في تطوّر يثير القلق، شهدت الولايات المتحدة تفشيًا واسعًا لمرض الحصبة، حيث تم تسجيل أكثر من 600 إصابة وثلاث وفيات في ولايتي تكساس ونيو مكسيكو منذ بداية العام.
ويأتي هذا التفشي في وقت تواجه فيه برامج التطعيم المجانية للأطفال تهديدات جدية بسبب تخفيضات في الميزانية الفيدرالية.
برنامج "اللقاحات للأطفال" (VFC)، الذي تأسس عام 1993 بتمويل من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بميزانية قدرها 5 مليارات دولار، يوفر لقاحات مجانية للأطفال من خلال شراء مخفض من شركات الأدوية.
ويُعتبر هذا البرنامج حيويًا، حيث يغطي ما يقرب من نصف جميع تطعيمات الأطفال في الولايات المتحدة، ويخدم بشكل خاص الفئات ذات الدخل المنخفض.Reuters
إلا أن إدارة الرئيس دونالد ترامب قامت بتخفيضات كبيرة في القوى العاملة بوزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) وألغت منحًا مرتبطة بكوفيد-19 بقيمة 11 مليار دولار، مما أثار مخاوف بين المتخصصين في الصحة العامة.
وأثرت هذه التخفيضات على جهود التوعية الضرورية لتعزيز سلامة اللقاحات وتغطيتها، خاصة في المجتمعات الضعيفة.
الدكتور علي شريف، أحد مقدمي الرعاية الصحية في هوبز، نيو مكسيكو، أفاد بزيادة الطلب على لقاحات الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، لكنه يواجه صعوبة في تلبية هذا الطلب بسبب نقص الدعم الكامل.
وفي ظل تشكيك وزير الصحة روبرت ف. كينيدي جونيور في فعالية اللقاحات وترويجه لعلاجات غير مثبتة، يحذر خبراء الصحة العامة من عواقب وخيمة إذا لم يتم استعادة التمويل وجهود التوعية.
ويؤكد الأطباء المحليون على أهمية البرنامج، خاصة للعائلات التي تعتمد على برنامج "ميديكيد". ويشيرون إلى أن أي تقليص في هذا البرنامج قد يؤدي إلى زيادة في حالات الأمراض التي يمكن الوقاية منها، مما يشكل تهديدًا للصحة العامة في البلاد.
المصدر: عرب 48
