدام الفيتو ضدّه".
المصدر: عرب 48