سلّمت حركة حماس الصليب الأحمر جثث اربع محتجزين اسرائيليين بعيدا عن الاعلام في غزة، بينما أفرج الاحتلال في الضفة الغربية المحتلّة عن نحو 600 اسير فلسطيني من الضفة والقدس وقطاع غزة، في آخر عملية تبادل بين الطرفين تجري بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ شهر ونيّف في القطاع الفلسطيني.
ووصلت 12 حافلة محملة بالأسرى المحررين إلى خان يونس جنوبي قطاع غزة، وقبل ذلك بدقائق وصل أسرى محررون مصابون ومرضى في سيارات الإسعاف إلى المستشفى الأوروبي بخان يونس.
وأظهرت صور عددا من هؤلاء الأسرى وتبدو عليهم آثار إصابات مختلفة. وهؤلاء من بين نحو 470 أسيرا وصلوا تباعا إلى القطاع عقب الإفراج عنهم من سجون الاحتلال، بحسب قناة الجزيرة.
وكانت حافلة على متنها معتقلون فلسطينيون أفرجت عنهم إسرائيل وصلت إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة حيث كان بانتظارهم حشد من المحتفلين، كما وصل عدد من الأسرى المحررين الى القدس المحتلة.
وارتدى المعتقلون المحررون الكوفية الفلسطينية ومعاطف لتغطية زي السجن، وترجّلوا من الحافلة ليستقبلهم الحشد بالهتافات والزغاريد، قبل أن يتوجهوا لإجراء فحص طبي سريع.
وكبّر المحتشدون وردّدوا هتافات من بينها “الشعب يريد كتائب عز الدين القسام”، بينما كانت محافظ رام الله ليلى غنام تستقبل المفرج عنهم لدى ترجّلهم من الحافلة.
وخلافا للمرات السابقة جرت عملية تسليم جثث المحتجزين من دون أي مراسم من جانب حماس وبعيدا عن الاعلام.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية فإنّ الجثث الأربع التي سلمتها حماس تعود إلى كل من أوهاد يهالومي، وتساحي عيدان، وإيتسيك إلغارات، وشلومو منصور. وتتطابق هذه الأسماء مع تلك التي كان أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أوردها في بيان مقتضب.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسلّم توابيت المحتجزين القتلى ، مشيرا إلى أنّ عملية التعرف على الجثث بدأت في الحال.
وقال مكتب نتنياهو في بيان إنّ “إسرائيل تسلّمت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر توابيت أربع رهائن قتلى”، مشيرا إلى أنه “تمّ نقل التوابيت، عبر وساطة مصرية، إلى قوة من الجيش الإسرائيلي عند معبر كرم أبو سالم، وقد بدأت عملية التعرّف الأولية على الأراضي الإسرائيلية”.
من جهتها، اعتبرت اعتبرت حركة حماس أنّ إسرائيل “لم يعد أمامها سوى بدء مفاوضات المرحلة الثانية” من اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين في قطاع غزة بعدما أنجزا آخر عملية تبادل محتجزين واسرى مقررة بموجب المرحلة الأولى لهذا الاتفاق.
وقالت حماس في بيان “لقد قطعنا الطريق أمام مبرّرات العدو الزائفة، ولم يعد أمامه سوى بدء مفاوضات المرحلة الثانية”، مضيفة “نجدّد التزامنا الكامل باتفاق وقف اطلاق النار في قطاع غزة، بكل حيثياته وبنوده، كما نؤكّد استعدادنا للدخول في المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من الاتفاق”.
وتترقّب الأطراف بدء المباحثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق التي يفترض أن تضع حدّا للحرب بشكل نهائي، وهو ما يعارضه اليمين الإسرائيلي المتطرف المتحالف مع نتنياهو، ما يهدّد استمرارية حكومته.
وفي بيانها، شدّدت حماس على أنّ “السبيل الوحيد” للإفراج عن الرهائن المتبقين لديها في قطاع غزة “هو التفاوض والالتزام بما تمّ الاتفاق عليه فقط”.
وطالبت الحركة “الوسطاء بمواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بما تم الاتفاق عليه”.
