Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

لماذا لم تنتصر إسرائيل في غزّة؟

تتّفق تقديرات إسرائيلية متعدّدة على أن إسرائيل لم تنتصر في حربها على قطاع غزّة، وأن ما حقّقته بالأساس هو إبادة البشر، وتدمير معظم أراضي القطاع بالكامل. وثمّة بينها من يومئ إلى أن بإمكان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزرائه، توزيع تصريحات عالية النبرة، لكنّها ليست سوى مجرّد "كلام جميل من دون غطاء، ووعود من دون دعم".
ومع أن ما يقف وراء هذا الاتفاق تأكيد ضرورة استمرار الحرب والتمحور حول أهداف محدّدة، إلا أنه، في الوقت عينه، يسبر غور الإخفاقات التي ما زالت دولة الاحتلال في غير مأمن منها.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وكي لا يبهرنا وهج التعميم، أشير إلى أن أبواقا في الحكومة الإسرائيلية الحالية، ورئيسها، يتبنون أيضاً هذه المقاربة، وبعضهم يُخضِع ذلك لغاية تحميل قيادة المؤسّسة العسكرية تبعات هذا الأمر، فيما يؤكد بعضهم الآخر أن قيادة المؤسّسة السياسية تتحمّل مسؤولية تلك التبعات، ليس أقلّ من المؤسّسة العسكرية.

كي ننمذج على ما نقصد نستعيد من ورقة تقدير موقف صادرة عن معهد أبحاث الأمن القومي في جامعة تلّ أبيب، عنوانها "الانتصار المُشتهى على حماس لم يتحقّق" (17/2/2025)، وفيها أنه في وثيقة "إستراتيجية الجيش الإسرائيلي"، التي تم اعتمادها عام 2015، ورد تعريف "النصر" بأنه "تحقيق أهداف الحرب التي حدّدتها المؤسّسة السياسية، والقدرة على فرض شروط إسرائيل على العدو في ما يتعلّق بوقف إطلاق النار وبالتسويات السياسية والأمنية ما بعد الحرب"، وهو ما لم يتحقّق في الحرب الراهنة.
ودائماً، يُعاد التذكير بأن أهداف الحرب تحدّدت في الأربعة التالية: تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحركة حماس، وإطلاق المخطوفين الإسرائيليين، وتأمين العودة الآمنة لسكّان غلاف غزّة إلى منازلهم، وتكريس واقع لا تسيطر فيه "حماس" على قطاع غزّة، ولا يشكّل القطاع تهديدا لإسرائيل.

وبحسب أكثر من محلّل عسكري أو قائد عسكري سابق، فإن إسرائيل أخفقت في تحقيق ثلاثة أهداف ونصف هدف من الأهداف الأربعة للحرب، ونجحت في تحقيق نصف الهدف المرتبط بإطلاق المخطوفين.

ويشدّد جزء منهم على أن صفقة إطلاق المخطوفين لا تعكس فرض إسرائيل شروطها لوقف إطلاق النار، بل هي بمثابة حلّ وسط مع مطالب "حماس"، التي تسعى إلى البقاء بالوسائل اللازمة كلّها. ويبدو أن الواقع المنشود إسرائيلياً، ألا يشكّل القطاع تهديداً لإسرائيل بعيد المنال في الظروف الحالية. وفي المقابل، ترى هذه القراءات الإسرائيلية أن أكثر الأهداف التي حققتها "حماس" أهميةً هو استمرار حُكمها في غزّة.

وبالعودة إلى ورقة معهد أبحاث الأمن القومي، ينبغي أن نشير إلى إقرارها بأن صفقة التبادل تشكّل اعترافا صريحا بأن إسرائيل لم تحقّق النصر الكامل، وتمنح "حماس" الأكسجين الذي تحتاجه لمواصلة حكمها ولاستعادة عافيتها، ويتم فيها الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين. ومن المرجّح أن يعود بعضهم إلى المقاومة، وتسمح لـ"حماس" بالاحتفاظ بعددٍ من المخطوفين، الذين يشكّلون "بوليصة تأمين لاستمرار بقائها".

لا يكتمل هذا العرض الموجز من دون أن نشير لما يأتي: أولاً، تعتقد قلّة قليلة من المحلّلين الإسرائيليين أن الوقت حان للعمل السياسي أيضا في مجال الأمن القومي، فالأغلبية ما زالت تعتقد أن هناك حاجة لاستئناف الحرب. ووفقا لهذه الأغلبية، في الأسبوع المقبل سيتولى الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامّة للجيش الإسرائيلي إيال زامير مهمّات منصبه، وهي تتمنّى منه أن "يعمل على إعادة الجيش الإسرائيلي إلى سابق عهده، وتحويله جيشا محاربا، لديه روح قتالية، وقادر على خوض حرب والانتصار فيها".

ثانيا، الرأي الغالب أن على إسرائيل في هذه المرحلة أن تركّز في جهدَين رئيسيَّين: استكمال المنحى الذي يضمن إعادة باقي المخطوفين الإسرائيليين، واستغلال فكرة طرد سكّان قطاع غزّة، التي اقترحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أجل تعزيز المشاركة الفعّالة للدول العربية في إعادة إعمار قطاع غزّة واستقراره، من خلال منع حُكم "حماس" هناك.

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *