Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
منوعات

لمناسبة يوم المرأة العالمي.. سيدة الأعمال الإماراتية سارة المدني: أحلامنا هي بوصلتنا

“لنحتفِ بما حققناه، وما سنحققه بعد”، هكذا افتتحت سيدة الأعمال الإماراتية سارة المدني حديثها عن المرأة في يومها العالمي، معتبرة أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو تذكير لنا جميعاً بأننا شركاء في بناء عالم أفضل.
هذا الاعتزاز الذي يظهر من بين كلماتها، استمدته المدني من مسيرة المرأة الإماراتية الساطعة في مختلف القطاعات، ومن التقدم المتسارع في القطاع الإعلامي الذي برزت فيه تحديداً، ومن الخبرات والمحطات المثرية في مسيرتها، التي ساعدتها على تطوير شخصية قيادية قوية، لتحقيق رسالة مفادها أن المرأة قوة دافعة في هذا المجال، ليس فقط بوصفها صوتاً وصورةً تُزين المشهد الإعلامي، بل بوصفها مفكرةً ومبتكرةً لرؤية سامية تسعى لخدمة الناس وربط الإعلام بالمجتمع.
وفي حوار شامل تحدثنا فيه عن المرأة والإعلام والمجتمع كانت رسالة سارة المدني لنساء العالم: “لا مستحيل أمام إصراركن على النجاح في مختلف الميادين مهما كانت الصعاب”.

التحديات تجعلنا أكثر إصراراً..

سيدة الأعمال سارة المدني الصورة من المصدر

اليوم نحتفي بإنجازات المرأة وتميزها وتخطيها لشتى التحديات من دون تردد أو خوف. يوم المرأة العالمي، أي رسالة توجهينها اليوم لنساء العالم ونساء منطقتنا خاصة؟

في يوم المرأة العالمي، نقف معاً لنحتفي بما حققناه وما سنصل إليه يوماً بعد يوم. كل إنجاز نحققه، وكل تحدٍّ نتجاوزه، هو دليل على قدرتنا على صنع فرق حقيقي؛ فسواء كانت المرأة أم أو أخت أو زوجة أو موظفة، أو حتى رائدة فضاء، فهي تمثل القوة في جميع الميادين وعليها أن تكون أفضل مثال للمجتمع من خلال خلق بيئة تشجع على نشر الأمل وبناء مستقبل مشرق.
ما تعلمته من رحلتي هو أن النجاح ليس مجرد هدف، بل هو رحلة مليئة بالعمل والإيمان بأنفسنا. نواجه تحديات، نعم، لكنها لا توقفنا بل تقوينا، وتجعلنا أكثر إصراراً وتصميماً على ترك بصمتنا.
اليوم، أقول لنفسي ولكل واحدة منا: لا شيء مستحيلاً إذا كانت لدينا رؤية واضحة، وشجاعة كافية لنمضي بها قدماً. قيمنا هي قوتنا، وأحلامنا هي بوصلتنا. وعندما نعمل معاً وندعم بعضنا البعض، نصبح أقوى من أي عقبة.
هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل هو تذكير لنا جميعاً بأننا شركاء في بناء عالم أفضل، خطوة بخطوة، من خلال تعزيز قيم المواطنة الإيجابية ودعم بعضنا بعضاً في كل المجالات. لنكن مصدر إلهام وجذب للآخرين، ولنجعل من مواطنتنا الفعالة أسلوب حياة نبني به مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة.

عبر صفحته الرسمية على منصة انستغرام يقول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة: “المرأة الإماراتية شريك أساسي في مسيرة نهضتنا وتقدم مجتمعنا.. بفضل الله دولة الإمارات من الدول الرائدة في مؤشرات تمكين المرأة”، كيف تشعرين وأنت جزء من هذه المسيرة؟

منذ قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 على يد الوالد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والمرأة الإماراتية تعيش في كنف نمو هذه الدولة الوليدة، حيث كان الاهتمام الأبرز يتجلى ببناء الإنسان، وكانت المرأة جزءاً لا يُجَزَّأ من هذا الاهتمام، والواقع الذي نعيشه اليوم خير دليل وبرهان على الأسس القويمة التي مكنت مكانة المرأة الإماراتية، والتي أثبتت جدارتها بمختلف الميادين، ليس على مستوى الدولة فحسب وإنما طالت إمكانيتها الفذة، وسمعتها العطرة دول العالم وأصبحت مثالاً يُحتذى به على مؤشرات تمكين المرأة، واليوم تجد كل امرأة إماراتية من واقع حضورها سواء في البيت أو على صفوف الدراسة أو في سوق العمل أنها مسؤولة عن هذه المرتبة التي وصلت إليها؛ ما يجعلها تسمو بطموحاتها للارتقاء بسمعة بلادها ورفعتها.
هناك أسس قامت عليها دولة الإمارات وزرعتها القيادة الرشيدة في بناتها، وهي أن الطموح هو أساس التقدم وأن السعي للتميز يحتاج للعمل بجد ومثابرة، وأن العوائق ما هي إلا مراحل، وأن لا هناك مجال للمستحيل، من هنا استلهمت المرأة الإماراتية طاقتها في سبيل السمو ورفعة اسم بلادها، ومن هنا أيضاً اكتسبت ثقة قيادتها وأصبحت من أبرز أركان مجتمعها، وبهذه المناسبة أهنئ نساء العالم بيوم المرأة العالمي ورسالتي لهن أن لا مستحيل أمام إصراركن على النجاح في مختلف الميادين مهما كانت الصعاب.

المرأة في الإعلام: محطات وإنجازات وتحديات..

عام 2018 مؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا – دوفات خلال زيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي 

في ظل تطور الإعلام وتبدل أدواته ومساراته ومنصاته، كيف مكنت المرأة الإماراتية نفسها لخوض غمار هذا القطاع المليء بالتحديات؟

المرأة الإماراتية كانت وما زالت جزءاً لا يتجزأ من هذا المشهد المليء بالتحديات، واستطاعت أن تثبت نفسها في هذا المجال من خلال التمسك بجوهر الإعلام وقيمته الحقيقية؛ فالإعلام ليس مجرد أداة عصرية أو وسيلة لنقل الأخبار، بل هو رسالة أعمق تعكس تواصل المجتمع ورغبته في التطور وخدمة الإنسانية.
أنا أؤمن أن الإعلام الحقيقي هو شراكة مع المجتمع، هدفه الأول خدمة الناس وإحداث تأثير إيجابي يمتد لأجيال قادمة. عندما ننظر إلى دور الإعلام في دولة الإمارات، نجد أنه ليس مجرد وسيلة لنقل المسار السائد “الترند” أو الاتجاه العام؛ بل هو نافذة لاستشراف المستقبل. مثال على ذلك، المشاريع الإعلامية التي تربط بين الثقافة الإماراتية والتراث وبين التقنيات الرقمية الحديثة، مثل تسليط الضوء على الصناعات الإبداعية الوطنية عبر المنصات الرقمية العالمية.
هذا النهج يعكس ما تعلمناه من قادتنا في دولة الإمارات؛ حيث يتجلى نموذج القيادة المبنية على العمل مع الناس ومن أجل الناس. هذه العلاقة الفريدة تُظهر كيف يمكن للإعلام أن يكون جسراً بين القيادة والمجتمع، بما يخدم رؤية طويلة الأمد نحو التنمية المستدامة.
المرأة الإماراتية، بفضل دعم وثقة القيادة الرشيدة، استطاعت أن تكون قوة دافعة في هذا المجال. ليس فقط بوصفها صوتاً وصورةً تُزين المشهد الإعلامي، بل بوصفها مفكرةً ومبتكرةً لرؤية سامية تسعى لخدمة الناس وربط الإعلام بالمجتمع، بما يعكس روح الإمارات ونهجها الطموح نحو المستقبل.

كيف وازنت المرأة الإماراتية بين مواكبتها لكل هذا التقدم السريع وبين محافظتها على القيم والرسالة الهادفة والأثر الإيجابي؟

استطاعت المرأة الإماراتية من تحقيق توازن فريد بين مواكبة التقدم المتسارع في الإعلام والحفاظ على القيم الراسخة والرسائل ذات الأثر العميق. وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله: “المرأة هي روح المكان، وهي مكان الروح”. هذه الكلمات تلخص ببساطة الدور العظيم الذي تلعبه المرأة في أي مكان؛ فهي التي تضيف الحياة، وتعطي للمعنى بُعداً أعمق، وتجعل من الإعلام وسيلة تجمع بين الروح والإبداع.
وبصفتي إعلامية، أنا لا أركز فقط على المسار السائد الذي يشغل الاهتمام اللحظي أو ما يلقى انتشاراً آنياً، بل أؤمن بأن دورنا يتجاوز ذلك، لنصل إلى بناء محتوى إعلامي يعكس تطلعات المستقبل ويُساهم في بناء مجتمع واعٍ ومُطلع. ففي عالم تتغير فيه الاتجاهات السائدة بسرعة، تبقى الرسالة الهادفة هي ما يمنح الإعلام قوته الحقيقية واستمراريه. الاتجاهات أو المسارات الجديدة قد تخطف الأضواء للحظات، لكنها سرعان ما تنطفئ. أما الرسالة الهادفة؛ فهي كالإرث الذي يُنقل عبر الأجيال، يحمل معه القيم، والأخلاق، وروح المواطنة الإيجابية.
نحن في دولة الإمارات لا نكتفي بمواكبة الاتجاهات العابرة، بل نصنع مساراً جديداً يُعبر عن هويتنا، ويُثري المجتمعات، ويُلهم العالم. وبدعم من قيادتنا الرشيدة، أصبحت المرأة الإماراتية رمزاً للقوة والإبداع في الإعلام، تحمل رؤية واضحة ورسائل تُحدث تغييراً إيجابياً في حياة الناس، وتصنع إرثاً يُلهم الأجيال القادمة. نحن لا نتبع الاتجاهات المؤقتة، بل نصنع تاريخاً يُحاكي المستقبل ويُخلد القيم التي ننتمي إليها.
إضاءة أخرى: في اليوم العالمي للمرأة: المرأة البحرينية شريك التنمية الوطنية

الإعلام أداة مؤثرة قد تقلب الموازين..

 

عام 2024 خلال زيارة الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر الإمارات الدولي لطب الأسنان ومعرض طب الأسنان العربي إيدك

هل الإعلام اليوم ساحة تنافس إيجابي أم سلبي في ظل كل المؤثرات المتعلقة به؟

الإعلام اليوم يمكن أن يكون ساحة تنافس إيجابي أو سلبي، وذلك حسب كيفية توظيفه. عندما يُستخدم الإعلام لنشر المعرفة وتعزيز القيم الإنسانية ومشاركة الأفكار البناءة، يصبح ساحة للتنافس الإيجابي، حيث يتسابق الجميع لتقديم محتوى يثري المجتمع ويحفز على التقدم.
لكن عندما يُستخدم للإثارة أو التضليل، يتحول إلى ساحة تنافس سلبي، حيث يسعى البعض لتحقيق مصالح خاصة على حساب المصلحة العامة.
في الوقت الحالي، أصبح من المستحيل إنكار التأثير الضخم الذي يمتلكه الإعلام بكل أطيافه على المجتمعات والشعوب؛ فالإعلام يمكنه تغيير القرارات، إحداث تحولات كبيرة، بل قلب الموازين بشكل غير مسبوق.
المفتاح يكمن في كيفية استخدام الإعلام، وفي المسؤولية التي يتحملها كل من يعمل في هذا القطاع. إذا كانت الأهداف واضحة ونبيلة، فإن الإعلام يصبح أداة قوية ومؤثرة في دفع المجتمع نحو التقدم والتغيير الإيجابي. وهنا يظهر دور المواطنة الإيجابية، التي تعزز من شعور الأفراد بالمسؤولية تجاه مجتمعهم.
فمن خلال الإعلام، يمكننا تعزيز قيم المواطنة الإيجابية، وتحفيز الأفراد على المشاركة الفعَّالة في بناء مجتمع قائم على التعاون والاحترام المتبادل. علينا ألَّا ننسى أن تعزيز هذه القيم من شأنه أن يسهم في تحسين جودة الحياة، ويعكس الصورة الحقيقية لمجتمعنا الذي يسعى لتحقيق المزيد من الإنجازات. لذلك، يجب أن نكون جميعاً سفراء للإيجابية، نستخدم الإعلام للتأثير بطريقة تعود بالفائدة على الإنسانية وتدعم تجمعنا بوصفنا أفراداً ومجتمعات.

كيف ساهمت التقنيات الحديثة اليوم في تعزيز دور الإعلام والفرص فيه؟

التكنولوجيا ووسائل الإعلام الرقمية كانت من العوامل الأساسية التي ساعدت في تطوير عملنا بشكل كبير. في عصرنا الحالي، حيث تتغير الأدوات والوسائل بشكل مستمر، أصبح من الضروري أن نواكب هذه التغيرات لنظل في الصدارة. وسائل الإعلام الرقمية وفرت لنا فرصاً هائلة للوصول إلى جمهور أكبر ومتعدد؛ ما سهل تفاعلنا مع عملائنا على منصات مختلفة وسمح لنا بتوسيع نطاق خدماتنا بسرعة وفاعلية.
أحد أبرز الفوائد التي جلبتها لنا هذه التطورات هو القدرة على تقديم محتوى مخصص يتماشى مع احتياجات كل عميل. بالإضافة إلى استخدام البيانات لتحليل سلوك الجمهور؛ ما يساعدنا في تطوير إستراتيجيات مبتكرة ومستدامة. تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، تمنحنا القدرة على تقديم حلول إعلامية متطورة تسهم في تحسين الأداء ورفع الكفاءة.
بالنسبة للتعامل مع التغيرات التكنولوجية في القطاع الإعلامي، نحن في “اندكس” نعتبر هذه التغيرات فرصة، لا تهديد كما أننا ملتزمون بتبني التقنيات الحديثة باستمرار ونستثمر في تدريب فريقنا ليكونوا دائماً على اطلاع بأحدث الابتكارات في هذا المجال حيث قمنا في شهر أغسطس الفائت بإقامة ورشة تدريبية للفريق بالتعاون مع مؤسسة قدها للتدريب عن الذكاء الاصطناعي في الإعلام؛ ولذلك من خلال التعاون مع الخبراء والاستفادة من أحدث الأدوات الرقمية، نحن قادرون على التكيف مع هذه التحولات وإطلاق أفكار جديدة تدفعنا للأمام في هذا القطاع المتغير بسرعة.

المشاركة في صناعة الأثر..

عام 2024 مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، في المكتبة الخاصة بالقصر الرسولي في الفاتيكان، حيث تسلمت المدني وسام (برو إكليسيا إت بونتيفيتشي)

مناصب عديدة تقلدتها قبل أن تصبحي اليوم مديرة تنفيذية.. أعطنا لمحة سريعة عن مسيرتك؟

بدأت مسيرتي المهنية في عام 2011 من مركز دبي التجاري العالمي، حيث اكتسبت أولى خبراتي في تنظيم الفعاليات وتطوير المهارات اللوجستية والإدارية، كانت هذه المرحلة أساسية في بناء فهمي لكيفية إدارة الفعاليات الضخمة والتنسيق بين الفرق المختلفة، وهو ما مهد لي الطريق للمراحل التالية.
في عام 2012، انضممت إلى “اندكس القابضة”، حيث بدأت مسيرتي في منصب مدير مشروع لتنظيم المؤتمرات والمعارض. خلال هذه المرحلة، توليت مسؤولية تنظيم فعاليات كبرى بالتعاون مع مؤسسات عريقة من القطاعين العام والخاص في دولة الإمارات والعالم؛ ما سمح لي بتعميق معرفتي في هذا القطاع. واستطعت من خلال منصبي بصفتي عضو مجلس إدارة في منظمة ديهاد الإنسانية المستدامة من أن أغذي شغفي لخدمة القضايا الإنسانية والمجتمع من خلال تنظيم وابتكار العديد من البرامج والأنشطة التي تخدم المجتمع المحلي والدولي والمشاركة في الفعاليات العالمية التي تعزز من دور قطاع الإغاثة والتطوير في العالم.
في عام 2016، توليت منصب المدير التنفيذي في “اندكس للإعلام”، وهي خطوة مهمة شكلت نقلة كبيرة في مسيرتي. في هذا المنصب، كنت مسؤولة عن اتخاذ القرارات الإستراتيجية على مستوى الشركة، وإدارة فرق متعددة التخصصات، بالإضافة إلى التفاعل مع التحديات المتزايدة في قطاع الإعلام، وهو ما ساعدني على بناء رؤية شاملة للإعلام ودوره في المجتمع.
ليس هذا فحسب، بل من خلال تفاعلي ومشاركتي في العديد من الفعاليات المحلية والعالمية التي تغطي مجموعة متنوعة من القطاعات مثل القطاع الصحي والتقني والتعليم والثقافي والإداري، والترفيه استطعت التعرف إلى جوهر كل من هذه القطاعات وما تعنيه. لقد وفرت لي هذه التجارب الفرصة لاستكشاف التحديات والفرص التي تواجه كل قطاع؛ مما عمَّق من فهمي للترابط فيما بينهم والدور الحيوي لكل قطاع في تعزيز تقدم المجتمع.
إن هذه الخبرات لم تُثرِ معرفتي فحسب، بل مكنتني أيضاً من تطوير مهاراتي القيادية وقدرتي على الابتكار. وما حصلت عليه من رؤى جديدة ساعدني في تمكين المجتمع من خلال دعم المشاريع والمبادرات التي تساهم في التنمية المستدامة. فأنا مؤمنة بأن تعزيز التعليم والتواصل بين مختلف القطاعات هو المفتاح للارتقاء بمستوى المعيشة وتحقيق الازدهار للجميع. إن كل فكرة أو مشروع نعمل عليه يحمل في طياته إمكانية إحداث فرق حقيقي ينعكس إيجاباً على حياة الأفراد والمجتمعات.
وفي عام 2020، تشرفت باختياري لتمثيل القطاع الخاص من بين العديد من المديرين والرؤساء التنفيذين في الدولة للانتساب في برنامج القيادات التنفيذية التابع لبرنامج قيادات حكومة الإمارات، والذي انطلق بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله”. هذه الثقة الكبيرة كانت دافعاً قوياً لي لتقديم المزيد وأن أكون بكل فخر جزءاً من مسيرة التنمية والازدهار في الدولة.

حدثينا عن دورك اليوم بوصفك مديرة تنفيذية؟ وما المهارات التي تتطلبها قيادة مؤسسة أو شركة إعلامية؟

الشغف هو القوة الدافعة لأي عمل ناجح؛ فأنا أعتقد أن العمل ليس مجرد واجب، بل متعة وشغف يدفعنا للإبداع والتميز. على الرغم من أن هذا اللقب يمثل إنجازاً كبيراً؛ فإنه يأتي ومعه الكثير من الواجبات والمسؤوليات. أنا اليوم أمثل فريقي وشركتي ودولتي في العديد من الفعاليات والمحافل المحلية والدولية، حيث ساعدتني هذه المراحل المتتالية في مسيرتي على تطوير شخصية قيادية قوية، وأصبح لديَّ فهم عميق لطبيعة التحديات التي يواجهها الموظفون في كل مرحلة من مراحل تطورهم المهني. أنا اليوم أستطيع أن أدرك جيداً ما يمر به أعضاء فريق الشركة في كل مرحلة من مراحل نموهم، وهو ما يتيح لي توفير الدعم المناسب لهم وتوجيههم بطريقة فعَّالة.
هذا الدور يتطلب مني الالتزام التام بالعمل وأداء مهامي بكفاءة، وأن أكون على اطلاع كامل بما يحدث في القطاعات كافة؛ ما يساعدني على اتخاذ قرارات مستنيرة تدعم الابتكار والنمو، وبالأخص تعزيز القيم الإنسانية وتوظيف القوى الناعمة لتعزيز بيئة العمل وإحداث التأثير الإيجابي بأسمى الطرق. فمن خلال تعزيز العلاقات القوية، ودعم التواصل الفعَّال، نستطيع تحقيق تأثير إيجابي في أعمالنا ومجتمعاتنا وبناء أساس قوي لمستقبلٍ مشرق.
القيادة بشكل عام تتطلب مجموعة من المهارات الاستثنائية التي تتماشى مع طبيعة هذا القطاع الديناميكي والمتغير باستمرار، في مقدمتها القدرة على استشراف المستقبل وفهم التوجهات القادمة. القائد الإعلامي لا يكتفي بالتفاعل مع الواقع الحالي، بل يسعى دائماً إلى قراءة الأحداث وتحليل المجريات لتوقع ما سيحدث لاحقاً؛ ما يتيح للمؤسسة أن تكون سبَّاقة ومؤثرة في رسم ملامح المشهد الإعلامي المستقبلي. هذا النهج يتطلب مرونة فكرية، ومهارات تحليلية قوية، وقدرة على تبني الابتكار وتوجيه الفريق نحو استغلال الفرص التي تكون أمامهم.
وأنا أؤمن أيضاً بأن النجاح الذي نحققه داخل المؤسسة هو انعكاس مباشر لدورنا وتأثيرنا خارجها؛ لذا فأنا أسعى دائماً لخلق بيئة عمل إيجابية ومحفزة، حيث يتسنى لكل موظف أن يشعر بأنه جزء لا يتجزأ من رحلة نجاح المؤسسة. هذا الانتماء يعزز التعاون ويستخرج أفضل ما في الفريق؛ ما يتيح لنا تجاوز القيود التقليدية. فيجب أن يكون القائد إنساناً متفهماً وقريباً من فريقه، يحمل رؤية واضحة تُلهم الآخرين.
برأيي، القائد الناجح هو من يستطيع تمكين فريقه، ويعمل معهم بروح التعاون، ليقود المؤسسة نحو النجاح المستدام والتميز.

عام 2017 مع الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، خلال فعاليات الدورة الأولى من مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة

نجد إقبالاً كبيراً اليوم لدى السيدات في العالم العربي على تأسيس وإدارة شركات ضمن هذا القطاع: ما أهم نصيحة توجهينها لهن ليضمن نجاحهن في ذلك؟

نصيحتي لجميع رواد الأعمال وليس السيدات فقط، ممن يسعون إلى تأسيس وإدارة شركات في القطاع الإعلامي هي الابتعاد عن التركيز على المسارات السائدة “الترندات” فقط؛ لأنها تأتي ومعها مدة صلاحية قصيرة الأجل، ولا تقدم أساساً مستداماً. الأهم هو بناء رؤية ورسالة واضحتين وشاملتين، تعكسان هدفاً طويل الأمد يُلهم الآخرين ويُحدث تأثيراً حقيقياً.
الكثير من الأعمال تُبنى على مسارات مؤقتة وتزول مع الوقت، لكن الأعمال التي تنطلق من رسالة عميقة وقيم أصيلة هي التي تستمر وتحقق النجاح الحقيقي. علينا التفكير دائماً في المستقبل، وليس فقط فيما هو شائع اليوم، والتركيز على تقديم محتوى وخدمات تضيف قيمة حقيقية وتخدم المجتمع على المدى الطويل.
اقرؤوا أيضاً: المرأة القطرية في اليوم العالمي للمرأة.. بصمات استثنائية في جميع المجالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *