كيف أعلّم طفلي أن يكون جاراً جيداً؟ وقصة عن الإحسان للجار

إن كونك جاراً صالحاً هو أمر صعب، في ثقافة تتسم بالتنوع والاختلاف في الآراء. ومع ذلك، فهذه هي الحياة التي ندعو إليها كمسلمين. وبصفتكِ أحد الوالدين، يمكنك وضع المعايير لتعليم الأطفال حسن التعامل مع الجار، لذلك قوموا بهذه الممارسات أمام أطفالكم، والتي يضعها لكم الخبراء الاجتماعيون.
كيف أجعل طفلي يتقرب من الجيران؟
هناك طرق يستطيع كل فرد من أفراد الأسرة من خلالها أن يتعرف بشكل طبيعي وتدريجي إلى الأشخاص الذين يعيشون حوله، وفيما يلي بعض الاقتراحات لمساعدة أطفالك في سعيهم إلى أن يكونوا جيراناً صالحين:
تعرفي إلى الجيران
ابدئي ذلك عندما تنتقلون إلى الحي لأول مرة، حتى لو كان ذلك في مرآب السيارات، أو في البقالية، دعي أطفالك يراقبون هذا التواصل ليتعلموا منه. حاولي أن تجدي طرقاً “للالتقاء” بجيرانكم، وإن كان ذلك يمثل تحدياً كبيراً، وتأكدي أنكم ستنجحون كعائلة في هذا الأمر إن حاولتم، وعندما تتعرفون إلى الشخص باسمه، علموا أطفالكم كتابة اسم الجار وأسماء أطفاله، ليتذكروا دائماً تلك اللحظات التي قابلوهم فيها، فهذا يحفّز ذهن طفلك على التركيز.
مهارات تنمي التواصل عند الأطفال
ابتكري نشاطاً عائلياً
فكّري في القيام بهذا النشاط العائلي لمساعدة أطفالك على زيادة وعيهم بجيرانهم: استخدمي قطعة كبيرة من لوحة الملصقات لرسم خريطة لحيّك مع المنازل والطرق والمعالم المألوفة. املئي أسماء الجيران الذين تعرفينهم، وأدرجي أسماءهم، وأنواع سياراتهم، وهواياتهم. تحدثي عن الأشخاص الذين ترينهم في حيّك أثناء الروتين اليومي للأطفال، وأدرجي جيرانك في صلواتك.
كوني منفتحة على ثقافات الآخرين
افعلي ذلك، خصوصاً إذا كان أطفالك انطوائيين، واعملي على حضور التجمعات الكبيرة؛ فهذا يساعد الأطفال المنفتحين على التعرف إلى الجيران، فكّري في السماح لهم باللعب في حديقة المنطقة، أو تنظيم ليالي الألعاب. يمكنهم استضافة حفلة تزيين أشغال يدوية للأطفال أو تنظيم عرض على الرصيف، أو إنشاء نادٍ للمشي مع الكلاب، ولاحظي طاقتهم الإيجابية مع هذه التصرفات.
لمساعدة الأطفال الانطوائيين، دعيهم يركزون على جار واحد في كل مرة. شجعيهم على تسليم بطاقة مصنوعة يدوياً لجار رُزق للتوّ بمولود، أو دعوة الأطفال الذين انتقلوا للتوّ إلى المنزل لعمل تصميمات بالطباشير على الرصيف. قد يستمتع أطفالك الانطوائيون والحساسون والمبدعون أو الهادئون بتنفيذ المهمات لجارٍ مسن، أو مساعدته في حمل حاجيات البيت.
لا تجعلي المنعزلين يؤثرون على أطفالك

يوجد في كل حي تقريباً جار أو جارتان منعزلتان أو غير ودودتين. كوني ودودة معهما، فربما كانتا تخجلان من المبادرة، لأسباب كثيرة، منها اختلاف المكان والتربية، قومي بتحضير الكعك، أو باقة من الزهور وإهدائها لهما، دعي أطفالك أفضل من يكسر الجمود بينهم وبين جيرانهم، ليعلموا أن الله قادر على فعل أشياء عظيمة؛ من خلال أعمال صغيرة من اللطف.
ازرعي فيهم حب التحيات والاهتمامات
شجعي أطفالك دائماً على تحية جيرانهم بدلاً من الحديث عنهم فقط، وإذا كان أطفالك يحبون الحيوانات؛ قومي بتكوين بعض الروابط الخاصة مع الجيران؛ من خلال الحيوانات الأليفة للأطفال. اطلبي مثلاً دخول أحد المنازل لرؤية الأسماك، وآخر لمداعبة الجرو، بهذا قد يصبح أطفالك قريبين من جارة تصبح كجدتهم، يهتمون بحاجاتها، ويطمئنون على صحتها.
ادفعي طفلك لتقديم الطعام
رافقي طفلك لتقديم طبق طعام للجارة، فلا يرفض أحد طبقاً من لفائف القرفة الدافئة التي يقدمها له طفل لطيف! سواء كنتِ تقدمين طبقاً من البسكويت المصنوع منزلياً أو زجاجات مياه باردة لجار يعمل في فناء منزله، فإن تقديم الطعام والشراب يمكن أن يكون وسيلة رائعة للقاء الجيران ومعرفة قصصهم.
قدمي لجيرانك دعوة إلى منزلك

إن دعوة جيرانك فكرة رائعة، ولكن من المرجح أن يقبلوا دعوتك إذا قضيتِ وقتاً في التعرف إليهم كعائلة وإظهار اهتمامك بهم. إن دعوة الجيران إلى منزلك لا تعلّم أطفالك حسن الضيافة فحسب، بل إنها تتيح لك أيضاً التعرف إليهم على المستوى الشخصي؛ لأن منزلك هو مكان مريح وعفوي ومناسب لبناء العلاقات.
اصطحبي أطفالك إليهم
هذا التصرف قد لا يكون ملائماً دائماً، خاصة إذا كان أطفالك مشاغبين، فكّري في توجيه بعض التنبيهات إليهم قبل زيارة الجار، فهذا يساعد الناس على مشاركة القهوة والمحادثة مع جيرانهم.
قصـة الجارة أم الأيتام

كان هناك رجلٌ يعمل في محل بيع أدوات منزلية بسيطة تسد رمقه، وكان عندما يعود من العمل يجلب معه كل ما لذّ وطاب من الطعام، حيث يقوم بشراء طعام كثير يكفي لمنزلين، ثم تأخذ الزوجة الطعام وتقوم بتحضيره، ثم يأكل جميع العائلة ويتبقى الكثير من الطعام.
استمر الزوج في توفير الطعام كل يوم بكثرة، وبعد مرور شهور أصبح أفراد العائلة يأكلون الطعام حتى يشبع الجميع، ولكن لا يتبقى طعام مثل السابق.
وفي اليوم التالي، زاد الزوج بإضافة كمية من الطعام أكثر من السابق، ولكن مازال الحال كما هو لا يتبقى شيئاً من الطعام فوق ما أضافه الزوج، فاستغرب الزوج من هذا الأمر، وتساءل في نفسه: إلى أين يذهب كل الطعام؟
وبعد أيام، قرر الزوج أن يشتري كمية محدودة من الطعام ما يكفي عائلته فقط، وبعد أن أكملت العائلة تناول الطعام، نظر الزوج إلى ما يحصل، فوجد أن الكل شبع، ولكن لم يتبقَ شيء، فصار في كل يوم يأخذ نفس الكمية المحدودة.
وبعد شهر، بدأ المحل في الإفلاس، فتعجب الزوج مما يحصل في إفلاس المحل، على الرغم من أنه قد أصبح يوفر عما كان يعمل في السابق.
ثم قال: عندما كنت أصرف الكثير من المال في شراء الطعام، كان المحل في حالة جيدة جداً، وعندما قمت بالتوفير وأنقصت من الكمية الزائدة؛ أصبح المحل يستنزف كل يوم قليلاً، ما السبب؟
ثم قرر أن يعود مثل السابق؛ يأخذ كمية كبيرة من الطعام. أخذ الكثير من الطعام ثم عاد إلى منزله. قامت الزوجة باستقباله مثل العادة، وأخذت منه الطعام لتحضيره، أوقفها وأخبرها بالقصة، وبما يحصل معه في المحل، وبشراء كثير من الطعام، وكيف أصبح المحل ينهار كل يوم عندما قرر أن يخفف من الكمية.
ثم قال: لا أعلم ما السبب؟ وما هي القصة؟ ثم نظر إليها فوجدها تبكي، فقال: ما بكِ؟ لماذا تبكين؟
أجابت: أنا أعرف السبب في انهيار محلك، والسبب في ذهاب رزقك!
أمسك يدها وقال: أرجوكِ أخبريني ما الذي تخفينه عني؟
أمسكت يده وذهبت به إلى حائط سور جيرانهم، وقالت: ضع أذنك واسمع! وضع الزوج أذنه؛ فٳذا به يسمع بكاء أطفال؛ يبكون ويصرخون على أمهم من شدة الجوع، وكانت أم الأيتام تبكي وهي تقول: أعلم أنكم تشعرون بالجوع، ولكن ماذا عساي أن أعمل لكم يا أولادي؟ لقد أخبرتكم من قبل، لقد توقفت جارتنا عن إحضار ما يتبقى من طعامهم، أو ربما لم يعد زوجها قادراً على توفير الطعام لأسرته، وأنا لا أستطيع أن أطلب منها أكثر، لقد أشبعت جوعنا لفترة طويلة، والله إني لأخجل من النظر إليها، سامحوني يا أولادي!
سمع الزوج حديث الأم المؤلم، ثم انفجر من البكاء، فقال: هل كنتِ أنتِ تعطينهم بقايا الطعام كل هذه الفترة؟
أجابت: نعم. عندما توفي زوجها كنت أُنقِص من طعامنا في المطبخ، ثم أقوم بتركه مغطى، وعندما نفرغ من تناول طعامنا، آخذ منه النظيف وأعطيها إياه، وعندما قمت أنت بإنقاص الكمية؛ فلم أستطع أن أقدم لهم طعامنا؛ خوفاً منك إذا حصل نقص في طعامنا وتغضب، وحينها كنت أنا في غاية الحزن والألم.
قال الزوج: بدءاً من اليوم، سوف تقومين بطبخ وجبتين في كل وجبة، وتعطينهم نصف ما نأكل، إلى أن تزهق روحي، ولن أنساهم بكل الأحوال، والآن اذهبي وحضّري الطعام وأكثري مائدتهم.
ذهبت الزوجة وحضّرت الطعام وجهزت الطعام، وقامت بإعطائهم الغذاء، ثم أصبح الزوج في كل يوم يُزيد من كمية الطعام من أجلهم، وبعد أيام قصيره تفاجأ الزوج بتساقط الخير عليه، وصارت أرباحه تكبر كل يوم شيئاً فشيئاً، وقام بتوسيع تجارته، وصار غنياً جداً بفضل الله، ثم بفضل زوجته وأم الأيتام.
العبرة من القصة:
لا تتكبر لأنك لا تعلم أي صدقة قد تُدخلك الجنة.
3 قصص من أجمل ما قرأت تحفز طفلك على فعل الخير

*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص