محادثات حماس وإدارة ترامب كان يُفترض أن تظلّ "سريّة"… هكذا "خرّبتها" إسرائيل

اتهم مسؤولون في الإدارة الأميركية، إسرائيل، بالوقوف وراء محاولة "تخريب" المحادثات التي جرت بشكل مباشر، بين واشنطن وحماس في الدوحة، والتي كان من المفترض أن تكون "سريّة"، بحسب ما أورد تقرير إسرائيلي، الخميس.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
وبحسب تقرير أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عبر موقعها الإلكترونيّ ("واينت")، فإنّ مسؤولين أميركيين، تحدّثوا إلى مصادر مرتبطة بعائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، مشيرين إلى أن ممثّلي إدارة الرئيس الأميركيّ، دونالد ترامب، الذين سافروا إلى الدوحة، لم يبلغوا إسرائيل بهذه المحادثات مُسبقا، "بعد أن نجحت في إفشال جولة سابقة من المحادثات، كان من المفترض أن تتمّ، الأسبوع الماضي".
وأوضح المسؤولون أنفسهم، أن ممثّلي حكومة بنيامين نتنياهو، ووفق التقرير "فقد ذكروا اسم أحدهم؛ لا يعارضون فقط وجود قناة اتصال منفصلة، يمكن من خلالها للولايات المتحدة، أن تجري مفاوضات مباشرة مع حماس، بشأن إطلاق سراح الرهائن الأميركيين، بغضّ النظر عن توقيع اتفاق شامل لإطلاق سراح جميع الرهائن بين حماس وإسرائيل؛ بل إن السبب الأكثر جوهريّة من وجهة نظر إسرائيل، هو الخوف من إحراز تقدّم أوسع في الترتيبات المستقبليّة بشأن قطاع غزة، من دون أن تكون إسرائيل هي العامل الوسيط في نقل المعلومات إلى الإدارة الأميركيّة".
حكومة نتنياهو تعرقل المفاوضات
وذكرت المصادر أن وفدا أميركيا كان في الدوحة، الأسبوع الماضي، لعقد لقاء كان مقرّرا بالفعل بين ممثّل أميركيّ، ومسؤول كبير في حماس، للمرة الأولى على الإطلاق، وقد علم بذلك مسؤولون في الحكومة الإسرائيلية، الذين اتصلوا بمسؤولين رفيعي المستوى في مجلس الأمن القوميّ في البيت الأبيض، وأعربوا عن معارضتهم الشديدة للاجتماع نفسه، و"للمحتوى الذي كان من المقرّر مناقشته".
ووفق "واينت"، فإنه بحسب محادثات أميركية مع مقرّبين من عائلات رهائن إسرائيليين، فإنّ قرار فريق التفاوض الأميركيّ، بإنشاء "طريق مباشر"، ينبع من إدراك أن المفاوضات بشأن الإفراج العام عن الرهائن المتبقين، سواء نحو المرحلة الثانية من الاتفاق القائم، أو في إطار اتفاق جديد ومختلف، متوقفة، وأن احتمال استمرار المرحلة الأولى، بما في ذلك إطلاق سراح رهائن إضافيين، يبدو ضئيلا للغاية، في الوقت الحالي.
وذكر التقرير أن الممثلين الأميركيين، تلقّوا أيضًا "تحديثات مفادها أن إسرائيل تستعدّ لعملية عسكرية واسعة النطاق، وشديدة للغاية في غزة، والتي يمكن أن تشنّها في أي لحظة".
لهذا قرّرت واشنطن اللجوء لمفاوضات مباشرة
وأشار التقرير إلى أن الحكومة الإسرائيلية، رفضت باستمرار، "تقديم المساعدة للجهود التي ارتكزت على عنصر الجنسيّة غير الإسرائيليّة، لدى بعض الرهائن؛ ولهذا السبب قرّرت الولايات المتحدة أن الطريق الصحيح لإنجاح ذلك هذا المرّة، فيما يبدو أن نافذة الوقت أمامه توشِك على الانغلاق، هو إجراء محادثات مباشرة وعاجلة وسريّة مع حماس".
وكان الوفد الأميركيّ الذي كان في الدوحة، الأسبوع الماضي، يسعى إلى تنظيم لقاء مع رؤساء فريق حماس التفاوضيّ، لكن إسرائيل لجأت بعد ذلك إلى مجلس الأمن القوميّ، الذي أصدر تحت الضغط الإسرائيلي، تعليمات للفريق في الدوحة، بعدم عقد اللقاء حينها.
ولهذا السبب، لم يُطلع كبار المسؤولين الأميركيين إسرائيل على اللقاء هذه المرة، وسَعوا إلى إبقاء الأمر سرًّا، خشية من تدخُّل الحكومة الإسرائيلية، مجدّدا، "لتخريب المحادثات".
وكانت الناطقة باسم البيت الأبيض، قد قالت إن إسرائيل، قد أُحيطت علما بالمحادثات، فيما قال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، في ردّ مقتضب أن إسرائيل "أعربت للولايات المتحدة عن موقفها بشأن المحادثات المباشرة مع حماس".
مخاوف من "تلاشي الدافع" الأميركيّ
ونقلت القناة الإسرائيلية 12، عن مصادر إسرائيلية، قولها، إن "الخطوة الأميركية إشكالية من الناحيتين الأخلاقية والعملية".
وأضافت أن "هناك مخاوف من أن الدافع الأميركيّ لإطلاق سراح الرهائن المتبقين، سيتلاشى بمجرّد التوصّل إلى اتفاق منفصل لإطلاق سراح الرهائن من المواطنين الأميركيين".
كما ذكرت القناة، نقلا عن مسؤولين إسرائيليين، أن حماس معنيّة بتمديد وقف إطلاق النار، مقابل إطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين.
وأعلن الرئيس الأميركي، الأربعاء، عن إجراء بلاده مناقشات مع حركة حماس، في وقت لا تزال تتنصل إسرائيل من بدء تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.
وقال ترامب في تصريح "أجرينا مناقشات مع حماس ونساعد إسرائيل".
اقرأ/ي أيضًا | ترامب: أجرينا مناقشات مع حماس ونساعد إسرائيل
المصدر: عرب 48