شهدت شركة "تسلا" الأميركيّة العملاقة لصناعة السيارات الكهربائية تراجعًا حادًّا في قيمتها السوقية خلال فبراير 2025، مسجلة أسوأ أداء شهري لها منذ ديسمبر 2022.
ويتزامن هذا الانخفاض الكبير مع الأسابيع الأولى لتولي إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي للشركة، دورًا بارزًا في إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب، بعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض في يناير الماضي.
ووفقًا لبيانات السوق، خسرت "تسلا" نحو 28% من قيمتها، لتهبط إلى حوالي 915 مليار دولار، في ظل مخاوف متزايدة بشأن الطلب على سياراتها الكهربائية وسط منافسة شرسة عالميًا.
وبدأت الأزمة تتكشف مع إعلان نتائج الشركة المالية للربع الأخير من 2024 في يناير الماضي، حيث أظهرت تراجعًا في عائدات مبيعات السيارات بنسبة 8% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. وعلى الرغم من ارتفاع سهم "تسلا" بنسبة 4% تقريبًا في اليوم الأخير من شباط/ فبراير، ليغلق عند 293.05 دولارًا، إلا أن ذلك لم يكن كافيًا لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها الشركة خلال الشهر. ويعد هذا التراجع ثاني أسوأ أداء شهري في تاريخ "تسلا"، بعد انخفاض بنسبة 37% سجلته في ديسمبر 2022، وفقًا لتحليل نشرته مجلة "بارونز".
ويأتي هذا الهبوط الحاد في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات ملحوظة، لكن "تسلا" تفوقت في خسائرها على مؤشر "إس أند بي 500" الذي انخفض بنسبة 2% فقط خلال الفترة ذاتها.
ويرى المحللون أن الشركة تواجه تحديات متزايدة، من بينها تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية في أسواق رئيسية مثل أوروبا والصين. ففي يناير 2025، أظهرت بيانات جمعية مصنعي السيارات الأوروبية تراجع تسجيلات سيارات "تسلا" في أوروبا إلى 9945 وحدة فقط، مقارنة بـ18161 وحدة في العام السابق، فيما سجلت مبيعاتها في الصين أدنى مستوى منذ أغسطس 2022.
وأثارت هذه التطورات تساؤلات حول تأثير انشغال إيلون ماسك بمهامه الجديدة في واشنطن على أداء "تسلا". فقد أثار دوره كمستشار غير رسمي لترامب، إلى جانب تركيزه على مشاريع أخرى مثل "سبيس إكس" و"إكس"، مخاوف المستثمرين من تشتت انتباهه عن إدارة الشركة في وقت حرج. وكان ماسك قد دفع بقوة لدعم ترامب خلال حملته الانتخابية، مما أدى إلى ارتفاع أسهم "تسلا" إلى ذروتها عند 479.86 دولارًا في ديسمبر 2024، قبل أن تفقد نحو 40% من مكاسبها لاحقًا.
في المقابل، يرى بعض المحللين أن الانخفاض قد يكون مؤقتًا، مشيرين إلى أن "تسلا" لا تزال تحتفظ بمكانة قوية في سوق السيارات الكهربائية. لكن المنافسة المتزايدة من شركات مثل "بي واي دي" الصينية، التي تعمل على خفض الأسعار وطرح طرازات جديدة، تضع ضغوطًا إضافية على الشركة الأميركيّة.
المصدر: عرب 48
