Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
اخبار الشرق الأوسط

قرار عبد اللّه أوجلان والمتغيّر الإقليميّ لصالح تركيّا

تعدّ القضيّة الكرديّة من القضايا الشائكة والمتعدّدة الأبعاد، حيث تشمل صراعات تمتدّ عبر أربع دول هي: العراق، إيران، تركيّا وسورية. في هذه الدول، يسعى الأكراد جاهدين لتحقيق حقّ تقرير المصير من خلال إقامة دولتهم المستقلّة.

بعيد تغيير نظام صدّام حسين في العراق، اكتفى الأكراد بالحكم الذاتيّ. بينما في تركيّا، أسّس عبد اللّه أوجلان ورفاقه حزب العمّال الكردستانيّ عام 1978، مطالبين بإقامة دولة كرديّة. في عام 1984، أعلن أوجلان عن بدء الكفاح المسلّح ضدّ أنقرة، ممّا دفع تركيّا وحلفاءها في حلف الناتو إلى اعتبار الحزب منظّمة إرهابيّة. اعتقلت تركيا أوجلان عام 1999 وحكمت عليه بالإعدام، لكنّ الحكم تحوّل لاحقًا إلى السجن المؤبّد.

في خطوة مفاجئة، استغلّ أوجلان فرصة زيارة وفد من نوّاب "حزب المساواة وديمقراطيّة الشعوب" (ديم) المؤيّد للأكراد في سجنه، حيث دعا جميع المجموعات المسلّحة إلى إلقاء السلاح وحلّ حزب العمّال الكردستانيّ. وأكّد أنّه يتحمّل "المسؤوليّة التاريخيّة عن هذه الدعوة والقرار."

هذا التصريح يعكس فهم أوجلان العميق للتغيّرات الجيوسيّاسيّة ودور تركيّا الإقليميّ المتنامي، خاصّة مع توسّع نفوذها في سورية بعد سقوط نظام بشّار الأسد. كما يتماشى مع الضغوط الداخليّة، حيث تعبر الكثير من الفصائل الكرديّة عن رغبتها في الانتقال من الكفاح المسلّح إلى النضال السياسيّ المدنيّ.

وأيضًا تأتي هذه التطوّرات في وقت بدأت فيه الحكومة التركيّة إعادة النظر في سياساتها تجاه الأكراد، خاصّة في ظلّ الأزمات المتواصلة في المنطقة والدور الإقليميّ الّذي تسعى تركيّا للعبه من خلال تحالفها مع النظام السوريّ الجديد بقيادة أحمد الشرع.

خلاصة القول:

أدرك أوجلان أنّ استمرار الكفاح المسلّح تحت الظروف الإقليميّة والعالميّة الحاليّة قد يقضي على أيّ فرصة لتحقيق أهداف الأكراد. ولذلك، جاءت دعوته لتأكيد استعدادهم للمشاركة في عمليّة سلام جدّيّة تضمن للأكراد حقوقهم المدنيّة.

من جهته، أعرب أردوغان عن اعتقاده بأنّه "قد دخلنا مرحلة جديدة من الجهود الرامية إلى تحقيق تركيّا خالية من الإرهاب. وأكّد على واجبه الأساسيّ في تعزيز مناخ شامل يحتضن جميع الفئات." وأبدى استعداده للنظر في إمكانيّة إطلاق سراح أوجلان ليكون شريكًا فعّالًا في مساعي المصالحة الوطنيّة.

إذا تمّت هذه الخطوة، فقد تلعب دورًا محوريًّا في تغيير سلوكيّات حزب قوّات سورية الديمقراطيّة "قسد" المدعوم أميركيًّا وإسرائيليًّا، ممّا يسهم في تسهيل عمليّة المصالحة السوريّة. ومن المؤكّد أنّ تركيا ستكون الرابح الأكبر إذا ما نجحت في إحباط التوجّهات الإسرائيليّة الّتي تهدف إلى خلق "كانتون محور صلاح الدين" الدرزيّ الكرديّ، والّذي من شأنه فصل سورية عن الأردنّ على الحدود الجنوبيّة وكذلك منع توحيدها كدولة قويّة متحالفة مع تركيّا الّتي تقلق إسرائيل كثيرًا في دورها المتنامي على حدودها الشماليّة والمنطقة.

المصدر: عرب 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *