وزراء دول الجوار السوري يحذرون من عودة "داعش" والاتفاق على التنسيق للتصدي له

أكدت دول جوار سورية، مساء الأحد، دعمها للحكومة السورية، واتفقت على تأسيس غرفة عمليات لمواجهة تنظيم "داعش" الإرهابي، مع إدانة الاعتداءات الإسرائيلية.
تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"… سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
جاء ذلك في مؤتمر صحافي بالعاصمة الأردنية، عمّان، ضمّ وزراء خارجية كل من سورية وتركيا والأردن والعراق ولبنان، في ختام الاجتماع الأول لتجمع سورية ودول الجوار.
حذّر وزراء الخارجية في ختام اجتماعهم من خطر عودة تنظيم داعش، وأكدوا اتفاقهم على التعاون والتنسيق للتصدي للتنظيم المتطرف.
وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزراء خارجية الأردن وتركيا وسوريا ولبنان: "محاور اجتماعنا واحدة وخاصة أمن المنطقة وتهديدات داعش لسورية، والدول المحيطة بسورية، فنحن نرى نموا في أعداد وقوة وسلاح داعش ومحاربته تحتاج إلى تهيئة إقليمية ومساعدة دولية، وتبادل معلومات حول تمدده ليس على حدود سورية والأردن والعراق فحسب، ولكن في الداخل السوري".
وأضاف أنه بحسب "المعلومات (المتوافرة) لدينا جميعا، فإن داعش بدأ بإعادة تنظيم قواته، وأصبح قوة إرهابية في سورية وعلى حدود العراق والأردن (…) لذلك علينا العمل معا؛ سواء بشكل إقليمي أو عالمي للتصدي له".
وذكر حسين أنه "تم التوصل لمبادئ أساسية لكيفية محاربته، كي لا يتوسع أكثر".
من جانبه، قال وزير خارجية الأردن، أيمن الصفدي، إن "الاجتماع بحث التحديات التي تواجه سورية، ومحاربة الإرهاب وتنظيم داعش، وأكدنا على ضرورة إطلاق جهد مشترك في محاربة داعش في سورية، ومن حولنا وفي العالم".
وأضاف أن "داعش يحاول إعادة تنظيم صفوفه، واستطاع الحصول على أسلحة جديدة، ويحاول إعادة انتشاره، ولكننا سنتصدى له عسكريًّا وفكريًّا، فهو تهديد لدولنا".
من جهته، قال وزير خارجية تركيا، هاكان فيدان: "سنواصل العمل بكل قوتنا، وخاصة في مكافحة الإرهاب، لمنع ظهور داعش مرة أخرى في المنطقة والقضاء عليه تماما، من خلال الجمع بين قدراتنا كدول خمس".
وأضاف "نتيجة لاجتماعاتنا اليوم، ركزنا على ما يمكننا القيام به بشكل ملموس. كدول إقليمية، قررنا إنشاء آلية مشتركة للعمليات والاستخبارات. سيعمل أصدقاؤنا على هذه القضية لجعلها أكثر واقعية".
واتفق الوزراء على أن تستضيف تركيا الاجتماع المقبل لدول الجوار السوري، بدون تحديد موعد له.
وشارك في الاجتماع، بحسب الخارجية الأردنية، وزيرا الخارجية والدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومدراء أجهزة المخابرات في كل من الدول الخمس، "لبحث آليات عملانية للتعاون في محاربة الإرهاب، وتهريب المخدرات والسلاح، ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى".
وفي ما يتعلق بالأحداث الأخيرة في سورية، قال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إنه "لا تسامح مع فلول نظام الأسد، ولن نسمح لهم بزعزعة الأمن والاستقرار، وكذلك لن نتسامح ونفتح المجال لمن يريد أن يأخذ دور الدولة في تعزيز الاستقرار والأمن، لأن هناك مؤسسات أمنية وعسكرية، واجبها الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلد، ولا ينبغي لأحد وغير مسموح لأي أحد أن يأخذ هذا الدور"، مشيرا إلى أن "كل من تورط في هذا الأمر، سيُحال على القضاء".
وأضاف "نحن اليوم ضامنون لكل الشعب السوري ولكل الطوائف، ونحمي الجميع بشكل متساو".
ويشكّل فرض الأمن وضبطه في عموم سورية، أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، بعد نزاع مدمر بدأ قبل نحو 14 عاما، في ظلّ حُكم النظام المخلوع.
ويأتي الاجتماع في الأردن في وقت دعا الشرع إلى "الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي" في سورية، في اشتباكات بدأت الخميس في المنطقة الساحلية.
وتحدث المرصد السوري لحقوق الإنسان في حصيلة جديدة، الأحد، عن مقتل 830 مدنيا منذ الخميس، بيد قوات الأمن السورية ومجموعات رديفة لها.
وتعد هذه الأحداث الأعنف التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة ببشار الأسد، في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر.
المصدر: عرب 48