دليل لتعلم كيفية اتخاذ قرارات حياتية مؤثرة

الحياة تدور باستمرار حول اتخاذ الخيارات، حتى لو قررت عدم الاختيار والمضي قدمًا فحسب، فمجرد إدراكك أنك لن تتخذ أي قرار، فهذا بالفعل قرار في حد ذاته، وبما أننا نفتح أعيننا كل صباح فإننا لا نتوقف عن الاختيار. فمع كل إشراقة شمس ومع كل نسمة بالصباح، ومع كل شعاع يتسرب من النافذة ليضيئ يوم جديد تجد حزمة من القرارات باتنظارك لتتخذها بدون أن تدرك سواء رضيت أم أبيت… فالقرار ليس مجرد اختيار أمر ما مؤثر، السر هو معرفة كيفية اتخاذ القرارات الجيدة لتكون قرارات حياتية مؤثرة تدعم ازدهارك وتطورك. بالسياق التالي “سيدتي” التقت استشاري التنمية البشرية والدعم الذاتي نبيلة رياض عبد الرحيم لتخبرك عن دليل لتعلم كيفية اتخاذ قرارات حياتية مؤثرة.
اتخاذ القرارات المهمة أمرًا حيويًا بحياة كل شخص
تقول استشاري العلاقات الأسرية والدعم الذاتي نبيلة رياض عبد الرحيم لـ”سيدتي” يعد اتخاذ القرارات الحياتية المؤثرة أمرًا هامًا وحيويًا بحياة كل شخص، وهو منهجية تحتاج لأدوات معينة توجه كل منا للاختيار الجيد، وتعتمد تلك الادوات بشكل أساسي على تزويد الأشخاص بجميع المعلومات الممكنة حتى يتمكنوا من معرفة السياق، وتقييم إيجابيات وسلبيات كل خيار يقومون به وكل قرار يتخذونه بموضوعية، ومن ثمّ يستطيع الفرد أن يتخذ قراراته بعقلانية واستقلالية وبناءً على معرفة وعلم، وأن يفكر في الأمور بطريقة إيجابية وفي تبعاتها ويكون على ثقة من أنه سينجح في إيجاد حلول من أجل الوصول لأهدافه مهما كانت نتائج اختياراته.
قد ترغبين في التعرف على: تأثير بيئة الأصدقاء على قرارات الشباب
دليل يساعدك في اتخاذ القرارات الهامة والمؤثرة
تخلص من الخوف
تقول نبيلة رياض: الشيء الرئيسي الذي تحتاجه لاتخاذ قرارات حياتية مؤثرة هو أن تدع الخوف جانبًا. سيكون عدم اليقين موجودًا دائمًا، وسواء اتخذت القرار الخاطئ أو القرار الصحيح، سيكون هناك القليل من القلق بشأن ما سيحدث، والحياة لا يمكن التنبؤ بها. ولذلك لا يهم إذا أخطأت أو اخترت الطريق الخطأ، لأنه ستكون هناك قرارات متتالية ستتخذها لتقويم أو تغيير مسار خطواتك. تعلم أن تعيش في الحاضر من دون القلق بشأن المستقبل الذي يحكم قراراتك. في الحياة، كما هو الحال مع المشاكل، ولذلك لا تخف من المستقبل ومن تبعات اختيارك مهما كان.
ادرس جميع الخيارات
غالبًا ما تلف وتدور في رأسك محاولا الاختيار بين خيارين فقط لا ثالث لهمها من دون أن تدرك أن هناك العديد من الخيارات الأخرى التي لم تفكر فيها والتي قد تساعدك في اتخاذ القرار الأفضل وقد يكون من بينها البديل الذي يرضيك أكثر أو البديل الذي يحل المعضلة بشكل أفضل. ولكن، لأنك عالق بين طريقين، فإنك لم ترى ذلك المسار الآخر، ومن المناسب كذلك أن تقم بتقييم إيجابيات وسلبيات كل خيار، بحيث يكون لقراراتك أساس متين ترتكز عليه، وهذا بدوره يوفر لك قدرًا أكبر من الأمان.
كن صادقًا مع نفسك

انظر ما هي العواطف التي تحرك قراراتك، فعندما يتعين عليك الاختيار بين الخيارات، قد يخبرك رأسك باختيار واحد، لكنك تشعر بغصة في حلقك تخبرك أن هناك خطأ ما في اختيارك. كن صادقًا مع نفسك ولاحظ المشاعر التي يوقظها فيك كل مسار تخطط لاختياره.
ثق في إمكانياتك
تقول نبيلة: عندما يتعين عليك اتخاذ قرارات حياتية مؤثرة، قم بإزالة جميع الأحكام المسبقة عن نفسك. أنت أسوأ من يحكم عليك، فالشخص الذي يعاقبك أكثر عندما لا تسير الأمور كما تتوقع هو أنت، والشخص الذي يحد من نفسك بالشك فيما إذا كنت ستتمكن من القيام بشيء ما أو لا هو أنت. ولذلك توقف عن ذلك ألم تحقق الكثير بالفعل في سنواتك السابقة؟ ألم تحرز نجاحات وإنجازات من قبل؟ بالطبع نعم، ولذلك لا تتردد، ولا تقارن نفسك بأحد، لأنه لا يوجد أحد أفضل أو أسوأ، كل شخص ببساطة لديه أوقاته وتجاربه. ما يميزك عن الآخرين الذين تمكنوا من القيام بشيء لم تفعله حتى الآن، هو أنهم تغلبوا على الخوف، بينما أنت ما زلت ترزح تحت تأثيره.
قد ترغب في التعرف على كيفية تعزيز قدرتك على اتخاذ القرارات الصحيحة
حدد موعدًا نهائيًا لاتخاذ القرار
لا يتعلق الأمر بإرباك نفسك، ولكنه يتعلق بتأجيل قرارك إلى ما لا نهاية مع “الغد” الكلاسيكي الذي لا يأتي أبدًا، لذلك حدد موعدًا نهائيًا لاتخاذ القرار، وفي هذه الأثناء قم بالدراسة والتحليل والتقييم وأيضًا التفكير خارج الصندوق من وقت لآخر حتى لا تطغى على عقلك المتأثر والمتغلل في الموضوع محل الاختيار.
فكر أن أخطائك وسيلة للتعلم وليس الفشل
إذا كان القرار الذي اتخذته في النهاية لا يؤدي إلى النتيجة التي توقعتها، ففكر أنه لن يكون هدرًا للوقت أبدًا، بل استثمره في التعلم وأن لكل شيء سبب، فربما كان عليك ارتكاب أخطاء في طريقك للوصول إلى مكان آخر، أو لأنه كان عليك أن تتعلم شيئًا من شأنه أن يكون مفيدًا لمستقبلك.
خذ في الاعتبار عواطفك
تؤثر حالتك العاطفية على القرارات التي تتخذها أكثر مما تعتقد. سواء كنت سعيدًا أو حزينًا أو متحمسًا أو متعبًا، فقد يدفعك هذا إلى اتخاذ قرار متسرع أو متشائم. ولذلك قم بتقييم حالتك المزاجية وكيف تؤثر على تفكيرك قبل اتخاذ القرار.
حدد المخاطر وسلبيات اتخاذ القرار
من المحتمل أن تتخذ قرارات غير جيدة لمجرد أن لديك عادات ضارة وقد لا تكون على علم بالضرر الذي تسببه لك، ولذلك فكر في ما يترتب عليه قرارك وحاول تحديد إلى أي مدى ستتأثر بالسلبيات والمخاطر الناتجة عن هذا القرار حتى تتمكن من تعديله أو تغييره أو حتى الغاؤه وهذا ليس عيبًا..
وإذا تابعت السياق التالي ستتعرف على: اقتباسات ملهمة للتعبير عن الذات