Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

لماذا عزف العكيون عن صناعة شباك صيد السمك؟

بين غمار أمواج البحر وأزقة حارات عكا القديمة، يمارس رائد عيد مهنة الصيد وحياكة شباك صيد السمك منذ أكثر من 35 عاما، مستغنيا عن أساليب الصيد الحديثة في مدينة الرمل الحار.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

يأخذنا رائد عيد، خلال هذا التقرير، في جولة من بين الأزقة العربية العتيقة في عكا، ويحدثنا عن مهنة حياكة شباك الصيد التي توارثها من عائلته، إلى ميناء عكا الذي انقلبت أحواله، وتبدلت غالبية مراكب الصيادين فيه إلى مراكب سياحية، وعزوف الكثيرين عن مهنة الصيد مقابل مهن أخرى لأسباب عدة، في مقدمتها تضييق السلطات على الصيادين.

روى رائد عيد لـ"عرب 48" قصة توارثه مهنة الصيد، قائلا إنه "منذ أكثر من 35 عاما أعمل في مهنة الصيد كما جميع أفراد عائلتي وأقاربي، كل حياتي متعلقة بالبحر، بداية من الصيد حتى حياكة الشباك وتصليحها، وليس فقط لصيادي عكا، بل يأتي صيادون من حيفا ويافا وطبرية لشراء الشباك أو تصليحها".

وعن مهنة حياكة الشباك، قال عيد إنه "اليوم، قليل ما نرى من يحيكون شباك الصيد بأيديهم، غالبية الصيادين اليوم يريدون الشباك جاهزة، في السابق كانت شباك الصيد من الصوف، وكانت صناعتها تستغرق أسابيع عديدة، عدا عن أنها ليست عملية للصيد وهناك إمكانية عالية أن تتعقد بالحجارة وما إلى ذلك، أما اليوم فالشباك مصنوعة من البلاستيك، وتأتي الشبكة مصنّعة جاهزة بشكلها الخام، أعمل على إضافة الحبال على أطرافها كي تتوضح هيئتها، وأضع الفلين لكي تطفو، وقطع معدنية لكي تحافظ على ثقلها، ويستغرق العمل حتى تخرج الشبكة بشكلها النهائي وجاهزة للصيد نحو 7 أيام، نتحدث عن شبكة طولها 500 متر وارتفاعها 12 مترا".

وعن الصيد والصيادين في عكا بين الماضي والحاضر، قال عيد إنه "في الماضي كان 80% على الأقل من أهالي عكا يعملون في مهنة الصيد، مع الزمن والتضييقات المستمرة من السلطات الإسرائيلية، من جعل مساحات واسعة البحر (مناطق مغلقة) ممنوع الصيد فيها، والحاجة أن يفتح كل صياد ملف في سلطة الضريبة وأن يكون هناك رخصة للصيد، والمخالفات بمبالغ باهظة، وتقليص المساحات المخصصة للصيادين عند الميناء، كل هذه الأسباب أدت لعزوف عدد كبير من الصيادين وعدم انخراط الجيل الشاب في هذه المهنة، حتى بات العدد لا يتخطى حاجز 30 – 40 صيادا في كل عكا، وأتوقع خلال السنوات المقبلة أن يتقلص العدد أكثر فأكثر".

وختم عيد حديثه بالقول إن "سياسة السلطات الإسرائيلية واضحة في جعل البحر فقط للسياحة والرياضة، لا يريدون صيدا ولا صيادين. التضييق ليس فقط في البر إنما أيضا في البحر، يلاحقوننا حتى في البحر، لكننا ومع كل هذا مستمرون في عملنا الذي نُحب وفي بلدنا الغالية عكا".

اقرأ/ي أيضًا | عكا: بحرية تواجه خطر الترحيل

اقرأ/ي أيضًا | الصيادون يشكون التضييق ويصعدون نضالهم

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *